يتوقع الخبراء الاقتصاديون الصينيون ان ينمو الاقتصاد فى الصين بمعدل 8 بالمائة أو أكثر خلال العام الحالى . جاء هذا فى أعقاب تحليل للعوامل الموءثرة فى النمو على المدى القصير والمتوسط والطويل والاثار السلبية الشديدة التى يتوقع أن يخلفها انتشار وباء مرض السارس فى النصف الاول من العام على قطاعات مثل نقل الركاب والمطاعم والسياحة والخدمات الاجتماعية . وقد ذكر بعض هوءلاء الخبراء أن الصين دخلت مرحلة جديدة من النمو المتسارع العام الماضى نتيجة لزيادة الاستهلاك المحلى الناجمة عن تحسن الاحوال المعيشية وقدرة الافراد على السفر والتنقل 00 كما أن صناعات البناء الاسكانى والمواصلات اللاسلكية والسيارات قد أصبحت قوى محركة قوية للاقتصاد . وأسهم أيضا فى زيادة سرعة نمو الاقتصاد الانضمام لمنظمة التجارة العالمية والتنمية المتسارعة للقطاعات التصديرية والاصلاح الاستراتيجى للاقتصاد القومى والتغير الواقع فى المهام الحكومية وتوسع القطاع الخاص مع تحسين أحوال القطاع الحكومى. وتوقع الخبراء استدامة النمو بمعدلات عالية فى الاجل الطويل يمكن أن تستمر حتى عام 2011 مشيرين فى ذلك لاستمرار زيادة استثمارات الاصول الثابتة وتحديث البنية الاساسية للاقتصاد خاصة القطاع الصناعى وهما محركين رئيسيين . ومن الادلة على ذلك زيادة استثمارات الاصول الثابتة بمتوسط شهرى قدره 30 بالمائة خلال الاشهر الخمسة الاولى من العام الحالى وأن الناتج الاجمالى المحلى زاد بنسبة 2ر8 بالمائة خلال النصف الاول للعام 00 هذا مع استمرار الموءشرات الدالة على تواصل قوة وحيوية المحركات الرئيسية الثلاث للاقتصاد وهى الاستثمار والاستهلاك والصادرات من جهة اخرى بلغ الناتج الاجمالى المحلى فى الصين خلال النصف الاول لهذا العام ما يعادل /23ر605/ مليار دولار أمريكى بزيادة قدرها 2ر8 بالمائة عن نفس الفترة من عام 2002 0 وأسهم فى تحقيق هذا المعدل ثالوث الاستثمار والاستهلاك والتصدير على الرغم من الاثار السلبية التى الحقها وباء السارس بقطاعات عديدة مثل نقل الركاب والمطاعم والسياحة والخدمات الاجتماعية . فقد أدى انتشار المرض فى ابطاء معدل النمو الاقتصادى العام فى الربع الثانى من السنة الحالية ليبلغ 7ر6 بالمائة بانخفاض قدره 2ر3 بالمائة عن الربع الاول 00 ومع ذلك فقد كان أعلى من معدل نفس الفترة من العام السابق بمقدار 4ر0 نقطة مئوية . وكشفت الاحصائيات الرسمية عن أن حجم نقل الركاب قد تقلص فى الربع الثانى بنسبة 9ر23 بالمائة عما كان عليه فى نفس الفترة من العام السابق 00 كما انخفض النقل بالطائرات بمقدار النصف وهبط حجم دخل قطاع الخدمات الاجتماعية بنسبة 8ر14 بالمائة 00 وانخفض معدل نمو تجارة التجزئة بمقدار 5ر2 نقطة مئوية . كذلك انخفض نمو القيمة المضافة للقطاع الزراعى من 5ر3 بالمائة فى الربع الاول الى 3ر2 بالمائة فى الربع الثانى 00 وكل ذلك نتيجة لمضاعفات انتشار وباء السارس خلال تلك الفترة . ومع ذلك استمر الانتاج الصناعى على نفس الدرجة من القوة مسهما بنسبة 8ر5 بالمائة من نمو الناتج الاجمالى المحلى فى نصف العام 00 وبلغ ناتج القيمة المضافة للمشروعات الصناعية الكبيرة فى تلك الاشهر الستة ما يعادل /5ر229/ مليار دولار بزيادة قدرها 2ر16 بالمائة عن نفس الفترة من عام 2002 وبمعدل نمو بلغ 5ر4 بالمائة وهو أعلى معدل منذ عام 1994 . كما بلغ الاستثمار الاجنبى المباشر المتعاقد عليه فى هذه الفترة /51/ مليار دولار أمريكى بارتفاع مقداره 4ر40 بالمائة بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضى 00 فيما بلغت الاستثمارات الاجنبية المباشرة الفعلية /3ر30/ مليار دولار بزيادة نسبتها 3ر34 بالمائة0 وتظهر الاحصاءات أن الواردات المالية للدولة خلال النصف الاول لعام 2003 بلغت ما يعادل /132/ مليار دولار أى بارتفاع قدره 27 بالمائة عن نفس الفترة من العام السابق . كذلك بلغت أرباح المشروعات الصناعية ما يعادل /35/ مليار دولار خلال الاشهر الخمس الاولى للعام بزيادة 8ر62 بالمائة من بينها أرباح حققتها شركات الدولة بمقدار /5ر18/ مليار دولار بزيادة قدرها 9ر89 بالمائة عن الاشهر الخمس الاولى لعام 2002 وهو ما يعكس أيضا فعالية الاصلاحات التى أدخلتها الحكومة على المشروعات المدارة بواسطتها . وقد زاد دخل الافراد فى الصين نتيجة لهذا النمو حيث بلغ متوسط دخل الفرد فى المناطق الحضرية /301ر4/ يوان صينى وفى المناطق الريفية /158ر1/ يوان بزيادة مقدارها 4ر8 بالمائة و 5ر2 بالمائة على التوالي بالمقارنة بنفس الفترة من العام الماضى. وقفزت صادرات الصين من منتجات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمقدار 1ر47 بالمائة خلال النصف الاول من العام بالمقارنة بما كانت عليه فى النصف الاول من العام الماضى. وأعلنت وزارة صناعة المعلومات الصينية أن قيمة تلك الصادرات فى الاشهر الستة بلغت /9ر56/ مليار دولار أمريكى وهو ما يمثل 30 بالمائة من اجمالى صادرات البلاد . وذكرت الوزارة أن المكونات الالكترونية وشاشات الكومبيوتر / مونيتورز / والهواتف المحمولة شكلت الجانب الاكبر من هذا الرقم . كذلك فقد بلغ اجمالى تجارة الصين الخارجية من منتجات تكنولوجيا المعلومات فى تلك الفترة /3ر112/ مليار دولار بزيادة قدرها 7ر50 بالمائة عن الفترة المثيلة من العام السابق . وقال مسئولون صينيون أن الولاياتالمتحدة واليابان وهونج كونج استمرت فى كونها الاسواق الرئيسية لمنتجات البلاد فى مجال تكنولوجيا المعلومات 00 بينما شهدت الصادرات منها الى روسيا والشرق الاوسط نموا متسارعا0