أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن أسفها من استمرار الحرائق المشتعلة في قلب العراق جراء المصادمات والاشتباكات والانفجارات التي تعم بغداد ومدنا عراقية شتي منذ غزو القوات الأمريكية للعراق عام 2003 مشيرة الى انه لا سبيل إلى إمكان اخمادها في المستقبل القريب والمنظور رغم الخطة الامنية التي تنفذها حكومة نوري المالكي بالتعاون الوثيق مع قوات الاحتلال الأمريكية منذ منتصف فبراير الماضي والتي تتعثر إلى حد الفشل . وقالت لئن كانت الخطة الامنية لفرض القانون قد تعثرت في العاصمة بغداد فإن عملية توسيع اجراءات فرض القانون لتشمل المناطق الساخنة خارج بغداد والتي بدأتها حكومة المالكي أمس الأول قد دخلت منذ اللحظة الأول في أتون عاصفة عاتية من العنف والدم على نحو ما تشير وقائع المواجهات في الديوانية والانفجارات في الرمادي بالإضافة إلي تفجير أحد أنابيب البترول في جنوب كركوك . واضافت قائلة ان اللافت للانتباه انه بينما يقر الرئيس جورج بوش ويعترف بأن الحرب الأمريكية على العراق فقدت شعبيتها وأن الأمريكيين سئموا هذه الحرب فإنه في الوقت نفسه لا يستجيب للرأي العام وللأغلبية الديمقراطية في الكونجرس الأمريكي بالبحث عن مخرج من المستنقع العراقي الذي اسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 3200 جندي أمريكي فضلا عن التكلفة الاقتصادية الهائلة التي يتكبدها دافعو الضرائب الأمريكيون وهو ما جعل الشعب الأمريكي يطيح بمرشحي الحزب الجمهوري حزب الرئيس بوش في انتخابات الكونجرس ويفسح الطريق امام الحزب الديمقراطي ليفوز بالأغلبية وسط اجماع المراقبين آنذاك على ان الانتخابات كانت استفتاء على حرب العراق سقطت فيه السياسة الخارجية لبوش واستراتيجية حربه في العراق سقوطا ذريعا. واوضحت أن إدارة بوش وأنصارها في العراق يتنصلون من مسئوليتهم عن اندلاع العنف في البلاد وكأن الشعوب مكتوب عليها أن تخضع للاحتلال وتخر امامه مستسلمة وهو ما لم يحدث في التاريخ على الاطلاق وفي ضوء ذلك تبدو غرابة قول وزير الدفاع الأمريكي أنه إذا كانت بغداد مشتعلة والمدينة غارقة في العنف فإن الاحتمالات الممكنة لحل سياسي تكاد تكون معدومة وما هو اكثر غرابة من قوله ما أعلنه ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي وأحد المخططين الاساسيين لغزو بغداد واحتلال العراق من أن تنظيم القاعدة كان يعمل داخل العراق وادعي وجود علاقة بين التنظيم ونظام صدام حسين قبل غزو العراق . ورأت الصحف المصرية انه في سعي جاد لإنقاذ شعب العراق من الأخطار التي تهدده بسبب استمرار الاحتلال الأجنبي ومحاولات التقسيم تحت غطاء الكونفدرالية اتفقت مصر مع الأممالمتحدة والحكومة العراقية على استضافة بادرة العهد الدولي للعراق في شرم الشيخ لتضع جميع الدول والمنظمات ذات العلاقة والداعية للسلام أمام مسئولياتها التي لا يجب أن تتعطل أكثر من ذلك خاصة في ضوء التوافق الذي أثمرت عنه القمة العربية بالرياض واجتماعات كبار المسئولين لدول الجوار. وخلصت الى انه يتصل بهذا السعي عقد الاجتماع الوزاري لدول الجوار مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول الصناعية خلال الشهر القادم في مصر ويتطلع الجميع إلى انفراجة مأمولة ومطلوبة فهو الطريق لإعادة الاستقرار وبدء الإعمار للعراق الذي شهد العديد من الحوادث المؤسفة والمؤلمة منذ سقط في براثن الاحتلال. // انتهى // 1016 ت م