كانت المملكة ولاتزال موئلا للامن، وقد عرفت بين دول العالم كله بهذه السمة المتميزة التي اضحت مع مرور الوقت علامة فارقة من اهم علامات استقرارها وأمانها، ثم مرت عليها هذه الزوبعة الطائشة التي مرت على كثير من دول العالم من فئة ارهابية ضالة أرادت الصيد في الماء العكر على امل ان تمرر مفاهيم سادتها من رموز الارهاب على شعب المملكة، غير أن أملها اندحر على صخرة رجالات الامن الاشاوس في هذا الوطن الذين لقنوا ومازالوا يلقنون اولئك المنحرفين دروسا متعاقبة في الردع، وازاء ذلك فليس بمستغرب ان يشيد قائد هذه الامة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز اثناء ترؤسه حفظه الله جلسة مجلس الوزراء المعتادة بعد ظهر امس الاول بأعمال اولئك الاشاوس من رجالات امن هذا الوطن الذين يستحقون التقدير لما ابدوه ويبدونه من شجاعة وشهامة كبيرتين من التصدي لاولئك الضالين المجرمين الذين ما فتئوا يروعون الآمنين ويقتلون الانفس البريئة التي حرم الله قتلها الا بالحق، وكان سمو ولي العهد قد اشاد كذلك بالروح الوطنية العالية التي يتحلى بها اولئك الرجال الافذاذ في تصديهم لتلك الفئة المنحرفة الضالة من الارهابيين الساعين لافساد الارض والعبث بأمن هذا الوطن ومواطنيه، فجهود اولئك الرجال وتضحياتهم مشهودة يثمنها لهم كل مواطن ومقيم على تراب هذه الارض المقدسة الآمنة في سبيل الدفاع عنها وعن عقيدتها وعن امنها، وليس بخاف اهمية الدور الذي يجب ان يضطلع به كل مواطن ليكون سندا وعونا لاولئك الرجال الابطال، فالمواطنون يمثلون العين الثالثة الساهرة على امن هذا الوطن وامانه واستقراره، ومن منطلق الوطنية الحقة التي يتمتع بها كل مواطن فان التعاطف او التستر على تلك الفئة الضالة الباغية من الارهابيين يعدان من الجرائم الفظيعة التي ترتكب في حق هذا الوطن ولن تتوانى اجهزة الامن في التعامل مع كل من يسيء الى هذه البلاد بسوء بما يستحقه من تعامل رادع يكون من شأنه ترسيخ مبدأ الامن وسريان مفعوله في وطن اسس على تلك الفلسفة الامنية وانشئت قواعد تنميته وازدهاره على اركانها.