أكدت القيادة المركزية للجيش الأمريكي، التي ستضطلع بإدارة أي حرب على العراق، أنها سترسل عددا من واضعي الخطط العسكرية إلى الخليج. وسوف يتوجه هؤلاء إلى المقر الجديد للقوات الأمريكية الذي أنشئ أواخر العام الماضي في قطر. ورغم امتناع المسؤولين الأمريكيين عن الإشارة إلى عدد هؤلاء المخططين، فإن إرسالهم إلى الخليج يظهر مدى عزم الولاياتالمتحدة على خوض حرب ضد العراق. وكان عدد من هؤلاء المخططين قد شاركوا في مناورات نظرة من الداخل التي نظمت لاختبار المقر الجديد في قطر. في غضون ذلك، لا يزال وزير الدفاع الأمريكي دونالد رمسفيلد ضمن جوقة القائلين بان الحرب ليست حتمية. وقال في لقائه مع الصحافيين بمقر وزارة الدفاع في واشنطن يوم الثلاثاء إن الحشود العسكرية تعني أن الحرب ممكنة، لكن الهدف من هذه الحشود هو منح الرئيس جورج بوش المزيد من الخيارات. وقال إن الحرب هي الخيار الأخير فقط، أما الخيار الأول فهو رحيل صدام حسين عن العراق. وعبر وزير الدفاع الأمريكي عن أمله في أن يتحقق خيار رحيل الرئيس العراقي لكي لا تستخدم القوة. حشود غربية وقالت بريطانيا إنها استدعت 1500 من جنود الاحتياط، وإنها سترسل آخرين إذا استدعى الأمر، كما ستعزز قواتها البحرية الموجودة في الخليج بالفعل. وأخبر وزير الدفاع البريطاني جيف هون البرلمان يوم الثلاثاء بان جنود الاحتياط استدعوا من أجل إجراء محتمل ضد العراق. كما قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك إن بلاده في حاجة إلى تجهيز جنود تحسبا لفتح جبهات قتال جديدة - وتلك أوضح إشارة حتى الآن إلى استعداد فرنسا للاشتراك في هجوم عسكري في العراق. تحذير فرنسي في تلك الأثناء، حذر الرئيس الفرنسي جاك شيراك من مخاطر العمل العسكري المنفرد. وشدد شيراك يوم الثلاثاء من جديد على وجهة نظر بلاده القائلة بوجوب عدم اللجوء إلى الحرب في معالجة الموضوع العراقي، إلا كملاذ أخير، محذرا الولاياتالمتحدة من القيام بعمل منفرد. وقال شيراك أمام حشد من الدبلوماسيين في حفل بمناسبة العام الجديد: على المجتمع الدولي ألا يلجأ للحرب إلا كملاذ أخير، وبعد استهلاك جميع السبل الأخرى، موضحا أن أي قرار حول استخدام القوة يجب ان يتخذ في مجلس الأمن وبموافقة منه. وقال: دعونا نرفض حاسمين إغواء العمل (العسكري) المنفرد، ولنتجنب المواقف التي من شأنها التأثير على شرعية عملنا، ولنستمر في وضع ثقتنا الكاملة في مفتشي الأممالمتحدة. أما رئيس الوزراء البريطاني توني بلير فقد وصف موقف معارضي علاقة حكومته القوية بالولاياتالمتحدة بأنها مواقف حمقاء، مكررا تحذيره بضرورة إزالة أسلحة التدمير الشامل العراقية حتى يمكن تجنيب العراق عواقب العمل العسكري. لكنه تعهد، في كلمة أمام تجمع لدبلوماسيين يعقد في لندن، باستخدام نفوذه للضغط على الولاياتالمتحدة بشأن موجة العنف في الشرق الأوسط، ومواجهة الفقر في العالم، والتغيرات المناخية الحالية في العالم. وأوضح بلير أن ثمن النفوذ البريطاني ليس أن نفعل طائعين ما تطلبه منا الولاياتالمتحدة، بل هو ألا نترك الولاياتالمتحدة تواجه وحدها مسائل شائكة. وأضاف أن هناك العديد من الدول التي تود أن تكون لها نفس العلاقات التي تربطنا مع الولاياتالمتحدة، ومن ضمنها معظم من ينتقدها ويعارضها علنا. من جانب آخر طالبت جنوب إفريقيا، بوصفها رئيسا لمجموعة دول عدم الانحياز في الأممالمتحدة، بأن يقدم مفتشو الأسلحة تقريرهم المفصل والحاسم حول العراق في جلسة مفتوحة وليست مغلقة. شيراك.. مستعدون ايضا