شهدت غرف الدردشة والحوار على الانترنت اقبالا متزايدا مع بداية الاجازة الصيفية، كما شهدت المنتديات تضاعف المشاركات بها قدرها عدد من القائمين على تلك المنتديات ب 150 بالمائة عن المشاركات قبل انتهاء العام الدراسي. يعتبر الإنترنت الملاذ للعديد من الطلبة خلال الاجازة الصيفية والوسيلة التي يلجأ إليه الشاب خاصة مع تأثير جو الصيف الحار، وتعتبر الزيادة والاقبال على مستوى العالم العربي وليس حكراً على بلد بعينه. ويسعى بعض الشباب الى قضاء معظم أوقاتهم خلال شهور الصيف بعد أن نجحت برامج الدردشة في القفز فوق الحدود بين الدول العربية لسهولة التعارف والمحادثة عبر الصوت والصورة في بعض البرامج، وهو ما أثار الجدل وقرع ناقوس الخطر في كل بيت لما في تلك البرامج من تشجيع للشباب على الانحراف. وقد يتواجد في غرفة من غرف الدردشة شاب وفتاة في سن المراهقة وفي غياب الرقابة الاسرية الامر الذي قد تؤدي الى تبادل مشاعر محرمة وصورا غير لائقة او لقطات عبر الكاميرا ومشهد غير لائق وكلمات تخدش الحياء نتيجة لعدم الوعي الكافي وسهولة الايقاع ببعض المراهقين او الشباب، ويرى عدد من الاخصائيين الاجتماعيين والتربويين ان على ولي الأمر منعها وإن كانت بين أشخاص ناضجين يتعاملون في معاملات نافعة كالتبادل الثقافي والتجاري والعلمي فالامر يختلف هنا لعدم وجود الضرر. وفي جولة سريعة "لليوم الاقتصادي" على عدد من مقاهي الانترنت في الدماموالخبر يجتذب نظر الزائر لها صغر عمر المستخدمين للانترنت دون وجود رقيب وفي حوار مع البعض من تلك الفئة عن ماهية البرامج او المواقع التي تتم زيارتها كانت غرفة الدردشة الجواب المشترك لأغلب المستخدمين للانترنت. ويتوقع المختصون في مجال الشبكة العنكبوتية ان تكون اعداد الزائرين لغرف الدردشة قد تضاعف 3 او 4 مرات عما هو عليه قبل 3 اشهر، وما تلبث ان تنخفض الا انها ستترك ضحايا بين الشباب والفتيات نتيجة للاستخدام الخاطئ للانترنت و لغياب الرقيب. وقال الدكتور عرفة عامر أستاذ الشريعة (كلية أصول الدين بالازهر) وعضو مجمع البحوث الإسلامية في تعليق له عن اثر غرف الدردشة على الجنسين: أننا في عصر تبادل الثقافات والمعلومات خاصة مع انتشار استخدام الإنترنت وهو سلاح ذو حدين يمكن أن نستخدمه فيما ينفع وفيما يضر وبرامج الدردشة وسيلة للتواصل بين الناس وتصبح نعمة من الله لأنها توفر اتصالا بالعالم الخارجي وتحث الشباب على متابعة الثقافات والمعلومات بصورة دورية وهذا شيء جميل وجائز مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلبوا العلم ولو في الصين. فالتبادل الثقافي مطلوب ونحن نحتاج إليه حتى نستطيع أن نصبح أمة متقدمة ذات حضارة وثقافة فهو بدون شك نافع وإنما أضراره تقع على من يستخدمه الاستخدام السيئ فهو المخطئ وهو الآثم وإذا كان يستخدمها في الإثارة فهو ملعون ويقع عليه الوزر لأنه يساعد على نشر الفتنة مثله مثل من يتصفح المواقع الجنسية إذ يساعد على نشر الإباحية بين الشباب والفتيات. ويضيف د. عامر أن التكنولوجيا وثورة الاتصالات مطلوبة حتى ترقى الأمة ونحن نحتاج إليها لأنها تفيدنا وتطلعنا على أخبار ما حولنا وإنما استخدامها الخاطئ هو الضرر بعينه ولهذا فالوزر يقع على مرتكب هذه الإباحية.