انتشرت ظاهرة جديدة بين السعوديات من الخادمات رغم تحفظي على استخدام كلمة خادمة لاعتراض منظمات حقوق الإنسان عليها هذه الظاهرة تتمثل في الخوف الشديد من تصرفات تبدو في معظمها طبيعية في سياقها العام والسابق، باعتبار ما كان سابقا من سلوكيات طبيعية في معظمها، إلا أنها حاليا وبعد حوادث القتل التي حصلت من قبل بعض مدبرات المنازل! أصبح أي تصرف يصدر من تلك المدبرة يقابل بالتحليل الدقيق والمراقبة الدائمة وعرض تفاصيله على المقربات والقريبات، ويتم الشرح والتحليل حتى يتم التوصل معا للحل الناجع والتعامل الجيد أمام ذلك السلوك المريب! المحير في هذه الظاهرة هو الاستمرار في استقدام مدبرات المنازل ودفع مبالغ باهظة لمكاتب الاستقدام، ولم تقم مجموعات رفض لمدبرات المنازل على نحو «لا للشغالات» أو «خلوها تولي» أو «بنفسي أخدم بيتي» أو «أولادي ولا الشغالة» إلا أن هذا كله لم يحدث، واستمر الاستقدام وجلب العمالة المنزلية على أشده!! وإذا قلنا إن المرأة العاملة لا تملك الخيار في ذلك، فهي بين المطرقة والسندان.. بين عمل لم يهيئ لها وسائل الراحة النفسية بحضانات لأطفالها، وبين شركات استقدام ما زالت في طور الحلم البعيد، إلا أنه حتى النساء غير العاملات لم يقمن بهذا التحرك، أقصد رفض العمالة المنزلية، بل إن وجودها حتمي وقوي داخل المنزل، ورغم كل ما حدث وما يروج له من قصص حول مآسي تلك العمالة المنزلية، إلا أن وجودها في منازلنا أصبح ضرورة حتمية! هذا يدفعنا إلى وضع عدة فروض لهذه المعادلة، فالخوف القادم والرعب الدائم من تلك العمالة مقابل الإصرار على تواجدها وعدم القدرة على العيش بدونها! فهل أصبحنا كسالى لهذه الدرجة؟، أم أن أسلوب حياتنا الصعب هو من جعل وجودهن أساسيا داخل منازلنا؟ كثير من أمورنا الحياتية تحتاج إلى وقفات صادقة لتحليلها والخروج بنتيجة لحلها، أو على أقل تقدير لفهمها، فهل ستستمر تلك الفوبيا داخلنا نعيشها رغم احتياجنا لمن يساعدنا، فنصبح متوجسين داخل منازلنا، أم أننا سنتعايش مع تلك المخاوف، ونردد: لا حلاوة بدون نار!.