في النصر تكبر الاماني، رغم ان قارب الزمن جعل الأحلام البراقة سرابا في سنوات عجاف «كان زمان». في النصر يتناثر الضوء، يتسلل شظايا، يتناثر هنا وهناك عبر نافدة العودة للوهج والذهب والنجوم. «مسح الصورة وعاد للنجومية والوهج». في النصر لا بأس ان يحاكي النصراويون عقولهم قبل قلوبهم، لا بأس ان يقتل هذا الجمهور لحظات البلادة المستغرقة بلغة الألم «تركوا عاطفتهم، واتبعوا العقل، وسجلوا النجاح حتى الآن» . في النصر جمهور يقاوم خيوط العتمة والانكسارات والاسى، ويسبح في جزيرة الضباب، ولكنه مازال يتأمل بعمق نحو أفق جديد. «بدأ يسبح في جزيرة الفرح». في النصر حب وعشق، وحكم اعدام ينفذ بأبشع الأساليب، ولكن هذا الحكم من قبل محبيه وتنفيذه من قبل عشاقه. «اتحدوا من جديد، وعادت الليالي الملاح». في النصر احيانا تكون الفلسفة اقرب للحقيقة من الواقع، هكذا خيل لي عندما اردت الكتابة عن هذا العشق الماضي الباقي فوجدت قلمي يكتب: سيدي القاضي انا في الجرم مقتول وقاتل، جان ومجني عليه. «تركوا الفلسفة، وتركوا الآخر، وبدأوا يعيشون في الحاضر». في النصر يدفن الحب في رمل النسيان، يشيعه محبوه لمثواه الاخير، ولكن هناك اكاليل من الزهور عبر المدرجات ترفض الاستسلام للواقع الاليم. «لقد استبدلوا الشوك بالورد، ونجحت اكاليل الزهور في صناعة نصر جديد». في النصر لا بأس ان نستعيد البوح والثرثرة بالاحرف والكلمات، لا بأس ان نعود بالذاكرة للسهم والموسيقار والكوبرا، فهي اغنيات عشقها النصراويون ومازالت عالقة، لان من جاء بعدهم لم تكن اصواتهم على المسرح سوى (نشاز) يزعج آذان محبيه. «تغيرت المعادلة بوجود نور والشهري والسهلاوي والعنزي .. والبقية». في النصر لا بأس ان يحاكي النصراويون عقولهم قبل قلوبهم، لا بأس ان يقتل هذا الجمهور لحظات البلادة المستغرقة بلغة الالم. «تركوا عاطفتهم، واتبعوا العقل، وسجلوا النجاح حتى الآن». في النصر مفارقات عجيبة، فمن كان يطالب برحيل من يمسكون بزمام الامور، وأتعب قلمه وصوته عبر الإعلام المكتوب والمرئي، نجده اول من دافع عن بقاء اصحاب القرار، عندما كان الجميع يقول لهم شكرا. «غيروا مواقفهم، بعد التوهج». في النصر رفض الخروج من جلباب الماضي، وتخوف من دق باب المستقبل، ووهم بأن الاصفر ما زال ضمن الكبار. «لقد بدؤوا العيش في الحاضر والواقع». اخيرا.. النصر عند عشاقه الميناء الهام، والقصيدة الاجمل، والمعادلة التي ليس لها حل، والعاصمة الاهم، ولكن كل ذلك طار في زمن عنفوان الآخرين، وذبول زهرته. «المعادلة انعكست».