لفت نظري في احد اعداد جريدة عكاظ مقابلة تم اجراؤها مع شاب سعودي يعمل بوظيفة قد نراها جديدة على مجتمعنا وهي (البناء) وظهرت صورته بين الوافدين الاسيويين يعمل بدون اي شعور بالانتقاص او الخجل يعترف بأنه خريج معهد مهني وبراتب يبلغ ألفا ومائتي ريال وتحت حرارة الشمس اللاهبة وكم نشعر بالفخر بذلك التوجه المشرف لهؤلاء الشباب حين نراهم يزاحمون الوافدين في مهنهم المختلفة والتي كانت تقتصر مسبقا على جنسيات معينة دون غيرها. ولعل في ذلك اللقاء مايحفز شبابنا الاخرين لاقتحام سبل العيش رغم وعورتها فالطريق يبدأ دوما بخطوة. لكننا مازلنا نطلب من ارباب العمل مؤازرة هؤلاء فراتب ضئيل كهذا لايكفي متطلبات الحياة الضرورية فكيف بمن هو في مقتبل العمر وبحاجة الى تكوين اسرة فمن اين يأتي بذلك؟ ولكننا على يقين ايضا بأن مزاحمة الوافدين لسوق العمل قد يعمل في بعض الاحيان الى مطاردة هؤلاء الشباب وتضييق فرص العمل امامهم اما بعدم تعليمهم سر الصنعة حينا او بالوشاية المغرضة الى رب العمل احيانا اخرى وغالبا مايحدث هذا الامر حين يعمل السعودي تحت امرة مسئول وافد لايترك شاردة او واردة الا ويتم تضخيمها وبالطبع قد يجد هؤلاء اذنا صاغية فالسعودي في نظرهم مازال ينعت بالتهم السيئة كالكسل وعدم الجدية وكثيرا مايرى اولئك المسئولون في تلك التهم المغرضة ذريعة للتخلص من (هم) هؤلاء رغم الانتقاص لحقوقهم المادية والمعنوية مقارنة بغيرهم من الوافدين! وفي نفس الصفحة صورة اخرى لشاب سعودي اخر يطلب العمل (كمساعد) لمأمور سنترال ويحارب من اجل تلك الوظيفة لمساعدة والده الطاعن في السن منذ عام 1418ه اقول ذلك وانا اتحسر حين أرى ان مأمور الهاتف في بعض مؤسساتنا مازال آسيويا يتحكم في مسار العمل وقد لا تفقه من حديثه اي شيء. فهل تحتاج مثل هذه الوظائف والتي مازالت تشغل بهؤلاء الوافدين الى اي مؤهلات وما اكثرهم في مؤسساتنا؟ وفي الاسبوع القادم سوف يتم الحديث عن اقتحام السعوديات ايضا لاعمال غير مسبوقة!