يغري البحث عن استشارة طبية على الانترنت الكثير من المستخدمين للشبكة، فقد باتت الانترنت تزخر بالكثير منها، فكل ما عليك هو أن تكتب اسم المرض أو الدواء على موقع البحث جوجل وعندئذ ستخرج عليك المعلومات والنصائح أشكالا وألوانا. وعلى الرغم من ذلك، فليست كلها مفيدة. وتكمن في هذه المرحلة الخطورة، فبينما تشير التقارير إلى أن مستخدمي الانترنت كثيرا ما يتحولون هذه الايام إلى مواقع المشورة الطبية، فإنه ليس هناك جهة مسئولة لتحديد ما إذا كانت النصيحة الطبية التي يتلقونها صحيحة أم لا. وصرح الدكتور جيري هورن، جراح العيون الذي يتخذ من ولاية إلينوي مكانا لممارسة عمله لست من أنصار نشر المشورة الطبية على الانترنت. والدكتور هورن هو أحد عدد متنام من الاطباء في مختلف أنحاء العالم الذين يستخدمون الانترنت للاتصال بمرضاهم الحاليين والمحتملين. وأضاف هورن ما أعتقده أن ما يسمح بنشره على الانترنت هو المعلومات الطبية وليس المشورة الطبية، فلا يمكن لطبيب على الانترنت أن يدعي أنه يستطيع فحص المريض مثلما يفحصه الطبيب على أرض الواقع. وقالت الطبيبة النفسية لوري ثورنر التي تمارس عملها في ولاية ميريلاند إن فحص الطبيب لا يدانيه أي شيء آخر، فعندما يزورني مرضاي حاملين معهم تشخيصا للمرض قرأوه على الانترنت أنصحهم بالتمهل ومنحي بعض المعلومات عن الاعراض التي يعانون منها قبل أن نبدأ المتابعة. وقال جورج لندبيرج، المحرر السابق بمجلة نقابة الاطباء الامريكيين، يتعين على المرضى أن يتفهموا أن الانترنت هو وسيط يمكن أن يلج إليه مستخدم الشبكة ويدعي فيه أنه مؤلف ومحرر وناشر. وعلى الرغم من ذلك، فإن معظم الاطباء يتفقون على أن الانترنت يمكن أن تكون مصدرا ذا قيمة للمرضى الذين يسعون للحصول على معلومات بشأن موضوعات طبية. وقال هورن إذا استخدمت الانترنت بالصورة الملائمة فإنها ترشد المريض إلى توجيه مزيد من الاسئلة إلى طبيبه المعالج بل والاسترشاد بآراء أخرى فيما يتعلق بالموضوعات الطبية التي قرأ عنها. ويقول الاطباء إن المرضى في مقدورهم أن يستفيدوا من المعلومات الطبية التي يطلعون عليها على الشبكة الدولية إذا اتبعوا بعض الخطوط الارشادية الهامة.