رحبت الصحف السورية الصادرة أمس بزيارة صاحب السمو الملكى الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطنى الى دمشق، مشيرة الى ان التضامن العربي هو الخيار الضرورى للعرب وان تفعيل التضامن ووحدة الموقف يتمثل فى العلاقات السورية السعودية المتميزة التى أصبحت مثالا يحتذى به للعلاقات بين الأشقاء. وقالت ان سمو الأمير عبد الله يزور دمشق للالتقاء بأخيه الرئيس بشار الأسد لبحث الأوضاع على الساحة العربية من جوانبها كافة وخاصة ما يتصل منها بالوضع فى العراق وما يجرى على الساحة الفلسطينية وكذلك عملية السلام المجمدة فى المنطقة، وأشارت الى ان التعاون والتنسيق مستمران منذ سنوات طويلة بين دمشق والرياض وهما صمام الأمان في البيت العربي الذى شهد هزات عنيفة وقوية على مدى السنوات الماضية وكانت دمشق والرياض ومعهما القاهرة وبيروت المنارة التي يهتدي بنورها الشارع العربى وسط ظلمة كادت تحيط بالأمة من كل حدب وصوب. ولفتت الى ان سورية حريصة كل الحرص على الارتقاء بالتعاون والتنسيق مع كل الأشقاء وفى مقدمتهم السعودية ومصر ولبنان للوصول بالتضامن العربي الى النقطة التى يستطيع معها العرب مواجهة ما يحاك لهم من مؤامرات بصف واحد وقلب واحد ويد واحدة.. وتحدثت عن قيام الرئيس الأسد في الآونة الأخيرة بزيارتين الى كل من القاهرةوجدة وتباحث مع القادة المصريين والسعوديين فى كل ما من شأنه خدمة الامة العربية قاطبة ومسيرة التنسيق مستمرة وتأتى زيارة سمو الأمير عبدالله الى دمشق لتؤكد ان خيار التضامن لا يزال هو خيار العرب وان هذا الاختيار هو سلاح الامة فى معاركها المستقبلية. واكدت ان العرب جميعا يمرون بمرحلة قابلة للاحتمالات كافة لم يشهد تاريخهم مثيلا لها وهم الان يواجهون مخاطر وتحديات جسيمة وهذا الواقع لم يصل بالامة الى حافة اليأس وفى مواجهة ذلك بدأ قادة مخلصون جهودا دؤوبة لاعادة التوازن والثقة الى الشخصية العربية وفى هذا الاطار تأتى جولة سمو ولي العهد ليصب جهوده الى جانب جهود الغيورين من رجالات الامة وما اختياره لدمشق محطة اولى فى جولته إلا استجابة لحقائق التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك وفهما موضوعيا لمكامن القوة فى جسد الامة لان دروس التاريخ تشير الى ان دمشق والرياض بوابتان اصيلتان للامل العربي المشروع ومهما بلغت شراسة الهجمة العدوانية فان هاتين البوابتين وبتنسيقهما المستمر مع القاهرة بوابة ثالثة للتضامن العربى قادرتان على خلق انطلاقة عربية من شأنها ترميم وتصحيح الكثير من الخلل الذى اصاب جسد الامة وبناء سد قوى تعجز الدوائر المعادية عن اختراقه وهذا ما تطمح اليه عيون الجماهير العربية من قمة العزيمة اليوم التى تجمع القائدين الكبيرين. ورأت انه مع غياب اى مؤشر فعلي على تحرك امريكى مغاير ثمة ادراك متزايد بأن المنطقة تتجه نحو مزيد من التعقيد فى اوضاعها وعندما تتحول حياة الناس ومستقبلهم ومصيرهم الى فصل من فصول مسرحية سمجة وهزيلة فأنه من الصعب ان نتخيل انه بامكان احد ان يرضى بذلك. من جهة اخرى رحبت صحيفة تشرين الحكومية السورية بزيارة سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز وكتبت تحت عنوان "رأي.. قمّة العزيمة والأمل" يعرف العرب جميعاً أنهم يمرون بمرحلة قابلة للاحتمالات كافة لم يشهد تاريخهم مثيلاً لها، وهم الآن يواجهون مخاطر وتحديات جسيمة فهناك الكثير من الأراضي العربية تقع تحت الاحتلال الأجنبي الذي يقضمهما عن طريق التسلسل اقتصاديا، واجتماعياً، وثقافياً وحتى هوية. غير أن هذا الواقع لم يصل بالأمة الى حافة اليأس، وفي مواجهة ذلك بدأ قادة مخلصون جهوداً دؤوبة لإعادة التوازن والثقة الى الشخصية العربية وكان في مقدمتها جهود السيد الرئيس بشار الأسد الهادفة الى خلق مناخ عربي من التنسيق والتعاون والتضامن كفيل بمواجهة هذه المخاطر والتحديات والتغلب عليها. وفي هذا الإطار تأتي جولة سمو الأمير عبد الله ولي العهد السعودي ليصب جهوده الى جانب جهود الغيورين من رجالات الأمة، وما اختياره ل "دمشق" محطة أولى في جولته التي تبدأ اليوم إلا استجابة لحقائق التاريخ والجغرافيا والمصير المشترك، وفهماً موضوعياً لمكامن القوة في جسد الأمة، لأن دروس التاريخ تشير الى أن دمشق والرياض بوابتان أصيلتان للأمل العربي المشروع، ومهما بلغت شراسة الهجمة العدوانية، فإن هاتين البوابتين بتنسيقهما المستمر مع القاهرة بوابة ثالثة للتضامن العربي قادرتان على خلق انطلاقة عربية من شأنها ترميم وتصحيح الكثير من الخلل الذي أصاب جسد الأمة، وبناء سدٍ قوي تعجز الدوائر المعادية عن اختراقه، وهذا ما تطمح إليه عيون الجماهير العربية من قمة العزيمة اليوم التي تجمع القائدين الكبيرين. كما نشرت الصحيفة مقالا مطولا تحت عنوان " سورية و المملكة العربية السعودية.. تنسيق دائم لمواجهة التحديات وتحصين مواقع الأمة" قالت فيه لم يكن التنسيق العربي ضروريا في يوم من الأيام كما هو اليوم، لأن التحديات اصبحت اكثر خطورة وأشد فتكا بالامة وبقيمها وحاضرها ومستقبلها، فما يجري في فلسطينالمحتلةوالعراق المحتل ايضا، وجنوب السودان. وماتتعرض له اكثر من دولة عربية الى عمليات ابتزاز صهيوني- اميركي مكشوفة... كل هذه القضايا تتطلب جهودا عربية موحدة لمواجهتها، وفي هذه الظروف تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الامير عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس الحرس الوطني في المملكة العربية السعودية الشقيقة الى سورية اليوم. ويعرف المراقبون أهمية زيارة ولي العهد السعودي الى دمشق، التي تتمسك بالثوابت القومية وبناء تضامن عربي فعال لتحصين البناء القومي من آثار التحديات التي تستهدف العرب جميعا. وضيف سورية الكبير ، هو رمز من رموز المملكة وقادتها البارزين، واحد صناع نهضتها الحضارية الحديثة، تحمل مسؤوليات كبيرة، وأسهم بمجهودات عظيمة في مراحل البناء والتطور التي شهدتها المملكة، حياته حافلة بالانجازات، وله وزنه ومكانته في المجالات الوطنية والاقليمية والدولية، ومواقفه الصامدة في خدمة امته العربية اكثر من ان تحصى... لعب الامير عبد الله بن عبد العزيز ادوارا مشهودة في تعزيز مسيرة التضامن العربي وحل النزاعات. بين الدول العربية، حيث اضحت المملكة رمزا للوفاق والموقف العاقل الذي يوفق بين الفرقاء لتذويب خلافاتهم. ويؤمن الامير عبد الله بأن الثقافة العربية بتراثها واصالتها قادرة على ان تستوعب جميع الثقافات وتعيد صياغتها بالطابع العربي الاصيل دون ان تؤثر في بنيان الشخصية العربية واتزانها.. لأن الانسان ينتمي الى جذوره المعنوية التي تشكل انتماءه الى شعبه وامته وارضه، وكلما غاصت هذه الجذور في عمق التاريخ الحضاري اتضحت رؤية المرء للحاضر وتبلورت تطلعاته الى المستقبل، عندهاتكون لديه القدرة على التطوير والارتقاء. وفي هذا يقول الامير عبد الله: "نحن نريد لأمتنا ان تكون امة حضارة لا أمة مدنية، ففي المدنية تطغى السلبيات على الايجابيات، اما في الحضارة فتنفي الايجابيات كل سلبية، لذلك فالامة الحضارية هي دائما امة معطاء للتراث الانساني لا امة مبددة لهذا التراث..". تقوم المملكة بدور بارز ورائد وتاريخي وفاعل في خدمة القضايا العربية، ولها وزن نافذ في الوسط الدولي ، وعلاقاتهامع الدول العربية والصديقة ممتازة وراسخة وترفدها على الدوام بما يثري تلك العلاقات ويعمقها اكثر بغية تحقيق المصالح المشتركة لكل الامة العربية. ولايغيب عن الذاكرة دور المملكة في حرب تشرين المجيدة من دعمها لسورية ومصر بشتى انواع الدعم، وكان موقفها بحظر تصدير البترول قد لاقى تقدير العرب، واثر في مواقف الدول الكبيرة في العالم، ومواقفها في هذا المجال اكثر من ان تعد ،وتتجلى في السياسة عبر المنابر والمحافل الدولية، او دعمها للمواطنين العرب في الاراضي المحتلة، او تقديمها للمساعدات التنموية عبر الصندوق السعودي للتنمية. وتسعى المملكة عبر كل جهد لتطوير العلاقات العربية نحو الافضل وتحقيق التضامن العربي والعمل العربي المشترك لمواجهة كل التحديات التي تواجه الامة العربية. وتأتي زيارات الأمير عبدالله إلى الدول العربية الشقيقة تأكيداً لتلك المعاني. وجولته العربية التي تبدأ اليوم من دمشق تؤكد أن لسورية مكانة خاصة في قلب الأمير عبد الله، فهو يزورها باستمرار للتنسيق والتشاور ومواجهة المستجدات، وزياراته ولقاءاته مع السيد الرئيس بشار الأسد تأتي دعماً لخط الاستنهاض القومي الذي تدعو له الدولتان الشقيقتان وتبذلان في سبيله كل الطاقات المتاحة، ولاسيما في الوقت الذي تصعد فيه "إسرائيل" عمليات الاستيطان وتوجه الضربات للشعب الفلسطيني وتتهرب من مستحقات السلام وتعرقل أية خطوة أو محاولة لتحقيقه. و تمثل زيارة سموه اليوم تأكيداً لتوحيد العرب وحشد الطاقات والحفاظ على الثوابت القومية والتمسك بأسس السلام العادل والشامل الذي يستند إلى قرارات الأممالمتحدة. إن تطور العلاقات العربية والجهود الهادفة إلى وضع سياسة قومية واحدة لاتصنف في قائمة الأماني فقط، وإنما وفق ما هو واقع ومشاهد وممكن، وهو السبب الذي استدعى أن تكون السعودية طرفاً مؤثراً مع شقيقتها سورية ومصر في تعريف المشكلة العربية وتحديد اسبابها وخلق الحلول المناسبة لها، وإن وجود الأمير عبد الله اليوم في دمشق أمر طبيعي واستجابه تلقائية لروابط أخوية وتاريخية وحد بينهما المصير الواحد. ومن المؤكد أن زيارة سمو الأمير عبد الله إلى دمشق ولقاءه بأخيه السيد الرئيس بشار الأسد سيكون لها تأثيراتها وإيجابياتها الطيبة باتجاه تصليب الموقف العربي وضمان وحدته على اسس تحقق المطالب العربية العادلة والتطلعات القومية وحماية الوجود القومي ومصير ومستقبل الامة، فالتنسيق والتشاور والتعاضد بين سورية والمملكة يُعد من ثوابت ومبادئ العمل القومي، ويشكل سياسة مشتركة بين البلدين فالعلاقات السورية- السعودية ليست قديمة وتاريخية فحسب بل هي أيضاً متميزة وراسخة، وتقوم على اسس صلبة تفتح أبواباً للأمل بمستقبل عربي مشرق ومزدهر.