عندما كنا اطفالا بين حضن والدينا بدفء أنفاسهما نمنا مطمئنين لكننا الآن ينتابنا التفكير هل نحن نساء نسعد من حولنا، هل ينطبق علينا الصقر الحر الصائد؟ هل هناك من يتحمل كبرياءنا وضعفنا؟ هناك أمور تزداد يوما بعد يوم تثقلنا بأعباء يصعب على كاهلنا حملها، مع اكتشافنا لانفسنا عندها نرفع رأسنا عاليا بنجاحات من حولنا وما حققوه من نمو رائع بابداعاتهم وشخصياتهم. ولكن من يربت اكتافنا، من يظللنا ويحمينا من انفسنا عندما تتعدد ادوارنا التي نقوم بها من أم مع شعاع الصبح الباكر لارضاع طفل رضيع, تحتضنه وتلاعبه تمتزج روحها بنموه بين ذراعيها, ليصبح شابا يافعا, او ابنة تمر بأصابعها بين ثنايا جدائلها داعية الله لها بالتوفيق والوقوف بكل شموخ امام التحديات التي تواجهها. فالمرأة العاملة في عصرنا تواجه العديد من المشاكل التي تسبب لها الكثير من المعاناة الجسدية والنفسية والذهنية، فهي تبذل مجهودا عضليا مضنيا من إعداد ما يتطلبه خروج الزوج الى عمله والاولاد الى مدارسهم بما يمثل عليها مشقة كبيرة لاتتحملها المرأة الا بدافع الامومة والحفاظ على كيان الاسرة والعمل على رفع مستوى البيت, اضف الى ذلك الضغط النفسي الذي يصيبها حين تواجه بمضايقات الأمرين، ناهيك عن ضغوط العمل والوقت، ثم ذلك الصراع النفسي الرهيب الذي تعيشه حين تشعر في كثير من الاحيان بان خروجها الى العمل قد اثر سلبا على تربية ابنائها وتقدمهم في دروسهم، فتصبح بين المطرقة والسندان إذ إن دخل الزوج لايكفي متطلبات الحياة في عصر الكوكبة الذي نعيشه في ظل ظروف اعتدنا عليها. ومما يزيد من معاناتها وإحباطها حينا ان يكون الزوج غير متعاون معها فيما يظنه هو من واجباتها فقط مما يؤدي الى ان المرأة تصبح آلة متحركة تنسى في لحظتها احتياجها لتضع رأسها على كتف من تحب ترقص بخفة الفراشة بين الزهرات ترتشف رحيقها. حكايتنا قديمة جديدة تتكرر سطورها وكلماتها عبر الزمان، لا احد يمكن ان يلقي باللوم على حواء وحدها، فاختلاف الآراء حول خروجها للعمل مازال قائما، لكن تجدر الإشارة للفطنة النسائية العريقة التي يشهد لها التاريخ من قدم الزمان. قول أعجبني:==1== رفقا سيدتي... فهواك قد دك كل قلاعي==0== ==0== قد زلزل كل حصوني... وكل خطوط دفاعي==2==