حين تذهب للطبيب هذه الأيام قد يسمع نبضات قلبك ويفحص لسانك ويطلب منك تحاليل كثيرة كي يشخص مرضك بطريقة مؤكدة.. غير أن هذا الوضع لم يكن هو الشائع زمن الفراعنة حيث كان البندول (وليس سماعة القلب) هو الأداة التي يحملها الطبيب معه دائما للتشخيص.. فمن أغرب الرسومات التي تركها لنا الفراعنة أن نرى طبيبا يحرّك بندولًا صغيراً فوق مريض مستلقٍ.. وهي رسومات وأحافير تؤكد أن الفراعنة كانوا اول من استعمل البندول للكشف وتشخيص الأمراض - رغم انتشاره لاحقا في معظم الحضارات القديمة -.. والبندول الطبي ليس اكثر من حبل ينتهي بكرة - أو هرم رأسه للاسفل - يصنع من الخشب او العاج او الزجاج أو أي مادة غير قابلة للمغنطة، ويوجد منه حاليا اشكال واحجام مختلفة في المتحف المصري في القاهرة!! وطريقة التشخيص الفرعونية تعتمد على إمرار البندول فوق جسم المريض ثم ملاحظة اين يتحرك، وفي أي اتجاه، وعلى أي سرعة.. وفي الغالب يكون التشخيص خيارا بين سلامة العضو، او مرضه فقط.. بمعنى إن وضع البندول فوق كبد المريض فهناك دائما خيار من اثنين ؛ إن دار البندول باتجاه عقارب الساعة فهو سليم وإن دار بعكس عقارب الساعة فهو مريض .. كما يمكن بنفس الطريقة الكشف عن جنس الجنين في بطن الحامل؛ فإن دار مع عقارب الساعة كان الجنين ذكرا وإن دار بعكس عقارب الساعة كانت أنثى!! ومن الفراعنة انتقلت الفكرة الى اليونان ثم الى اوروبا حيث استعمل البندول للتشخيص حتى القرن التاسع عشر . وفي ذلك الوقت كان الاطباء يهتمون أولا بقياس ما يسمى (الموجة الذاتية) للانسان . فحسب مايقال أن لكل فرد منا رقماً موجياً خاصاً لايشبهه فيه احد . واذا استطاع الطبيب تسجيل هذه الموجة باستعمال البندول سهل عليه بعد ذلك التفريق بين حالتيْ الصحة والمرض.. = على أي حال قبل محاولة التفسير دعوني أخبركم شيئا عن الكائنات الحية.. فكل كائن حي تحيط به هالة كهرومغناطيسية تدعى هالة كيرليان. وكريليان هذا مصور روسي اكتشف هذه الهالة عام 1970 وصورها بكاميرا ذات توتر عال. وهذه الهالة مصدرها الشحنات الكهربائية التى تنطلق من بلايين الخلايا الحية فى الجسم، وتحيط بكل كائن حي حتى ورقة الشجرة.. وفي حالة مرِض الجسم او اعتل تتذبذب بمستوى متفاوت وتخف حدتها حتى تتلاشى عند الوفاة. وكان كيرليان قد أدهشه ان هالة جسده خفت كثيرا (مقارنة بزوجته فالنتينا) حين أصيب بالانفلونزا. وفى المقابل لاحظ ان هالته عادت للسطوع حين شفي مقارنة بهالة زوجته التى دخلت فى فترة الحيض.. وبعد كيرليان لاحظ البروفيسور آرثر أليسون من جامعة لندن أن بعض الاشخاص يتمتعون بهالة باهتة نسبياً رغم أنهم يبدون (من الخارج) بصحة جيدة ؛ وبتتبعه لهذه الفئة وجد انهم أُصيبوا بالمرض لاحقا بعد فترة بسيطة.. وهكذا اعلن أليسون ان هالة كيرليان لاتكشف فقط عن الاجساد المريضة؛ بل وعن التي يتوقع إصابتها بالمرض !! ورغم عدم تجربتي لفكرة البندول حتى الآن؛ أعتقد ان تحركه نابع من احتكاكه بهذه الهالة وتفاعله معها. فالبندول - كتركيبة مادية - حساس لأدنى تأثير ووسط فيزيائي. وفي حالة وجود أي تأثير حراري او إشعاعي يبدأ بالتحرك في هذا الاتجاه او ذاك !! .. على أي حال الفكرة بسيطة وأتمنى منكم خوض التجربة وإفادتي بالنتيجة..