الحوار مع شخص بمكانة وخبرة وقدرات قينان الغامدي شيء جميل وباعتقادي وتجربتي في اجراء هذا اللقاء الذي بين ايديكم اجزم بأنه اضاف لي الشيء الكثير. فقينان صحفي وصل الى اعلى مراتب الصحافة "رئاسة التحرير" فالتفت الأعناق حوله تترقب ماذا سيفعل بهذه المهنة وفي كل مرة ينجح في اجتذاب الكثير من أصحاب المهنة او الغرباء عنها من خلال عمله الصحفي الذي يصر عليه في أي صحيفة يحل بها. قينان أمضى أكثر من عقدين من الزمن أخذهما من عمره لعمله الصحفي وفجأة يختفي من أمام انظار الجميع ويبتعد عن الصحافة ليستقر كاتبا يوميا بها يناقش هموم الناس واحداث المستقبل.. وهو يؤكد في هذا اللقاء أنه لم يبتعد لحظة عن عمله الصحفي فهو "بنظره" متابع جيد لما يدور في هذه المهنة. ولم يخف في حديثه مع "اليوم" أن صحافتنا المحلية تجمع شلليات يجب اقصاؤها من هذه المهنة لأنها هي من تجلب السلبيات بدلا من إيجابياتها، ولكنه طالب القيادات التحريرية بالجدية والايمان بالعمل الجماعي لكي ينجحوا في تضييق المساحة على هذه الشللية. ما زلت في الصحافة @ يتساءل كثير من القراء.. أين هو قينان الغامدي الآن من الصحافة؟ * قينان الآن كاتب عمود يومي في صحيفة (الوطن) السعودية ومتابع جيد لما تنشره الصحافة, ومتفائل كثيرا بأن مستقبل هذه الصحافة سيكون افضل من أمس واليوم. @ من أي مرحلة تود ان نبدأ الحوار معك بتجربتك الصحفية من عكاظ أم البلاد ام المرحلة الأخيرة صحيفة (الوطن)؟ * من أينما شئتم ابدأوا. فكلها صحافة, وكلها مراحل لها في كتاب العمر مكانة وأثر. @ أين وجد قينان الغامدي نفسه في تلك المراحل الصحفية؟ * وجدت نفسي فيها كلها, ولولم أجدها لما كنت تسألني عنها الآن. التفرغ للصحافة @ عملت مدرسا (ومعارا) لمكتب صحيفة (عكاظ) بالطائف.. وكان لديك فكرة عدم التفرغ للصحافة هل ما زلت مؤيدا لهذا؟ * فكرة عدم التفرغ للصحافة لم تكن موجودة, او على الاصح لم أفكر فيها الا عندما وجدت التفرغ متاحا أمامي, وحينها لم افكر كثيرا بل توكلت على الله وأقدمت, ومازلت حتى الآن اؤيد التفرغ للصحافة, لكل من يأنس في نفسه قدرة على ذلك, استنفد قلبك, وقلمك, وموهبتك! العلاقة مع "عكاظ" @ بيتك الاول (عكاظ) حدث بينك وبينه شرخ عندما انتقلت (نقلت) عددا من العاملين منه الى البلاد.. هل الزمن كفيل بترميم هذا الشرخ؟ * لم يحدث شرخ بيني وبين (عكاظ) فهي مدرستي الاولى, والعاملون فيها كلهم اصدقاء وزملاء, اما نقل عدد من العاملين فيها الى (البلاد) فهذا موضوع لم تثبت صحته حتى يومك هذا, وكل الذين عملوا في (البلاد) أثناء وجودي فيها كانوا قد انهوا علاقتهم ب(عكاظ) قبل ان اغادرها. لم أتخل عن أحد @ قمت باستقطاب الكثير من الصحفيين في بداية ترؤسك للوطن والبلاد ومن ثم تخليت عنهم.. بماذا تفسر ذلك؟ * وهذا ايضا موضوع لم تثبت صحته هو الآخر حتى يومك هذا, ولن تثبت صحته لان الزملاء الذين انضموا للوطن أحياء بيننا يرزقون, واذا قال لك واحد منهم انني تخليت عنه, فأرجو الا تتردد في اعلان ذلك على رؤوس الاشهاد, ولك مني عظيم الشكر وصادق التقدير, اما ان كان الأمر لا يتجاوز باب (يقال) فهذا الباب لا يمكن اغلاقه ابدا لان الناس وهم معذورون لم يعد بينهم من يصدق الحقيقة, فقد تراكمت عليهم الأكاذيب من كل حدب وصوب حتى اصبحت كلمة الصدق غريبة الوجه, واليد, واللسان! الخلاف مع الحارثي @ تتحدث الأوساط الاعلامية ان هناك خلافا كان بينك وبين الدكتور فهد الحارثي على زعامة صحيفة "الوطن".. بصراحة لمن كانت حينذاك تعود الزعامة؟ * لم يكن هناك اي خلاف بيني وبين الدكتور الحارثي منذ ان عرفته قبل اكثر من عشرين سنة حتى اليوم, ولا اظنه يكون غدا، أما الزعامة - ان كنت تقصد رئاسة التحرير - فقد وصلت الى حضن الدكتور فهد بعد ان غادرت (الوطن) وزهد فيها وتركها, اما ان كنت تقصد زعامة المؤسسة فلم انازعه فيها لا انا ولا غيري, حتى غادرها برضاه واختياره وقناعته, وحتى لا يتردد هذا السؤال في ذهنك مرة اخرى اقول لك ان رئاسة تحرير (الوطن) عرضت على الدكتور فهد قبل ان يرشحني هو لها وعندما التقينا بعد ان تم تعييني رئيسا للتحرير, لم يكن همنا فهد وانا الا ان تكون (الوطن) زعيمة الصحافة العربية, وهذا ما تحقق لها, والحمد لله. شللية الصحافة @ هل تؤمن بوجود الشللية أثناء العمل الصحفي.. وما انعكاسها الايجابي على العمل؟ * (الشللية) موجودة في بعض صحفنا, وانعكاساتها السلبية على العمل الصحفي اكثر من ايجابياتها, والقيادة الصحفية المؤمنة بفكرة العمل الجماعي, والفكر الجماعي قادرة على القضاء على هذه (الشللية) الضيقة. لم أجد نفسي @ كيف ترى تجربتك مع الفضائيات من خلال عملك مع القناة الاخبارية (العربية) ومن ترك الآخر؟ * عملي مع (العربية) لم يتجاوز شهرا ونصف الشهر, لم أجد نفسي فيها فغادرت بمحض ارادتي واختياري. مجاملة المسئولين @ يؤخذ على زاويتك اليومية في "الوطن" حاليا.. أنك تجامل بعض المسؤولين جمعتك بهم علاقة أثناء العمل الصحفي؟ * لا اتذكر شيئا من هذا الذي تسميه مجاملة, اما ان كانت الاشادة ببعض المتميزين تسمى (مجاملة) فأنا لا اعتبرها كذلك, بل أصر على انها كلمة حق يجب ان تقال فالكاتب ليست مهمته تعقب السلبيات فقط, وان من واجبه ان يكتب عن الايجابيات المهمة دعما لها وتأييدا وتشجيعا للقائمين بها, وتقديمهم قدوة لغيرهم من الكسالى, والنائمين. كاتب مفلس @ أيضا تقوم بنشر مقاطع طويلة من رسائل القراء في زاويتك (صباح الوطن).. وهذا ما كنت تعتبره أثناء عملك الصحفي افلاسا للكاتب.. ما تعليقك؟ * اولا لم اقل ابدا ان الكاتب الذي يحتفي برسائل قرائه مفلس, والذي يقول مثل هذا الكلام لا يعرف ان القراء هم أهم واعظم مكاسب الكاتب, وتفاعلهم معه وكتابتهم اليه دليل ثراء زاويته واهميتها, والكاتب الصحفي الذي يهمل رسائل قرائه لن يجد منهم سوى الاهمال, واذا اهملوه فيلزم الصمت! وهنا ملحوظة صغيرة تقول: الترفع عن الناس سقوط. صداقات المنصب @ ماذا بقي لقينان الغامدي من الأصدقاء بعد تركه العمل الصحفي؟ * بقي لي أصدقاء كثيرون جدا, فأنا لا أعقد صداقات مع أحد عنوانها (المنصب).. هناك معارف كثيرون عرفوني وعرفتهم بحكم (المنصب) بعضهم صاروا اصدقاء ومازالوا وبعضهم نسيتهم ونسوني وهذا امر طبيعي, اما الاصدقاء فباقون يكثرهم الزمن المبهج, ولا يقللهم الزمن الرديء. العودة للرئاسة @ لو رشحت الآن لرئاسة تحرير مطبوعة صحفية هل تقبل.. وما اول قرار تتخذه؟ * (لو) تفتح عمل الشيطان, وانا لا أحب الانسياق وراء عمله (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم). مجاملة الكتاب @ جاملت عددا من الكتاب أثناء ترؤسك المطبوعتين (البلاد والوطن) حين كانوا ينتقلون معك في كل مرحلة.. هل ترهن نجاحاتك بوجودهم بجانبك؟ * من هم الكتاب الذين جاملتهم! هذه تهمة اطالبك عليها بالدليل, فاذا كنت لا تملك دليلا على ذلك, وهذا ما اعتقده فعليك ان تعود الى (البلاد) و(الوطن) لتعرف الكتاب والكاتبات الذين كانوا فيهما, وبعضهم مازال, ثم قرر ان كانت اقلامهم هي التي قدمتهم, ام مجاملتي لهم, وعليك ان تقرر بعد هذا الا تتهم احدا قبل ان تملك الدليل. هيئة الصحفيين @ برأيك.. هل تعتقد ان هيئة الصحفيين تستطيع حماية منتسبيها؟ * هيئة الصحفيين بدأت - مع الأسف - من حيث بدأ الآخرون قبل اكثر من نصف قرن, وكان المفروض ان تبدأ من حيث انتهى اليه الآخرون, على اي حال هي خطوة نرجو ان تتبعها خطوات, وانا عضو في لجنتها التأسيسية, وهي الآن هيئة تنظيمية, ونأمل ان تصبح نقابة حقيقية في المستقبل القريب باذن الله. التحرك في الهامش @ كيف ترى الصحافة المحلية في ظل الوسائط الجديدة من محطات فضائية وشبكة عنكبوتية؟ * الصحافة المحلية تحاول وتجتهد في ظل ما هو متاح لها من قيادات, وامكانيات مادية وبشرية, وهامش نشر, وهي الآن في المرتبة الثالثة اخباريا بعد الفضائيات, وبعد الانترنت والمفروض ان تكون في المرتبة الاولى من حيث مناقشة القضايا والمشكلات المحلية - اقول المفروض - لأن الواقع لا يشير الى ذلك بالوضوح الكافي. رأيي في هؤلاء @ كيف ترى هؤلا: * الأمير خالد الفيصل: أمير الادارة والطموح. وسيد الكلمة, ورجل يحسن قيادة الرجال, وجريء عامل, وصادق يعرف ماذا تخبىء العيون والكلمات والوجوه. * الدكتور فهد الحارثي: قدرة فذة, لم يستفد منه وطنه كما ينبغي حتى الآن. * الدكتور هاشم عبده هاشم: صحفي كبير لولا (التحفظ) و(المجاملة). * عبدالله الجفري: استاذ (كلمة) وعنوان (إنسانية) يغضب بسرعة, لكن حبه أغزر وأنقى من الأنهار. * محمد سعيد طيب: رجل (وطني) ينشد المجد الحقيقي للوطن, وطنيته (الواعية) نادرة, ولو تفهمها وتمثلها من يعنيهم أمرها لرأيت ثم وطنا عظيما. * أمجاد رضا: صحفية كبيرة, وكاتبة متميزة, وواجهة عظيمة مقنعة للفتاة السعودية المحترمة الواعية. * جمال خاشقجي: أسرع رئيس تحرير في الصحافة السعودية، له وجهات نظر كثيرة أحترمها, وأختلف مع كثير منها. الأمير خالد الفيصل محمد سعيد طيب عبدالله الجفري فهد الحارثي