اصبحت العباءة المخصرة من اكثر خروقات المبادىء والعادات والتقاليد الاسلامية التي تمشى في الشارع العام باختيال، وتستفحل دون وضع حلول جذرية لاستئصال تكاثرها. يأتي ذلك رغما عن الجهود التي تقوم بها الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة التجارة من خلال المراقبة ومتابعة الاسواق ومكافحة الغش التجاري. فما حكايتها؟ وما السند الديني الذي يواجه مثل هذه المظاهر الدخيلة؟ ثم ماذا يقول اولياء الامور والفتيات عنها؟ العباءة المخصرة (صيحة)؟ ظهرت مؤخرا تحديثات من هذه العباءة فاصبحت عباءة مخصرة شفافة وثانية ذات خواص التصاقية بالجسم وثالثة مزخرفة ورابعة متقطعة وخامسة شفافة وسادسة محددة وسابعة ذات خيط في الوسط الى الكتف وثامنة وتاسعة ومائة ترسم الصدر وتظهر المفاتن في مظهر يستفز كل الحادبين على دينهم وعروضهم. ونالت العباءة المخصرة حيزا كبيرا في الاجهزة الاعلامية عامة والمقروءة خاصة نسبة لانتشارها الواسع والكبير على مستوى مناطق المملكة، ومن المضحك المبكي ان قلة جاهلة من الفتيات يعتبرن ان هذه العباءة صيحة (ربما تكون صيحة وجع على ما يصيب الاسلام، او صيحة استغاثة لادراك المهزلة) في دنيا الموضة، ويتباهين عن جهل وغفلة باقتنائها وتعدد تشكيلاتها وزخارفها والابتكارات الجديدة منها ويعللن لباسها بأنها اكثر عملية من غيرها الفضفاضة، على حد زعمهن ويصف بعضهن ان هذه النوعية من العباءات بأنها اخف وطأة من غيرها التي ظهرت مؤخرا. اعتراف وتحذير فتاة تعترف بان (لا انكر انني لبستها وقد احضرتها من دولة خليجية شقيقة تنتشر فيها مثل تلك التشكيلات من العباءات، ولكنني اؤكد انها ساترة للجسم وليس كما يقال عنها) وتشير الى ان (لا فرق بينها والعباءة العادية الا تلك الضجة التي نطالعها عبر الصحف). واخرى تقول: انها حيلة لاغراء الفتيات واغوائهن، وان لم تقم السلطات والجهات المسؤولة بوضع حد لانتشارها فان ذلك سيكون وبالا على المجتمع، حيث ان معظم النار من مستصغر الشرر بالرغم من ان العباءة المخصرة تمرحلت من طور الشرر الى شبه النار. فيما يقول احد اولياء الامور انها واحدة من المآسي العميقة المتجددة التي توجد ظلمة دائمة في القلب، تحكي حياة الشقاء الحارقة فيحكم واقع الحال باعدام السعادة في ساحات الاحزان المزمنة وما اقبحها تلك الصورة التي تتنازل فيها الفتاة او المرأة عن مبادىء الحياة والعفاف لتتسربل بمثل تلك العباءات التي تثير الشهوات والغرائز اكثر مما تؤدي دورها في الحفاظ على المرأة وعورتها. المصادرة من الأسواق من جانبه قام فرع وزارة التجارة بالشرقية مشكورا مؤخرا بعمليات ضبط للعباءات المخالفة للشريعة الاسلامية، وذلك وفق تعميم صادر بمصادرة العباءة المخصرة من جميع الاسواق والمحلات المعنية بذلك واحالتها الى لجنة الغش التجاري. واوضح محسن بن محمد الصيخان مدير فرع وزارة التجارة بالمنطقة الشرقية في تصريحات صحافية ان اوصاف العباءة الصحيحة المسموح بتداولها بالاسواق والمتوافقة مع عادات وتقاليد الشريعة الاسلامية ان تكون ما تلبس على هامة الراس ابتداء او الطرح النسائية وهي ما تسدل على الوجه ذات اللون الاسود وتكون العباءة مفتوحة من الامام وليس بها فتحات اخرى سوى الاكمام وان يراعى في تصنيع العباءات تعدد المقاسات وتناسب الاطوال والعرض مما يجعلها ساترة وواسعة حسب مقاسها موضحا ان هناك خمسة انواع من العباءات يمنع تداولها بالسوق وهي ما خالف شروط العباءة الصحيحة المتوافقة مع الشريعة الاسلامية منها مثل العباءة المخصرة. فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ان العباءة الشرعية للمرأة وهي الجلباب هي ما تحقق فيها قصد الشارع من كمال الستر والبعد عن الفتنة وبناء على ذلك فلابد لعباءة المرأة ان تتوافر فيها الاوصاف التالية.. ان تكون سميكة لا تظهر ما تحتها، ولا تكون لها خاصية الالتصاق، ان تكون ساترة لجميع الجسم واسعة لا تبدي تقاطيعه، ان تكون مفتوحة من الامام فقط وتكون فتحة الاكمام ضيقة، الا يكون فيها زينة تلفت اليها الانظار وعليه لابد ان تخلو من الرسوم والزخارف والكتابات والعلامات، الا تكون مشابهة للباس الكافرات او الرجال، ان توضع العباءة على هامة الراس ابتداء. وعلى ما تقدم فان اي عباءة لا تتوافر فيها هذه الشروط ليست عباءة شرعية للمرأة ولا يجوز لبسها لعدم توافر الشروط الواجبة فيها ولا يجوز كذلك استيرادها ولا تصنيعها ولا بيعها او ترويجها بين فتيات المسلمين لان ذلك من التعاون على الاثم والعدوان والله جل وعلا يقول (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله ان الله شديد العقاب). واللجنة اذ تبين ذلك فإنها توصي نساء المؤمنين بتقوى الله تعالى والتزام الستر الكامل للجسم بالجلباب والخمار عن الرجال والاجانب طاعة لله تعالى ولرسوله وبعدا عن اسباب الفتنة والافتنان وبالله التوفيق.