فشلت الولاياتالمتحدة التي تقدمت باقتراحات للتوصل الى حل وسط يضمن لها مصالحها في العراق في كسب تأييد الاممالمتحدة لنشر قوة متعددة الجنسيات في العراق تكون تحت امرة البنتاجون. فالولاياتالمتحدة مازالت مصرة على الاحتفاظ بسيطرة كاملة على القوات العسكرية في العراق الذي تحكمه فعليا اليوم والاستحواذ على مشاريع الاعمار. وتجد واشنطن يوما بعد يوم انها بحاجة الى دعم بلدان اخرى لتشاركها في تحمل أعباء احتلال يزداد خطورة ولاضفاء شرعية أكبر على قواتها في أعين عراقيين يزدادون عداء للوجود الامريكي مما شكل انطباعا بان واشنطن تريد توريط اكبر عدد ممكن من الدول يعطي احتلالها لهذا البلد الغني مشروعية دولية لم تستطع تحقيقها من خلال الاممالمتحدة. وتتزايد الصعوبات امام الولاياتالمتحدة من دول عارضت الحرب مثل فرنسا وتتمتع بحق الاعتراض (الفيتو) على قرارات مجلس الامن الدولي قالت صراحة انها غير مستعدة لمنح مباركة دولية لقوة يقودها الامريكيون دون أن تكون لها كلمة فعلية في قيادة تلك القوة أو في جهود الاعمار. ويقول مايك مكجينتي من المعهد الملكي البريطاني للدراسات الدفاعية أفضل ما يمكن أن يأمل المرء في تحقيقه هو تفويض من الاممالمتحدة هو اكثر ما يكون تعتيما وغموضا وغير ملزم. ومن الواضح ان الاممالمتحدة المحاصرة والحريصة على مواصلة عملها في مجال المعونة الانسانية بعد تفجير مقرها في بغداد في حاجة الى أمن أفضل لكنها في حاجة ماسة الى الا ينظر اليها باعتبارها ذراعا للسياسة الامريكية وهو الاتهام الذي وجد في السنوات الاخيرة مسوقات كثيرة لم تستطع المنظمة الدولية نفيها. وكان ريتشارد ارميتاج نائب وزير الخارجية الامريكي أول مسؤول أمريكي كبير يطرح فكرة تشكيل قوة متعددة الجنسيات بقيادة الاممالمتحدة على ان تكون تابعة للقادة العسكريين الامريكيين في مقابلة نشرت يوم الاربعاء. ويقول دبلوماسيون في الاممالمتحدة ان واشنطن وحلفاءها البريطانيين ربما يطلبون قرارا جديدا من مجلس الامن بحلول منتصف سبتمبر. ويتيح الحصول على تفويض من الاممالمتحدة للقادة العسكريين الامريكيين استدعاء قوات من دول مثل الهند التي عارضت الحرب على العراق لكنها قالت انها مستعدة للمساهمة بقوة اذا وافقت عليها الاممالمتحدة. لكن دولا مثل فرنسا تقول ان موافقة الاممالمتحدة على تشكيل قوة تظل خاضعة بشكل أساسي لسيطرة الولاياتالمتحدة سيكون مجرد ورقة توت سياسية تستر بها واشنطن ممارساتها وقد تضر بسمعة الاممالمتحدة كهيئة مستقلة. وقال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان أمام المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا يوم الخميس الامر يتطلب تغييرا فعليا. وتابع قائلا الترتيبات الامنية النهائية لا يمكن أن تتمثل في مجرد توسيع أو تعديل قوات الاحتلال الحالية. علينا أن نشكل قوة دولية حقيقية بتفويض من مجلس الامن الدولي.