تجدد الاهتمام العالمي بظاهرة "قذف الأقزام" منذ أن أشار الممثل البريطاني القزم بيتر دينكليغ إلى مأساة زميله مارتين هندرسون في كلمته بمناسبة فوزه مؤخرا بجائزة الكرة الذهبية "غولدن غلوب" عن دوره في فيلم " لعبة العروش" (Game of Thrones) حيث قال باختصار"ابحثوا عن مأساته في غوغل". وكان هندرسون ،وهو أيضا قزم يبلغ طوله 4 أقدام و6 بوصات، يحتفل بذكرى ميلاده في حانة في سومرست موم بانجلترا عندما تقدم منه رجل غريب ورفعه وقذف به بعيدا ليسقط على الرصيف على ظهره. ديف فلاد يبرر استخدام جسمه في اللعبة: الملاكمون ولاعبو كرة القدم وعارضات الأزياء يوظفون أجسادهم لكسب المال! و"قذف الأقزام" رياضة غريبة تجرى في الحانات حيث يقوم بعض الأشخاص من ذوي البنية القوية بقذف الأشخاص قصار القامة لأبعد مسافة فوق كومة من الوسائد، وهناك نسخة أخرى لهذه المنافسة تتمثل في تزويد هؤلاء الأقزام بسترات مبطنة لمعرفة المنافس الذي يتمكن من قذفهم إلى ابعد مسافة على مراتب أو إلى أعلى ليرتطم بجدار مغطى بوسائد. وتشير تقارير إلى أن قدامى البحارة الاستراليين كانوا أول من ابتكروا هذه اللعبة لأغراض التسلية والتي اشتهرت في الولاياتالمتحدة خلال عقد الثمانينات، ولجأت ولاية فلوريدا إلى حظر هذه المنافسات عام 1989نظرا لأن الجهات التشريعية رأت أنها تشكل خطورة كبيرة على الأقزام الذين يتوارثون في الغالب عظاما واهنة بجانب توقف نموهم. مارتين هندرسون أصيب بشلل جزئي والواقع أن العديد من الأقزام يجدون صعوبة في الحصول على عمل عادي ومن ثم تستغلهم الحانات في دول مثل الولاياتالمتحدة وكندا وفرنسا في تنظيم ما يسمي برياضة قذف الأقزام بغرض تسلية روادها، ويمكن لأي شخص - رجلا كان أم امرأة - أن يمارسها بعد أن يعب الشراب عبا، غير أن النساء اللواتي يمارسنها لا يجدن حظوة لدى الرجال نظرا للمظاهر الذكورية التي يتحلين بها. والعضلات الضخمة والسيقان القوية والكرش البارز هي الأسلحة الجسمانية التي تميز ممارس رمي الأقزام عن غيره، كما أن عليه أن يتحلى بقوة الثور وسرعة الفهد وصبر الحيوان المفترس المتربص بفريسته ومظهر الحيوان الضخم الجاثم على حشرة صغيرة. بيتر دينكليج أثار قضية قذف الأقزام لدى تسلمه جائزة الكرة الذهبية ومن الغريب انه لا توجد قواعد محددة تحكم هذه "الرياضة"، والقاعدة الوحيدة المعترف بها هي أن الفائز هو من يستطيع أن يقذف بالقزم لأبعد مسافة ممكنة، وغالبا ما يصاب القزم الذي يعرض نفسه للقذف طائعا مختارا، لإصابات خطيرة نتيجة لارتطامه بالأرض أو الجدران رغم ما يرتديه من ملابس واقية ومع ذلك فانه يخاطر بحياته مقابل الحصول على المال، وتشير التقديرات إلى أن القزم يمكن أن يحقق دخلا من ستة أرقام خلال جولة موسمية واحدة يتنقل فيها بين الحانات. وبلغت أطول مسافة يتم قذف قزم إليها 11 قدما و5 بوصات (3و3 أمتار) وحققها سائق شاحنة بريطاني يدعى جيمي ليونارد عندما قذف بقزم في إحدى الحانات. هكذا يتم الإمساك بالقزم تمهيدا لقذفه وحظرت العديد من الدول هذه الممارسة لأنها تمس كرامة القزم وتعرض حياته للخطر. وفي هذا الصدد يقول متحدث باسم منظمة " ذا ليتل بيبول اوف اميركا"، "هناك العديد من الأسباب التي تدعو إلى حظر هذه الممارسة وعلى رأسها السلامة والكرامة، ولا ينبغي أن يصبح الأقزام مصدرا للتسلية، إنهم أناس مثل بقية الناس، رغم أنهم قصار القامة، وإذا لم يتم حظر هذه الممارسة الخطرة فإننا سنرى الأقزام يطيرون في الهواء ليس في أميركا فحسب بل وفي الدول الأخرى". وكانت شركة عالم ديزني قد وفرت وظائف للأقزام كبديل لتعريض أنفسهم للقذف، غير أن الشركة تخلت عن المشروع بعد أن أبدى الأقزام عدم اهتمامهم به، منهم القزم الأميركي ديف فلاد، الذي يرغب في استخدام جسمه لكسب المال ويقول:" "إنني استثمر ما لدي. لو كان طولي 7 أقدام كنت سأجني المال من خلال قذف كرة السلة داخل الحلقة.ولكنني قزم لا يزيد طولي عن 3 أقدام وبوصتين. لذا فإنني اكسب المال من خلال خضوعي للقذف." ويستطرد فلاد قائلا: "الكثير من الناس يوظفون أجسادهم لكسب المال: الملاكمون ولاعبو كرة القدم وعارضات الأزياء اللواتي يخضعن للكثير من عمليات التجميل. هل كل هذا اقل خطورة من قذف الاقزام؟ وتجيب إنجيلا فان ايتان، من منظمة "ذا ليتل بيبول اوف اميركا" على هذا التساؤل بقولها"، هناك فرق كبير، ذلك أن القزم المقذوف يعرض حياته لخطر عظيم وربما الوفاة". ممارس قذف الأقزام عملاق قوي البنية