اقترح رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية رسميا على محمود عباس (أبومازن) أحد قادة حركة فتح تولي منصب رئيس الوزراء ووافق عليه مساء أمس، وبذلك ستكون أمامه مهلة ثلاثة اسابيع لتشكيل حكومة وتقديمها الى المجلس التشريعي الفلسطيني. وفي حال لم يتمكن من ذلك، يحظى بمهلة اسبوعين آخرين قبل ان يعين عرفات رئيس حكومة جديدا.وقال المستشار الرئاسي نبيل ابو ردينة صباح أمس ان امين عام رئاسة السلطة الطيب عبد الرحيم نقل هاتفيا الى عباس اقتراح تولي المنصب، كما أكد ذلك وزير الاعلام ياسر عبد ربه.وفي المساء أعلن أبو ردينة أن عباس وافق على تولي منصب رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية.وقد رحبت واشنطن باستحداث منصب رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية الذي جاء تلبية لضغوط شديدة على عرفات، وقال وزير الخارجية كولن باول أمس الأول ان المجلس التشريعي الفلسطيني تمكن أخيرا من التغلب على عرفات لاستحداث هذا المنصب والحد من تحكم عرفات في اقالته. كما رحب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا أمس باختيار محمود عباس. وقال: أرحب بقرار الرئيس ياسر عرفات الذي كلف بموافقة المجلس التشريعي الفلسطيني محمود عباس تولي منصب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية. ويصور التصلب الذي ابداه ياسر عرفات في سعيه الى الحد من صلاحيات رئيس الوزراء المقبل في السلطة الفلسطينية، ما سيواجهه محمود عباس خلال ممارسته لكامل سلطاته التي أقرها له المجلس التشريعي.غير أنه ما زال يتحتم على ضوء الممارسة السياسية تكريس الفصل الجديد في الصلاحيات داخل السلطة الفلسطينية، اذ يحتفظ عرفات بموجب القانون برئاسة الامن الوطني والدبلوماسية، ومن ضمنها بصورة خاصة مفاوضات السلام. ورأى النائب المستقل عزمي الشعيبي الذي وجه انتقادات شديدة اللهجة فيما مضى الى عرفات، ان الصلاحيات المفوضة الى رئيس الوزراء تغطي 95% من الحقل السياسي.وذكر ان ابو مازن سيسيطر على الادارة بكاملها والنظام العام، وخصوصا قطاع المالية، وهو قطاع جوهري.واضاف الشعيبي أن أبو مازن اشترط للقبول بالمنصب ممارسة صلاحيات حقيقية، وهو امر بات ثابتا الآن.وعاش ابو مازن (68 عاما) وعرفات (73 عاما) نضالا مشتركا طويلا في منظمة التحرير الفلسطينية التي يعتبر ابو مازن المسؤول الثاني فيها. والعلاقة بينهما ليست علاقة تبعية بل شراكة بحسب محمد حوراني النائب عن حركة فتح التي يتزعمها عرفات.ورأى الشعيبي ان عرفات امس ليس عرفات اليوم، معتبرا ان تصويت المجلس التشريعي الفلسطيني الثلاثاء بدل كل شروط ممارسة السلطة داخل السلطة الفلسطينية التي سيطر عليها عرفات بلا منازع منذ قيامها عام 1994.واشار الشعيبي الى ان رئيس الوزراء الجديد مسؤول امام البرلمان، وهذا لم يكن حال عرفات، بالطبع، ما زال في وسع الرئيس اقالته، انما في وسع البرلمان في هذه الحال ان يرفض تكليف خلفه المعين.غير ان موقع ابو مازن في الشعب الفلسطيني مرهون ايضا بموقف السلطات الاسرائيلية التي اعادت احتلال جميع مناطق الضفة الغربية تقريبا منذ يونيو 2002 وتقوم بعمليات توغل يومية في قطاع غزة.وكتبت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها أمس: على اسرائيل الآن ان تسحب قواتها المسلحة وتوقف العمليات الدامية وتظهر المزيد من الثقة في تعيين ابو مازن.وحذر الشعيبي من ان الاختبار الحقيقي بالنسبة لابو مازن سيكمن في تشكيل حكومته. وقال: سنرى ما اذا كان لديه مقاربة مختلفة (عن عرفات) وان كان سيعين اشخاصا نزيهين وجديرين بالثقة وسيطبق برنامج اصلاحات. محمود عباس يبدو انه استطاع ان يقتسم لقمة من فم الأسد.. ليوافق على رئاسة الوزراء