* يا بدايات المحبة.. يا نهايات الوله.. وأخيراً.. طل النصر على النصر.. عشر سنوات والنصر يتألم ويبكي ويشكي.. ويحلم ويأمل ويطمح.. عشر سنوات والنصر يعاني ويترنح.. بين حنين الماضي وصراع الحاضر.. عقد من الزمان دخل فيها الفارس في غيبوبة حرمت أنصاره ومحبيه من الاستمتاع بفروسيته.. ومن الاحتماء بسطوته.. ومن الثقة بجرأته.. يوم الأربعاء الماضي هو حدث تاريخي للنصر وللنصراويين.. مشوار السنوات العشر كان في تلك الليلة.. أهات ذلك العقد تنفست الصعداء.. حرمان تلك السنين انقضى وولى.. النصر لم يكسب كأس الفيصل بل كسب الأمل وكسب الحلم.. حول الخيال لواقع.. وجسد الأماني لحقيقة.. ضحك النصر وبكى النصراويون.. بكى من أحب النصر.. بكى من عشق عبدالرحمن بن سعود.. بكى من تعلق بشعار شبه الجزيرة.. وأخيراً رددت جماهير العالمي.. يا بدايات المحبة.. يا نهايات الوله.. كأس الفيصل هو بداية عقد المحبة الجديد الذي وقعه النصرايون مع جماهيرهم.. ونهاية عقد الوله الذي مزقه النصراويون أمام جماهيرهم.. لا يوجد في الدنيا أجمل وأرقى وأهم من عودة الغائب عند من ينتظره.. غاب النصر وأطال الغيبة لكنه عاد والعود أحمد.. ظمأ أتعب وأرهق عشاقه لكنه لم يفنهم.. الجميع كان يؤكد لهم بأن ما ينظرون إليه ما هو إلا سراب حسبه الظمآن ماء لكنهم أبوا أن ينصتوا إلا لصوت النصر.. كم هو رائع أن يلقى وفاء جمهور النصر هذه الملحمة التي سطرها نجوم العالمي مساء الأربعاء الماضي لرد الدين لهذه الجماهير التي كانت وما زالت وستظل البطولة التي لم تغب شمسها.. النصر تأخر لكنه وصل في الموعد.. الكل كان في انتظاره.. الكبير والصغير لم يملوا أو يفقدوا الأمل وكانوا على العهد. النصر وصل واثق الخطوة يمشي نصراً.. لن يكون هذا الكأس أو هذه الانتصار بجديد على العالمي فتاريخ النصر مليء بالانجازات والبطولات لكن غيبة الفارس في غياهب المواسم هو ما جعل لهذه البطولة طعماً ونكهة خاصة عند الجميع وليس النصراويين فقط.. النصر أكد بأنه ما زال للمجد بقية وللنصر سطور لا زالت تكتب في ملحمة التاريخ.. فوز النصر مساء الأربعاء بكأس الفيصل وعلى الغريم التقليدي الهلال هو فوز نفسي وثقافي وروحي.. هو عودة لحقيقة النصر.. هو قلب صفحة سوداء في سجل هذا النادي.. النصر عاد لجمهوره.. عاد لمنافسيه.. عاد لمكانه الطبيعي.. لا أشك لحظة في أن منصات التتويج هي أكثر من اشتاق لخطوات الفارس.. النصر استحق الفوز واستحق البطولة وجمهوره يستحق أكثر من هذا لذلك لا أعتقد أن شمسه ستغيب بعد اليوم هذا إن لم تشرق ليل نهار لتحول الأجواء لأشعة صفراء لن يجد الآخر عنها مفراً.. مبروك للنصر.. ومبروك لرجالاته.. ومبروك لجماهيره.. فبدايات المحبة عادت ونهايات الوله كتبت.