لولا النخل بديارنا ما سكنا من الغرس لا جا هاتش الليل نقريه للنخلة في نفوس أهل الجزيرة العربية مكانة كبيرة لخصوصية العلاقة بينها وبين ابن هذه الأرض منذ الأزل , حكايات من الوفاء بين الطرفين رسخت بتفاصيلها في الذاكرة ترويها الأجيال لتبقى بقاء الإنسان .. وأهل حائل مثلهم مثل سائر أبناء هذه الأرض يعشقون النخلة الرمز والعطاء وكتبوا في هذا العشق قصائد تفيض حبا ووفاءً. يقول الشاعر فلاح بن رمال :==1== الى بغيت معيشة عليك بالنخل==0== ==0==حط من مقاطير النخيل سهيب==2== وقال عبد الرحمن بن معيتق ( راعي البلازية ):==1== لا صرت في دنياك فطنٍ بصيري==0== ==0==عشر النخل يسوي قطيعٍ مع النوق==2== ويفتخر زيد الخشيم ( راعي قفار ) قائلا:==1== ياديرتي سمر الغرايب اقباله==0== ==0==بشرقي أجا يازين زمة احيوره يازين ميتها وبارد اظلاله==0== ==0==كنه من الجنة تطاها انهوره لو جمعت كل البوادي ارحاله==0== ==0==أقفت من الهطلى تناضح اسيوره==2== ويحض الفليحي السليطي وهو من أهل أجا ابنه قطيم على الاهتمام والعناية بالنخيل قائلا:==1== الغيد ياقطيم ينخنك==0== ==0==كل الغرايس مضابيبي طلعت سهيل يجازنك==0== ==0==تاكل لقاط ومذانيبي==2== أما ابن مقرب ( راعي بقعاء ) فيؤكد أنه ليس للمرء الا حلاله ، وان خير الحلال هي النخيل:==1== نهجت أدور لي رفيق==0== ==0==ولا لقيت الا حلالي مال يهب الريح تحته==0== ==0==هذاك ما هو لي بمالي ما مال الا الراسيات==0== ==0==الى حملن ترسن العلالي==2== وتعتبر النخلة من اهم مصادر قوت الآباء والأجداد ، وكانت هي أهم معين لهم للوفاء بالتزاماتهم الأخلاقية على صعيد الكرم وصلة الرحم. فقد قال مبارك بن عبيكة ( راعي قنا ) :==1== يافاطري صبي على حلوة الحوش==0== ==0==صبي على فقش الحلى والحماري أبي ليجا شيخ البدو كالضبي منجوش==0== ==0==لا مار دبس القسب مثل الخباري==2== وبنفس العزيمة والدوافع الكريمة الخيرة يتعهد ضحوي ابن دهمي ( راعي النعي ) قائلاً:==1== جدعت أشماغي والعباه==0== ==0==بين الغرايس والقليب واد نيت حيل معفياه==0== ==0==لعيون زينات الرطيب نبي ليا وافق نماه==0== ==0==للضيف والمسير والقريب==2== اما الكريم المشهور اكرم كرماء الجبلين في زمنه عثمان بن دواس بن مفيد التميمي فقد قال فيه الشاعر حسين التبيناوي:==1== الفقر ما شافه مقاصير عثمان==0== ==0==بين الحلى والحمر حين استواها يشبع من الحرة الى خشم رمان==0== ==0==بتقصف الاسعار يضمن عشاها==2== ويفتخر ابن مديبغ بجماعته أهل الشعيب - شعيب الحفن - الذين اشتهروا بالكرم خاصة ناصر بن لحيدان الذي أشيد بكرمه في الامصار فيقول :==1== لا ركبن غبر السنين الشديدة==0== ==0==الجار يفتح له على الحير مدخال==2== ويقول ايضا:==1== لولا النخل بديارنا ما سكنا==0== ==0==من الغرس لا جا هاتش الليل نقريه==2== ولارتباط الموضوع بالزراعة وأهميتها لدى أهل الجبل كمورد اقتصادي عبر الأزمنة المختلفة ، كما هو الحال في مناطق مختلفة من الوطن العزيز . علما بأن الآباء والأجداد واجهوا مختلف المحن والتحديات للذود عن أملاكهم وتشرفوا بذلك حيث يقول بدر بن سعد العفنان:==1== لي لابة يوم اللقا تسند الميل==0== ==0==من دونكن ياللي تدقن وشامي نعم بابو سالم مدفع الشيل==0== ==0==اللي لامن ثار الدخن ما يهامي ماهو تبوهٍ مار ما يقبل الميل==0== ==0==يركض على كتع الجموع الركامي قومٍ مع الريعان جونا دعاكيل==0== ==0==يبون من طلعٍ بفروع النوامي الغرس من دونه رجال حلاحيل==0== ==0==ما حسبوا للموت والرمي حامي==2== ونظرا للأهمية المعنوية للزراعة التي تتمثل في الأساس على النخيل ، نشير إلى الزراعة في الجبل في العهد الراهن - عهد الاستقرار والرخاء - حيث ما زالت للنخلة الأهمية البارزة ، فهي مظهر جمالي وصحي. ولا يخفى أن النخلة شعار لهذا الوطن المعطاء وفي ذلك يقول الأستاذ سعد بن خلف العفنان الأبيات الشعرية التالية : وفي ذلك يورد الأديب سعد بن خلف العفنان أبياتا شعرية للشاعر الكبير فهد بن مطلق الازيمع بمناسبة الموضوع حيث يقول :==1== افضل شجرةٍ على التربة تغرسونه==0== ==0==النخلة اللي ذكرها الله بكتابه مريم كلت من رطبها لو تهزونه==0== ==0==لا حملت حملتكم خير من مابه فيها الحضارة يابن عفنان مرهونه==0== ==0==ونبينا الهادي المحبوب وصى به==2== @@ صالح محسن القعود المصدر : كتاب النخيل في منطقة حائل للأديب سعد بن خلف العفنان