عاش اكثر من عشرة آلاف نسمة عدد سكان محافظة بيش يوم امس الاربعاء في رعب وقلق وخوف اثر مداهمة السيل العارم الذي اجتاح المحافظة ودمر الجسر الذي يربط المحافظة بالطريق الدولي وعدد من المنازل والمحلات التجارية وعدد من السيارات تركها اصحابها وولوا هاربين من جراء السيل الجارف الذي اجتاح المدينة منذ التاسعة صباحا الى وقت اعداد هذا الخبر وقد ترك المواطنون منازلهم وفروا هاربين الى المواقع الآمنة مع اسرهم واطفالهم فيما فضل البعض البقاء مع نسائهم واطفالهم على اسطح المنازل وهذه الكارثة الطبيعية التي لم تشهد لها محافظة بيش مثيلا وقفت حائلا امام الجهود المضنية التي يبذلها رجال الدفاع المدني. كما توقفت الحركة المرورية بين المنطقة والمناطق الاخرى فالسيل الذي دك المحلات التجارية والمنازل جاء عن طريق الطريق العام. وتوقفت حركة السفر تماما فالقادم من عسير او جدة او مكة لايستطيع المرور الى المنطقة. والخارج من المنطقة كذلك لايستطيع من كثرة هدير مياه السيل الهائلة وقد التقت اليوم محافظ بيش الاستاذ عبدالله السبيعي ورئيس البلدية الحسن النعيمي اللذين كانا يتابعان حركة السيل وتدفقه وسط المدينة ويدخل بيوتها ومحالاتها بدون سابق انذار يواسون المواطنين المتضررين مرددين نسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل العواقب سليمة فهذه كارثة حقيقية هذا وقد وصلت الى مديرية الدفاع المدني يوم امس صباحا عشرون سيارة جيب دعما لمراكز الدفاع المدني بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بالاضافة الى طائرة قد امر بها سموه للمنطقة للمساهمة في عمليات الانقاذ والاغاثة وقد هرعت امس سيارات الدفاع المدني محملة بمواد غذائية واغاثية للاسر المتضررة وخيام ولكن سيتوقف وصول هذه المواد الاغاثية على حركة السيل وقوته التي مازالت في اوجها ولن يستطيع رجال الدفاع المدني عمل شيء معها مع ان هذا السيل يمر بقرى وهجر كثيرة ومازالت المعلومات عن حجم الخسائر الى وقتنا الحاضر غائبة تماما بسبب انقطاع الاتصال وانعدام الطرق المؤدية اليها وما السيل الذي داهم محافظة بيش الام يوم امس الاربعاء الا دليل على حجم الكارثة التي شاهدها مدير عام الدفاع المدني وشاهد كيف استطاعت مياه السيول الجارفة في دقائق قطع سبل الاتصال بين من هم داخل المحافظة ومن هم خارجها فبعض الرجال خرجوا لقضاء حوائجهم منذ الصباح الباكر وعادوا باقصى سرعة ولكن السيل كان اسرع منهم فلم يستطيعوا الوصول الى اسرهم المحتجزة. من جهة اخرى واصلت اودية المنطقة جريانها بالسيول صباح ومساء امس الاربعاء وامس الاول بشكل متواصل اثر هطول امطار على المناطق الجبلية وكذلك المناطق الساحلية. بالاضافة الى جريان وادي بيش سالت اودية صبيا وقصي وجوري وضمد وقاع خفي ووسع وشهدان ونخلان كما اصبح الطريق الموصل بين جبال فيفا وبين جازان مهددا من اثر الانهيارات كما قطعت الامطار الغزيرة الكثير من الطرق المعبدة وانقطعت المواصلات واصبح الاعتماد على المواصلات القديمة ومازالت قرية المجصص التابعة لمحافظة ابو عريش معزولة عن باقي المدن والقرى من جراء محاصرة سيول وادي جازان لها وتستخدم قوارب مطاطية لانقاذ المحاصرين في بيش وهي ضمن الامكانيات التي سخرها الدفاع المدني يوم امس في انقاذ المحاصرين واستعمل القوارب المطاطية لإخراج الاسر المحاصرة وسط السيول وداخل المدينة. التويجري يتفقد السيول ومن ضمن الجهود التي تبذلها الدولة لمواجهة مخاطر السيول التي تعرضت لها منطقة جازان وللتخفيف من آثارها وصل صباح امس الاول مدير عام الدفاع المدني/ اللواء سعد بن عبدالله التويجري للمنطقة وقد استقل على الفور طائرة الدفاع المدني العامودية حيث قام بجولة شملت محافظة بيش والقرى والهجر التابعة لها التي تعرضت لاضرار السيول للاشراف عن كثب على اعمال الانقاذ والاغاثة العاجلة التي تقدم للمواطنين واشرف اللواء التويجري على توزيع مواد غذائية واسعافية ل 500 اسرة من سكان المناطق المتضررة، وكان اثناء الجولة يتم هبوط الطائرة العامودية بهذه القرى والالتقاء بالمواطنين وطمأنتهم وتلمس احتياجاتهم المختلفة والعمل على تلبيتها. وبعد انتهاء الجولة ترأس مدير عام الدفاع المدني الاجتماع الذي عقد مع قيادات الدفاع المدني بمنطقة جازان واستعرضت خلاله خطط الطوارئ واعمال التنسيق مع الجهات المعنية لاعادة الاوضاع لطبيعتها، كما تخلل الاجتماع شرح مفصل وفق رؤية علمية تحدد من خلاله مكامن الخطورة واسبابها ومعالجتها بمنهجية تحليلية من قبل الفريق العلمي بالمديرية العامة للدفاع المدني الذي حضر للمنطقة منذ يوم الخميس 9/6/1424ه وقام بجولات مسح جوية للمنطقة بغية الخروج بدراسة توضح الخصائص المرتبطة بالعوامل الهيدرولوجية والجيولوجية والجيومورفولوجية لحوض وادي بيش حيث يعتقد انها هي المتحكمة في مسارات السيول من خلال تحديد منطقة التدفق ومنطقة التصريف وارتفاع مستوى سطح الماء وسرعة التدفق وآثارها التدميرية وبناء عليه فقد تم العمل على فتح عقم طهماز وتحويل المياه المتدفقة مرة اخرى الى مجرى الوادي الرئيسي وبذلك تم تخفيف ضغط المياه المتدفقة الى مدينة بيش بواسطة معدات الدفاع المدني وباشراف الضباط المختصين من مهندسين وجيولوجيين ، كما تم فتح عقم هجر (قرى) وتحويل المياه الى مجرى وادي بيش الرئيسي باتجاه كبرى وادي بيش في محاولة لدرء الخطورة عن قرية ابو النقاش ومخشوشة والقرى المجاورة لها، كما تم ايضا فتح عقم الميلة وتحويل المياه الى مجرى وادي بيش الرئيسي باتجاه الوادي الرئيسي لدرء الخطورة عن قرى السلامة العليا والسلامة السفلى والدهناء والعشة وقرية العالية والعبادلة والمجديرة. وفي هذا السياق ايضا تم فتح 80 عقما داخليا كأجراء عملي وفوري من قبل الدفاع المدني لاعادة المياه الى مجاريها الاصلية باعتبار ان هذه العقوم تتسبب في تحويل المياه الى مناطق آهله بالسكان والحاق الضرر بهم. هذا وقد اشار مدير عام الدفاع المدني الى ان عملية متابعة السيول تمت ولله الحمد بواسطة طيران الدفاع المدني من بداية تدفق السيول حتى وصولها الى البحر. وفي ختام الاجتماع حث اللواء التويجري منسوبي الدفاع المدني بمنطقة جيزان على بذل المزيد من الجهود ومواصلة اعمال الانقاذ والاغاثة بواسطة الفرق الارضية والجوية تسخيرا لكافة الامكانيات التي تقدمها الدولة - حفظها الله - بسخاء لراحة المواطن والمقيم على حد سواء داعيا المولى عز وجل ان يحفظ هذه البلاد وقادتها من كل مكروه. آثار السيول على مزارع جازان مياه الامطار غطت الشوارع