برزت في الآونة الأخيرة جمعية التسويق السعودية وهي الجمعية الرسمية الاولى بالمملكة في مجال التسويق والتي طال انتظارها منذ وقت طويل. ونرجو من الله العلي القدير التوفيق والنمو والسداد لتلك الجمعية الناشئة والتي يقع على عاتقها الكثير من المسئوليات والمهام والاهداف ضمن رؤية خلاقة وطويلة الاجل فمن وجهة نظرنا نرى ان الخطوة الاولى لتلك الجمعية هي مواجهة الحقيقة والاعتراف التام بفوضوية وهشاشة واقع التسويق بالمملكة بمختلف فروعه كالتسويق الصناعي والزراعي والمصرفي والحاجة الملحة لتكوين قاعدة ومرجعية أساسية له وما لذلك الوضع المزري من مساوئ وتبعات اثرت ومازالت تؤثر بأشكال مختلفة على طبيعة التعاملات التجارية بالبلاد سواء كانت محسوسة وفورية اومتراكمة تظهر انعكاساتها بعد حين كافتقار الشركات والمؤسسات الوطنية في شتى المجالات والصناعات لمنهجية رصينة تحكم عملية التسويق والترويج فيها وتعمل على تحقيق اهدافها وتجهيزها لمواجهة المنافسة الخارجية والدولية والتي اصبحت تفرز يوميا نظريات واساليب تسويقية كفيلة بالغاء اكبر المنشآت اطلاقا في الدول النامية, وبعد الاعتراف والتسليم بتلك الحالة يأتي دور التوثيق والتحليل لذلك الوضع تمهيدا للمقارنة والقياس ودراسة اساليب الرقي التدريجي والمرحلي بالتعاون مع كافة الجهات والعناصر ذات العلاقة واجراء الدراسات والابحاث الضرورية من اجل الوقوف على كافة الجوانب ومكامن الضعف والحاجة ومساهمة تلك الدراسات في تكوين الرؤية الطموحة للجمعية والتي ستعمل على تحقيقها وترجمتها من خلال اساليب ووسائل يتم نسجها ايضا من خلال نتائج تلك الدراسات والتحاليل العلمية, والتي قد يكون منها على سبيل المثال ايجاد قنوات ووسائل لتبادل الانتاج الفكري والتجارب والحالات بين كافة العاملين والمختصين في مجالات التسويق وفروعه داخل المملكة وخارجها على مستوى الافراد والمنظمات والجامعات ايضا ونرجو الايفهم ذلك بعقد الندوات والمحاضرات فقط, وايضا الرقي بواقع مؤسسات البحث التسويقي والوكالات الاعلانية والعمل على مصادقة اعمالها وفقا لمعايير محددة ومدروسة تضمن كفاءة وجودة خدماتها وبناء قواعد البيانات لمقدمي تلك الخدمات بل والترويج للجيد منها, وفيما يخص العنصر البشري والعاملين في ذلك المجال تبرز اهمية معرفة احتياجاته التطويرية وجوانب القصور في ادائه والعمل على تنميته من خلال الوسائل المناسبة كالتدريب وورش العمل والاحتكاك المستمر بالخبراء وتهيئة المراجع العلمية والمكاتبات الورقية والالكترونية بالاضافة لايجاد مصادر تمويل ودعم لاجراء البحوث التسويقية واستطلاعات الرأي على المستوى الوطني والتي تكمن اهميتها بشكل عام في تنمية الفكر والمناخ التسويقي بالمملكة ووضع المرتكازات والقواعد المهنية والاخلاقية والعلمية له وتلميعها من حين لاخر. نرجو ان تستمر مسيرة الجمعية على خطى ثابتة للمساهمة في خدمة الوطن, ونبارك لها ميلادها المنتظر بشغف كبير استشعره وافتقر اليه الجميع منذ سنوات عدة واستشهد على ذلك ما قاله احد المسئولين عند سؤاله عن التسويق, فاجاب بانه (اعز مفقود)!!