الكلمات الصادقة التي وجهها سمو ولي العهد بالأمس لكل مواطن، تؤكد دقة المرحلة التي تمر بها بلادنا، وتؤكد أيضا كيف أننا مستهدفون للأسف ليس من قبل أعداء الأمة بالخارج فقط، إنما من قبل بعض الأفكار والنزوات الانتقامية الشريرة التي باعت نفسها للشيطان وآثرت عداء الأرض والوطن/ العقيدة والتاريخ/ الأهل والتقاليد/ الأخلاق والمثل العامة. هؤلاء الخوارج الجدد الذين انحرفوا وغووا وفجروا وعاثوا فسادا وإفسادا يستحقون منا أكثر من وقفة تجاه هذا الصراع الذي كان الأمير عبد الله حاسما وواضحا وصريحا حينما قال : (في الصراع بين قوى الخير وقوى الشر لا مكان للمحايدين ولا مجال للمترددين وليس هناك أمام المؤمنين الشرفاء سوى الوقوف صفا واحدا ضد البغاة المفسدين في أقدس بقاع الدنيا مكةالمكرمة والمدينة المنورة). تحذير ودعوة في نفس الوقت، وضعهما سموه بأمانة أمام كل مواطن شريف وغيور على عرضه ووطنه وأهله وتراب وطنه.. خاصة في تلك اللحظات المصيرية التي تحدد مستقبل أمة مسالمة ولم تكن يوما عدوانية أو مسيئة لأحد، بل كانت عضدا وسندا للجميع.. لا حياد في مسألة بقاء الوطن وأمنه واستقراره وسلامته.. لا حياد في أي صراع بين قوى حق وفلول باطل.. لا تردد في الوقوف ضد العدوان، وضد أي شراذم وخفافيش وطيور ظلام وحملة أفكار العنف والترويع.. لا تردد في المجابهة حتى يستقيم الأمر، ويرفع عن هذا الدين الحنيف ما يحاول بعض الجهلة تسويقه والإساءة إليه بشكل لم يحدث من قبل وبأسلوب يخالف صريح الدعوة ومضمون العقيدة السمحة. (خوارج) العصر الحديث ليسوا إلا شرذمة تخلت عن أبسط الأشياء واكتسبت صفة الغدر بالآمنين وترويعهم واستلاب حياتهم بأسلوب عافته قواعد الجاهلية القديمة وربما استنكرته، من هنا وجبت المواجهة التي وصفها سموه بالمعركة ضد الإرهاب والتي نخوضها كمجتمع في وقت واحد ضد (قوى الشر والدمار المتمثلة في الفئة الضالة الباغية من الإرهابيين).. وهذه معركة لم ينس سمو ولي العهد باسمنا جميعا، حكاما ومحكومين، قيادة ومواطنين أن يحيي فيها رجال الأمن البواسل خاصة ورجال القطاعات العسكرية عامة الذين هم خط الدفاع الأول ضد القتلة المجرمين. وجاء تأكيد سموه أن (الشعب السعودي كله يفخر بانتمائكم إليه ويعتز بشجاعتكم ويحيي روح الشهامة التي نلمسها منكم كل يوم) وجدد الأمير عبد الله اهتمام المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بكل أبنائها الذين ضحوا من أجل الوطن ودفعوا حياتهم فداء لأمن البلاد واطمئنان العباد وقال : (إن أولاد شهدائكم أبناؤنا جميعا وان جراحكم تنزف في كل قلب من قلوبنا وان دمائكم وسام شرف يعطر تربة الوطن الغالي). واستطرد (إن هذا الوطن الوفي لن ينسى شهيدا مات وهو يدافع عن العقيدة والوطن ولن ينسى بطلا جرح وهو يؤدى واجبه ولن يهمل يتيما سقط والده في معركة الحق ضد الباطل). رسالة الأمير عبد الله تفرض على كل مواطن أن يكون رجل أمن وأن يكون سندا لرجل الأمن وأن يكون أذنا وعينا ويدا لرجل الأمن والتحذير كان واضحا لكل مخدوع أو ضال .. فالذي يتستر على الإرهابي أو يتعاطف معه إرهابي مثله. فالتاريخ يعلمنا كما علم من قبلنا.. إنه عندما تجتمع كل الخيارات أمام خيار الوطن الواحد ، لا مجال للتردد ولا للمترددين ولا مكان للحياد أو المحايدين. مراقب