صدر عن دار الفكر في دمشق رواية (أنين القصب) للروائي حسن حميد و الرواية تتويج لمسار حسن حميد كله وسعي الى ذاكرة جماعية ويرصف حكاياتها ويحول الشكل المجزوء إلى شكل روائي مكتوب بصيغة الجمع و أن الفلسطينيين كان لهم مكان اختلس منهم وبدده الغزو الصهيوني. ويواجه حميد بهذه الرواية نسيانا محتملا و يعبث بالحكايات و يهيل التراب على أصحابها ولا يذهب إلى التاريخ البعيد و أساطير الأجداد العظام وهذه مقولات تلائم الصهيونية .بل يتجه الى الإنسان البسيط الى تتجلى الحياة فيه بعيدا عن الغامض و المعجز الذي لا تفك أسراره كما لو ان الإنسان الفلسطيني البسيط هو السر المشرق الوحيد الذي لا أسرار فيه ان رواية (أنين القصب) شاءت أن تكون ذاكرة جماعية تستقدم الفرح وتحجب القبور لأكثر من سبب، و تبنى على توالد حكائي ينتقل لزوما من حكاية الى أخرى ومن زمن الى آخر مفضياً إلى زمن حكائي شاسع هو زمن الحكاية الفلسطينية المفتوحة على المستقبل وكأن في حكاياته ما يجلو الروح الفلسطينية لتبقى صافية مدثرة بالفرح والعتب والأمل ، موزعة على الأجيال وتبقى تسير الى الأمام متكئة على الثلاثية الفلسطينية ( العشق المقدس الموت). في "انين القصب" يصل حسن حميد الى افضل رواياته ويبرهن ان لدى الرواية الفلسطينية دائما ما تقوله وان لديها ما يبني القول الروائي بشكل جميل ولم تبق مقيدة الى أسماء ثلاثة راحلة (جبرا إبراهيم جبرا غسان كنفاني اميل حبيبي) لقد قدم حسن حميد عملاً روائيا متميزاً يبني الذاكرة الفلسطينية من حكايات قديمة حاضرة متوالدة ويشتق الهوية الفلسطينية من حكايات الحب والذاكرة المقاومة والزمن المفتوح.