تتصدر قضية حماية الأطفال من المواقع الإباحية والمتطرفة على شبكة الإنترنت الصدارة عند خبراء التقنية للحيلولة دون تواصل الأطفال من سن 8 إلى 14 سنة مع المواقع اللا اخلاقية والمنحرفة واستلامهم الرسائل الفورية التي تحمل عبارات تخدش الحياء او عناوين لأخبار كاذبة. وقد أعلن موقع "كيدفو" الخاص بالأطفال عن توفير الحماية اللازمة للأطفال من خلال التصدي لرسائل البريد المرفوضة التي ترسل إلى العناوين البريدية لأعضائه بهدف توفير الأمن للأطفال بعد أن أصبحت شبكة الإنترنت مسرحا شعبيا لكثير من الافراد الذين يمكن ان يعرضوا الأطفال للخطر. حيث خصص موقع كيدفو مراقبين لغرف الدردشة لمشاركة الأطفال الدردشة من خلال مزاحهم الدائم في غرف الدردشة ومن ثم مراقبة الحديث بين الأطفال ومنع التطرق لموضوعات غير اخلاقية أو تبادل أي ملفات تمثل خطرا على الأطفال أو معلومات شخصية أو وقاحة بالإضافة إلى تخصيص كلمة سر لكل طفل يتم بواسطتها وتحت مراقباتهم تصفح شبكة الإنترنت. كما أعلن موقع أمريكا أون لاين وشبكة مايكروسوفت عن تدخلهما "بصورة أبوية" لدى أعضائهم من الأطفال للحد من نسخ البرامج أو الملفات المخلة أو مشاهدة الصور التي تخدش الحياء أو استلام رسائل غير مرغوب فيها وذلك عن طريق برنامج جديد يقوم بحماية المعلومات الشخصية للمستخدمين الصغار لتجعلها بعيدة عن غرف الدردشة ولوحات الإعلانات وأيضا خارج سيطرة المفترسين المتلهفين لمعرفة أي بيانات عن الأطفال والمراهقين. ويرى جين بولي مؤلف الدليل التجاري على الإنترنت أن شبكة الإنترنت أصبحت ساحة لمعركة كبيرة تستهدف الأطفال والمراهقين بسبب الاعتقاد الخاطئ عند الأطفال بأنهم يستطيعون التواصل مع الثقافات والحصول على كافة المعلومات من خلال شبكة الإنترنت دون أن يدركوا أنهم هدف غال عند المنحرفين. ويؤكد ديفيد فينكيلهور العالم بشؤون الإجرام وأستاذ الجريمة ذات العلاقة بالإنترنت في جامعة نيوهامشير أن ضحايا الجرائم على شبكة الإنترنت غالبيتهم من الأطفال وأن الأباء يتحملون مسئولية كبيرة لعدم متابعة أطفالهم وتخليهم عن دور الرقيب على استخدامات أبنائهم لشبكة الإنترنت. ويضيف فينكيلهور أن بعض الناس يرون أن الأخطار على شبكة الإنترنت مبالغ فيها ولكن هناك اليوم أخطارا جديدة تستهدف الأطفال فقد اعتمدت بعض المواقع والجهات والمؤسسات الدولية ميزانيات ضخمة للتأثير على الأطفال وجذبهم إلى أفكارهم ومواقعهم التي تمثل خطراً كبيراً عليهم وعلى سلوكياتهم وصحتهم. في حين يرى هيربيرت لين وهو باحث في أكاديمية العلوم الوطنية بالولايات المتحدة أنه من الصعب جعل كافة المواقع على شبكة الإنترنت أمنة للأطفال ولهذا لابد من تعظيم دور الأباء كمراقب على ممارسات أبنائهم على شبكة الإنترنت بالإضافة إلى تشجيع المواقع التي توفر الأمن للأطفال ليستمروا ويطورا دورهم كرقيب على ممارسات الأطفال. ويتوقع الخبراء أن يتخذ العديد من المواقع أسلوب موقع كيدفو للتواصل مع الأطفال وتوفير الحماية اللازمة لهم من شبكة الإنترنت بالإضافة إلى اتباع العديد من المواقع الإعلامية أسلوبا جديدا لنشر الممارسات الآمنة والحفاظ على سلامة الأطفال ومع الوقت سيتعرف الأطفال على القواعد اللازمة لحمايتهم من الأخطار المرصودة لهم في كل مكان.