لم ارد بهذا العنوان ان اكلفك بالاقتراب مني، ولكني اردت أنا أن أقترب من نفسك، بعد ان رأيتك تتلفت من حولك، تبحث عمن يعينك على حل بعض مشكلاتك، من اجل ان تحقق باذن الله طموحاتك، فهل تسمح لي بأن ادخل عالمك النفسي، وان تعيرني خمس دقائق من دهرك لعلها تنجب لك ساعات، بل تخصب لك اياما وشهورا وعمرا.. باذن الله وتوفيقه.. في البدء لابد ان نستحضر حقيقة في غاية الاهمية، وهي ان النفس بطبيعتها حساسة متقلبة، تؤثر فيها الرغبات والمخاوف، وتتنافس على تغيير وجهتها عوامل الخير وعوامل الشر، تتأثر بالتهذيب كما تتأثر بالاهمال، مما يحتم علينا ان نتعامل معها بحذر شديد، والا ندعها لحظة في حياتنا دون ان نراقب مسيرتها، حى نحصل على النجاح والسعادة. ربما تأمل الشاب حياته تأملا سلبيا، فوجدها لاتسير حسب مراده، ولا على مستوى طموحه، نظر في خطواته فرآها تتعثر في اي طريق تسير فيها، وشعر انه في بيته دون رغبات والديه، وانه في دراسته دون آمال معلميه، وانه في عمله اقل في عيون رؤسائه من زملائه، وانه لم يعد في نظر زوجه واولاده ذلك القدوة الذي يتمثله اولاده!! تحطمت نفسيته وهو يرى باب القبول في الجامعة مقفلا في وجهه، او اصيب باحباط شديد وهو يدرس في الجامعة ناظرا الى المستقبل البعيد بعين كليلة.. وكأن الخريجين كلهم سوف يتوظفون ماعدا واحدا فقط ولن يكون غير هو. رويدا رويدا فلست انت ذلك كله.. بل انت ذلك الشاب الممتلئ حيوية ونشاطا وطاقات ومواهب..!! ربما توارت عن عينيك بعض قدراتك، ولم تتح لمواهبك الفرصة الكافية لكي تتفتق وتنمو، ولكنك في الواقع مشروع انساني رائع واعد بكل نجاح، ربما يفاجئ العالم كله باكتشاف عظيم يغير مجرى الحياة، انت لاتدري ربما تكون واحدا من ابرز افراد مجتمعك في فن من الفنون.. ربما تصبح مرجعا علميا في الشريعة والقضاء، او عالم فضاء، او طبيبا ماهرا، او مهندسا مرموقا، او معلما مبدعا تصنع المبدعين لوطنك وامتك..!! لعلك تقول: ان هذا الرجل الذي يربت كتفي بمثل هذه العبارات انما يريد تطييب خاطري، ومراعاة نفسيتي.. ولا يدري ان مثل هذا الكلام قد يكسر به ماتبقى من ثقتي في نفسي.. واقول لك بكل ثقة: لا.. بل انت انت لو اردت الخير لنفسك! ماذا تقول؟ لو اردت الخير لنفسي؟ نعم.. لو اردت الخير لنفسك؟ فالانسان في الموقع الذي يريد ان يضع نفسه فيه.. وعلماء البرمجة العصبية اللغوية يقولون: مادام فلان يستطيع ان يعمل شيئا فانا استطيع ان اعمل مثله/ بل استطيع ان انجح اكثر منه.. كل ماعليك ان تحدد هدفك، ثم تريد، ثم تتوكل على الله، (فاذا عزمت فتوكل على الله)، ثم تتخذ الوسائل التي نجح بها الاخرون. وينبغي ان تكون في اسوأ حالات ظروفك، اقوى منها، تغير الموقف من حولك ولا تتغير عندما تكون الاوقات اكثر حلكة والتجارب اصعب مراسا ترتفع انت الى مستوى اعلى واسمى..!! تقدم وابدأ.. لا على سبيل التجربة.. ولكن على سبيل اليقين التام بأنك سوف تنجح باذن الله.. وسوف ترى احلامك كلها تتحول الى حقائق.