يرن الهاتف في غرفة منزوية في مبنى الشركة تسمى غرفة السنترال، يطول صوت رنينه ولا مجيب، فقد فقدت تلك الغرفة هيبتها، ولم يعد دور مأمور السنترال مؤثراً كمان كان، فوسائل الاتصال الحديثة قد اخترقت فيما يبدو سنترال الشركة، وهمشته، وألغت دوره في كثير من الشركات، فالتواصل المباشر بين الموظفين والخارج أصبح عن طريق الهواتف الجوالة، والتواصل المؤسسي والتجاري بين المنشأة والجهات الأخرى غالباً ما يكون عن طريق البريد الإلكتروني، الأمر الذي أطاح بوظيفة مأمور السنترال، وهمشها، وغيبها عن طلبات الموظفين، فمن النادر أن ترى إعلاناً اليوم تطلب من خلاله منشأة مأمور سنترال. إلا أنه رغم كل ذلك يرى المهتمون بشأن التوظيف في القطاع الخاص أن انحسار الطلب على وظيفة مأمور السنترال وإن بدا حقيقة جلية، إلا أن هناك تنامياً ملحوظاً على الطلب على موظفي خدمة العملاء أو ما يسمى بالكول سنتر، وهو طلب حسب المراقبون وإن كان ضعيفاً إلا إنه ينمو بشكل متسارع خاصة لدى الشركات الكبرى. وقال عبدالله الزهيري -مدير إحدى شركات التوظيف- إن هناك تراجعاً ملحوظاً في طلب وظيفة مأمور السنترال من قبل قطاع الأعمال، مرجعاً ذلك إلى ما أسماه تعاظم دور تقنية الاتصالات بشكل كبير، مما يمكن موظفي المنشأة أن يتواصلوا على نطاق واسع من خلال قنوت اتصال كثيرة دونما أن يمر تواصلهم بغرفة مأمور السنترال. وأكد أن وظيفة مأمور السنترال قد تكون سقطت في كثير من حسابات الشركات، مما يفقد هذه الوظيفة أهميتها لدى وسطاء التوظيف، إلا أنه أشار إلى أن هذه الوظيفة قد تشهد تحويراً كغيرها من الوظائف التي تحولت إلى صورة أخرى أكثر شمولية، وقال: إنه على الرغم من التراجع الكبير في الطلب على وظيفة مأمور السنترال، إلا أن هناك طلباً ينمو خاصة لدى الشركات الكبرى على وظيفة خدمة العملاء، وهي تشمل أكثر من موظف يعملون في وقت واحد على تلقي شكاوى واقتراحات العملاء والتواصل معهم لخدمتهم قبل أو بعد عملية الشراء. وأكد الزهيري أن موظفي خدمة العملاء معنيون بخدمات كثيرة تتجاوز مهمة مأمور السنترال، منها تلقي الشكاوى، وحجز مواعيد الصيانة مثلاً لدى الشركات التي لديها منتجات، وغيرها من الخدمات مما يعني تعيين مجموعة من الموظفين في هذا القسم في الشركات الكبرى الأمر الذي سيتيح فرص عمل جديدة حتى وان فقدت وظيفة السنترال أهميتها.