وجدت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للجمهورية العربية السورية حفاوة وترحيبا كبيرا في الأوساط الإعلامية والصحافية، حيث احتفت وسائل الإعلام السورية بالقائد الكبير وأكدت دوره المؤثر في استعادة التضامن العربي، مشيرة إلى أن الزيارة تحقق كثيرا من التوافقات والمقاربات الضرورية والتقاطعات المشتركة التي تصل إلى التطابق الكلي في العلاقات بين البلدين. وقد كتبت سميرة المسالمة في افتتاحية صحيفة «تشرين» عشية الزيارة تحت عنوان « استعادة مشروع التضامن العربي»: « في العلاقات السورية السعودية يبدو جليا حرص الدولتين والقائدين السيد الرئيس بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على إطلاق مشروع استعادة التضامن العربي بشكل جدي وعميق وعلى قواعد صالحة يغلب عليها الصفة الموضوعية أكثر مما يغلب عليها البعد العاطفي على أهميته، ويعكس ذلك إدراك القيادتين أهمية وحاجة القضايا القومية وفي مقدمتها قضية فلسطين الأقصى القدس والثبات على المبادئ، إلى هذا اللقاء وانعكاساته السياسية الضرورية واللازمة..». وأشارت إلى أن العرب يتطلعون بطبيعة الحال في كل مكان إلى اللقاء السوري السعودي بشغف وترقب انطلاقا من إدراك ووعي عام بأن لقاء الرياضودمشق كان دائما في مصلحة الأمة، وكانت نتائجه إيجابية على قضايا الأمة المختلفة، وأسهم على الدوام في صناعة الحاضنة العربية الكبرى التي ينخرط الجميع في كنفها ومناخها. وأكدت في كلمتها أن جسر العروبة الممتد من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي تعززه ركائز صلبة وقوية تشكل فيها العلاقة السورية السعودية العلاقة الأبرز والأقوى والأصلب وهي دائما علاقة أخوة وتاريخ مشترك ومصير مشترك قبل أن تكون علاقات بين دولتين وحكومتين، هي علاقة الشعبين في الثقافة والحضارة والدين واللغة والنسب والدم وآخرها هي تلك العلاقات الرسمية التي تؤطر وتنسق وتنظم لخدمة قضايا الشعب الواحد في الدولتين الشقيقتين. وفي صحيفة «الوطن» كتب وضاح عبد ربه مرحبا بقدوم خادم الحرمين:» إذاً ها هو جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في دمشق قلب العروبة النابض، بين أهله وإخوانه، يحل ضيفا عزيزا في وطنه الثاني سورية في زيارة طال انتظارها، وفي لقاء مع الرئيس بشار الأسد كانت تترقبه العواصم العربية والغربية لما له من وقع على التنسيق العربي البيني والتنسيق العربي الإسلامي». ولفت إلى أن الاهتمام الكبير بزيارة الملك عبد الله إلى دمشق الذي عبرت عنه أكثر من عاصمة عربية ورحبت به عواصم غربية يأتي تأكيدا للدور والتأثير الكبيرين لسورية والسعودية في محيطهما وفي العالم، ولأهمية التنسيق والتشاور بينهما من أجل لم الشمل العربي وتوحيد الصف والتنسيق مع الدول الصديقة والجارة والحليفة لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها التحدي الصهيوني، الذي بعد أن احتل الأرض وارتكب ما ارتكبه من جرائم بحق الشعوب العربية، بات الآن يهدد مقدسات العرب والمسلمين. وقال «زيارة الملك عبد الله إلى دمشق بالأمس ليست إلا دليلا على نجاح وتألق دبلوماسية الرئيس الأسد وحكمة وعروبة العاهل السعودي، وها هي سورية والسعودية تلتقيان مجددا من أجل إدارة العمل العربي المشترك ومن أجل مجد العرب وحريتهم». أما في صحيفة «الثورة» فقد كتب أسعد عبود رئيس التحرير تحت عنوان «سورية والسعودية ..عودة الفعل المشترك»:» أمن واستقرار المنطقة يحتاج إلى الفعل العربي، الذي يحتاج إلى سورية والسعودية.. وبالتالي ثمة فضاء واسع للحركة بالاتجاهين.. العربي.. والإسلامي، حيث الدول المجاورة المعنية مباشرة إيران وتركيا بصورة رئيسية وصولاً إلى حوض المتوسط والقوقاز وما تحدث فيه الرئيس بشار الأسد عن البحار الأربعة.. وأضاف:» الموعودون بالفعل السوري السعودي كثيرون وفي مقدمتهم فلسطين .. حيث لا يمضي يوم واحد بلا إضافة جديدة على جريمة لم توقفها السنون والتدخلات الدولية ومبادرات السلام ومشاريع المصالحة ومذكرات الإدانة وتقارير الاتهام بجرائم الحرب..».