زكريا يحيى لال غمرتني وعدداً من الزملاء الإعلاميين والأكاديميين حالة من الرضا بدت على وجوهنا منذ أن طالعنا العدد الأول من «الشرق»، التي تسيدت كثيراً من المواقف الإعلامية والصحفية، فأبرزت الصحيفة -ليس في الشكل- وإنما في المضمون بصياغة صحفية إبداعية لاسيما ونحن نعرف من هو قينان! وخبرة قينان، وثقافة قينان.. منذ عكاظ، وما كان يدور فيها من تطلعاته، ومنذ «البلاد» وما قدم فيها قينان حتى أضحت منافسة للوسط الاجتماعي الصحفي بالمنطقة والواقع أن ولادة جديدة في عصر الصحافة الإلكترونية إذا لم تكن قوية في الإعداد، والتخطيط، والرؤى المستقبلية، فلن تؤثر على المجتمع لدينا، ذلك أن بعض الصحف الورقية لدينا رغم نجاحها بعد إعطائها الضوء الأخضر للانطلاق لم تقدم ماهو مطلوب علمياً وبحثياً وتخصصياً حتى الشرق، ورغم أننى لم أكن قريباً من الداخل، إلا أن «الشرق» نجحت إلى حد كبير في تحقيق الاتصال الفعلي الجيد بين جمهور يود التعرف على مزيد مما تقدمه للمجتمع بشرائحه المختلفة فكراً ورؤى، غير أنها تحتاج إلى دراسات تأصيلية لمعرفة أبعاد الشرائح المختلفة خلال القادم من الأيام، إذ عنصر التساؤل هنا يعطي مساحات واسعة، ومن ضمنها ماذا يمكن أن تقدم الشرق للجميع، حتى على البعد الخليجي أو الخارجي؟ إن مرور عام من التقدم الفعلي ل»الشرق»، ذكرنى بعامين وأنا على سرير المرض بالتخصصي بجدة أعاني من سرطان الدم، وما كنت أبذله من جهد في قراءة الصحف، ومنها الشرق، حتى أن ابنتي الدكتورة يسرا (حفظها الله) كانت تتألم وهي تقول لي: «كفاية قراءة»، وفي اليوم التالي تذهب إلى بقالة المشفى الصغيرة وتأتي بالصحف وهي تقول: لم أنس الشرق أبى العزيز، لقد أحضرتها باكراً. ومع صدور الشرق، كانت هناك «الوطن» التي مارس فيها قينان بعض نجاحاته، إنها رؤى مدروسة علمياً ومخطط لها، ومقدر لها أي جودة تقدمها للقارئ، في زمن أعادني للوراء قليلاً، أعادني ل»للي غراهام ويموث» رئيس تحرير «الواشنطن بوست» الذي حاضر علينا ضمن فعاليات مؤتمر جمعية الاتصال والصحافة الأمريكية في جامعة نورث كارولينا، مذكراً بأن على المسؤولين بالصحافة الورقية مواجهة عديد من التحديات وربما السقوط، إذا لم تعد صياغة أعمالها، ومن الطبيعي أخي قينان، أن نقرأ بأن مجلة النيوزويك الأمريكية وقد أعلنت في 18 أكتوبر الماضي 2012، بأنها سوف توقف نشاطها الورقي مع نهاية 2012، وسيستمر العمل الصحفي إلكترونيًا. والحقيقة لم تكن المجلة الوحيدة أو الصحيفة التي ودعت الورق، وإنما هناك المئات من الصحف حول العالم أدركت الموقف، وبدأت إما في الإغلاق، أو الاستمرار إلكترونياً وبتبويبات أخرى ملائمة، ومع هذا فأنا شخصياً أدرك بأن عالم الصحافة الورقية لن ينتهي، ولن تغلق أبوابه، وإنما ستتكون هناك اتجاهات جديدة تقوم بالخدمة الصحفية وفق التكنولوجيا المتقدمة. أخي قينان: أبارك لكم وأسرة الإدارة والتحرير مجدداً، متمنياً لكم من الله مزيداً من النجاحات الورقية المبدعة وتقبلوا تحياتي.