لا يمكن تصور واقع الأسر المحتاجة والفقيرة، إلاّ حينما تتأمل تكدس الكثير منهم عند مداخل الجمعيات الخيرية، وهم يحملون أوراقهم الثبوتية، ويطلبون المساعدات التي لا تفي بالكثير من التزاماتهم الحياتية مع تصاعد الغلاء المعيشي. وعلى الرغم من الدور الجيد الذي تقوم به الجمعيات الخيرية -على اعتبارها أهم مؤسسات خيرية من أول اهتماماتها سد العوز لدى "المحتاجين"-، إلاّ أنها مازالت غير قادرة على تقديم المساعدة المجزية التي تفي باحتياجات الأسر الفقيرة بشكلها الحقيقي.. فماذا تفعل 200 ريال تقدم لأرملة بحوزتها سبعة من الأبناء في شقة للإيجار، وتكاليف حياتية لا تنتهي؟. وعلى الرغم من كل ذلك.. تبقى الجمعيات الخيرية هي "البيت الأول" للفقير ليس فقط على اعتبارها مكاناً يسد بعض حاجاته البسيطة في المعيشة، وإنما تبقى الجمعية لدى المحتاج مكاناً مسؤولاً عن دعمه على جميع الأصعدة الحياتية حتى إن لم ترق تلك الجمعيات لذلك المستوى!. لقد حققت بعض الجمعيات الخيرية مالم تستطع مؤسسات المجتمع المدني أن تحققه، ولكن مازال يتساءل البعض.. هل يتوقف دور الجمعيات عند ذلك الحد؟، أم أن لها دوراً كبيراً مازال قيد النظر؟. ويعد شهر رمضان المبارك من أكثر الأشهر التي تنشط فيها الجمعيات الخيرية في حملاتها الإعلانية من أجل الحث على الصدقة، إلاّ أنه من الملاحظ أن هناك تغيّباً كبيراً لهذه الجمعيات طوال السنة عن برامجها الخيرية والتي تعلن عنها من خلال حملاتها التسويقية، فيبقى الفقير ينتظر شهر رمضان المبارك ليحصل على "جائزته" الجيدة من الصدقات، فماالذي يدفع الجمعيات لأن تتحول إلى مؤسسة منتجة بشكل كبير في شهر رمضان المبارك في حين -تنام- في باقي الأشهر؟، هل الإشكالية تقف لدى ذهنية المتبرع من الأغنياء والقادرين على تخصيص زكواتهم في هذا الشهر نظراً للترغيب في واسع الأجر؟، أم أن الإشكالية تتجه صوب الجمعيات أنفسها والتي تكدس أموال الصدقات لتنفقها في شهر رمضان؟، أم ربما في اختفاء العمل المؤسسي المنظم والمدروس للعمل الخيري، وتحديداً في الجانب التسويقي؟، وما حكاية التبرعات التي تجمع في شهر رمضان لتوزع على باقي أشهر السنة بالتقسيط الممل؟. في الحلقة الأولى من ملف "جمعيات خير ومعاناة فقير" نقف على واقع مساعدات الجمعيات الخيرية للأسر الفقيرة، وتغيبها على مدار السنة عن تكثيف برامجها الخيرية، من خلال حملات تسويقية حقيقية، ثم استيقاظها في شهر رمضان المبارك، وحقيقة ما يدار عن تكديس الجمعيات الخيرية للأموال التي تحصل عليها من المحسنين لتنفق جزءاً منها على الفقراء؛ في حين تنفق المتبقي على برامجها ومشروعاتها، ثم كيف من الممكن أن نغيّر من عقلية بعض المحسنين الذين ينفقون في شهر الخير وينسون الخير في باقي أشهر السنة؟. عمل بدون متخصصين! في البداية يرى "د.نوح يحيى الشهري" -رئيس قسم مهارات الاتصال بجامعة الملك عبدالعزيز والمشرف على مركز بناء الطاقات لتطوير العمل الخيري- إن الجمعيات الخيرية تفتقر إلى عاملين متخصصين مهنيين في جوانب التشغيل والتسويق والعلاقات العامة، بما يسهم في وضع خطط تسويقية مناسبة للتواصل مع الداعمين والمستفيدين. إعانة «الاجتماعية» تغطي 5% من المصروفات والبقية تحصّل من «معاريض» و«وجاهات» وقال:"إن الكثير من الداعمين يشكون من ضعف التواصل معهم، فالجمعيات لا تصل إليهم إلاّ حينما تحتاجهم وهذا خطأ كبير، فالتواصل لا بد أن يكون مستمراً على مدار العام، فالداعم يريد أن يعرف ثمرة دعمه، كما أنه يحتاج أن يُشجع بشكل دائم، من خلال تقارير واقعية عملية تقدم له أثر ماقام بدفعه للجمعية، فإذا لم يكن هناك خطة مدروسة للتواصل مع المتبرعين؛ فإن ذلك سيكون غير مجدٍ"، موضحاً أن علاقات الكثير من الجمعيات بالمحسنين تقتصر على إرسال خطابات تبرع منهم في كل سنة قبل شهر رمضان، وذلك من الطرق غير المثمرة في استقطاب الكثير من الداعمين المستمرين للجمعية، وربما ذلك خلّف شكاوي بعض الجمعيات التي تشتكي من الداعمين الذين يتبرعون لسنة ثم ينقطعون. انقطاع المتبرعين وأضاف "د.نوح":لا بد من وجود دراسات بحثية وميدانية لأسباب انقطاع هؤلاء المتبرعين، كما يجب عمل الكثير من الدراسات العلمية والآليات للتواصل معهم، متأسفاً من أن العمل التطوعي يفتقد للكثير من مراكز الدراسات والجولات الميدانية العلمية، وذلك ما يدفع لعدم معرفة أسباب انقطاع الداعمين للجمعيات، أو ربما عدم قناعاتهم ببعض المشروعات الخيرية، مشيراً إلى ضرورة إيجاد إدارات متخصصة في كل جمعية للعلاقات العامة والإعلام يوظف بها أكفاء ومتخصصون، وأن تكون لديها ميزانية كافية. د.نوح الشهري مفهوم الإخلاص! وتحدث "د.نوح" عن بعض المفاهيم الخاطئة من قبل رؤساء الجمعيات والتي تتعلق بقضية "الإخلاص"؛ وقال:"إن هناك من يعتقد أن الحديث عن المشروعات التي تقدمها الجمعيات -التي تعمل عليها عبر حملات تسويقية أو إدارة إعلامية- يقلل من (الإخلاص في العمل)، وهذا فهم خاطئ، فالجمعيات الخيرية بحاجة اليوم إلى بناء مؤسسي، والبناء المؤسسي يحتاج إلى الكثير من الحرفية والتخصصية والمهنية في جميع تخصصات وإدارات الجمعية، فحينما يكون هناك متخصصون في العمل الإغاثي والخيري فيجب كذلك أن يكون هناك متخصصون في العلاقات العامة والتسويق والاتصال". الإعانة السنويةوأوضح "د.نوح" أن "هناك ما يسمى بالإعانة السنوية تقدّم من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية للجمعيات، لكنها للأسف إعانة لا تكفي لسد حاجة الأسر، وربما لا تمثّل هذه الإعانة للجمعيات الخيرية 5% إلى 10%، وبالتالي فإن الجمعيات الخيرية وضعت في أساسها حتى تسوق برامجها الاجتماعية والتطوعية، كما أنها تجذب المتبرعين ومحاولة إقناعهم باسم الثقة والتواصل معهم. وقال:"يجب أن تضع الجمعيات الخيرية موازنات في بداية كل سنة، وأن يكون عملها مخطط، فلا يجب أن تنتظر الجمعية شهر رمضان لتبني ميزانيتها عليه فقط"، مشيراً إلى قلة الموارد البشرية والمالية للجمعيات الخيرية، ولكن ذلك لا يعني أن تقف عند حدود الإعانات دون البحث عن مساعدات أخرى. تطبيقات بنسبة 40% ويرى "د.ياسر الشهري" -الأستاذ المساعد في قسم الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والمختص في برنامج التسويق الاجتماعي- أن غياب الخطط التسويقية من واقع الجمعيات الخيرية صحيح إلى حد ما، ولكن لا يمكن إطلاقه، فهناك مجموعة من المؤسسات والجمعيات لديها خطط تسويقية جيدة، ولديها مزيج من المنتجات الخيرية التي تتناسب مع رغبات وقدرات المتبرعين، وفي الوقت نفسه تلبي حاجات المستفيدين. وقال:"لدي دراسة علمية تؤكد وجود تطبيقات تسويقية جيدة في حوالي 40% من عينة الدراسة، حيث ظهرت مجموعة من المؤشرات الإيجابية فيما يتعلق بتبني مفهوم التسويق الخيري، وتنويع أنشطة الاتصال التسويقي في استقطاب المتبرعين، إلاّ أن المؤسسات والجمعيات التي تمتلك ما يُؤهلها لتطبيقاتٍ أكثر جودة تبدو قليلة؛ نظراً لتنوع هذه المتطلبات، والتي منها (التنظيم الإداري المناسب، والكوادر المتخصصة، والمعلوماتية، ومخصصات الإنفاق على الأنشطة الاتصالية)". د.سعد الناجم وأضاف إن حاجة الجمعيات للتنسيق مع جهات تسويقية لتنفيذ حملاتها الإعلانية مرتبط بدرجة الحاجة، والجمعية التي لا تستطيع إنشاء إدارة تسويق تمتلك مجموعة من المتخصصين في مجال وضع الخطط التسويقية وتنفيذها -ابتداءً من المنتج وانتهاءً بالترويج ثم التطوير المستمر للخطط والمنتجات-؛ فإن عليها التعاقد مع منفذ خارجي متخصص، فالدراسة التي اشرت إليها كشفت عن مؤشرات إيجابية؛ حيث يوجد في (15.7%) من مؤسسات العينة وحدات إدارية مستقلة مختصة بالتسويق، و(48.9%) لديها وحدات مختصة بالإعلان، و(95.6%) لديها إدارات للعلاقات العامة، وتبين أن وحدات التسويق والإعلان حديثة إلى حد ما، وهذا يحمل دلالة على تطور نظرة بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية عينة الدراسة للاتصال، وازدياد الاهتمام بأنشطته، مما يشير إلى إمكانية تبني استراتيجيات التسويق مستقبلاً. الاتصال التسويقي وأشار "د.الشهري" إلى أن الإقبال على الصدقة في رمضان سلوك إيجابي وعلى وسائل الإعلام والمؤسسات الخيرية أن تعززه، معتقداً أن تركيز الجمعيات الخيرية على استقطاب التبرعات في هذا الشهر الكريم إجراء إيجابي، ومؤشر على تفاعلها مع الواقع وإدراكها لسلوك المتبرع. وقال:"يتطلب من الجمعيات تأسيس وحدات إدارية خاصة بأنشطة الاتصال التسويقي الرئيسة لتعزيز التبرع طوال العام". جدولة المساعدات من جانب آخر يرى "د.سعد الناجم" -أستاذ الإدارة والإعلام بجامعة الملك فيصل ورئيس مجلس الإدارة بجمعية الطرف الخيرية- أن الجمعيات تختلف في تخصيص إعاناتها من جمعية لأخرى، فالجمعية التي أديرها تقسّم المساعدات في جدولة حسب السنة، فعلى سبيل المثال تقديم مساعدات المواد الغذائية مخصص لها ميزانية طوال السنة تقدم للمحتاجين وتدخل ضمن مايسمى بالخدمات الخيرية، موضحاً أن من يذهب من رجال الأعمال إلى القول إن الجمعيات الخيرية تحتكر المال الذي يقدم لها من قبلهم لمشروعاتها الخاصة غير صحيح، فما يحدث أن المحسنين يذهبون بصدقاتهم إلى الجمعيات الخيرية الرئيسة في المناطق، وينسون نصيب الفروع منها في المناطق الأخرى والتي هي من تنفق على الفقراء. تأهيل المحتاجين وأضاف أن الجمعيات الخيرية لديها جانبان من التبرعات، الأول يتعلق بالجانب الإغاثي، والآخر يتعلق بالجانب الإداري، فالجانب الإغاثي انتهت فترته الزمنية، لأن الدولة هي من تقوم به من خلال الضمان الاجتماعي، إلاّ أن التعويل لابد أن يكون على الجانب التعليمي والتدريبي، من خلال إقامة الدورات التأهيلية للمحتاجين؛ فحينما تعتمد الجمعيات على تدريب أبناء الأسر الفقيرة حتى تستفيد من تلك الدورات، وتجد لها عملاً يدر عليها دخلاً شهرياً يكفي الأسرة عن الحاجة أفضل من أن تقدم الجمعية 1000 ريال قد تصرفها الأسرة خلال يومين. دعم رجال الأعمال وأشار "د.الناجم" إلى أهمية دعم رجال الأعمال للبرامج التي يعود ريعها لجهة خيرية، فهناك بعض الشركات من قامت بعمل مؤسسة خيرية تدعم مشروعات خيرية متنوعة، كبيت مال، وتقدم خدماتها للجمعيات الخيرية بشكل مدروس، وهذا ما يدخل ضمن الدعم العام، أما الجمعيات فإنها حينما يتقدم لها من يعطي نصيبه من الزكاة فإن الجمعية تضع تلك الزكاة ضمن بنودها فتصرف، مؤكداً على أن أقسام العلاقات العامة القائمة على التسويق للعمل الخيري موجودة لدى بعض الجمعيات، إلاّ أن الجمعيات ذاتها تنقسم لأنواع؛ فهناك الجمعيات التي تصنّف من حيث قوتها الخيرية، فالجمعية التي لديها رأس مال كبير تعتمد عليه فإن ذلك يساعدها لأن تضع شخصاً مختصاً للتسويق والدعاية والإعلام وتضع له راتباً شهرياً محدداً، إلاّ أن ذلك لا ينطبق على واقع الجمعيات الخيرية الصغيرة التي تعتمد على دخول بسيطة، فلا يمكن أن تأخذ من صدقات الناس لتمنحها لشخص يختص بالتسويق. د.ياسر الشهري العمل التطوعي وقال "د.الناجم" إن الوزارة أصدرت أكثر من تعميم يمنع تقديم المكافآت حتى للمحصلين، وذلك ما ينطبق على الجمعيات الخيرية، فغالبية من يعمل بها هم من فئة المتطوعين، خاصة الجمعيات الصغيرة، فهؤلاء المتطوعون يعملون لمدة ست ساعات مجاناً، وذلك يبطل ظن الكثير من الناس والذين يعتقدون بأن موظفي الجمعيات يتقاضون رواتب شهرية، مؤكداً على أن وجود أقسام تتحمل مسؤولية التسويق الإعلامي للجمعيات أمر مهم، إلاّ أن هذه الخطوة قد تستلزم تكلفة مالية أكبر من إيرادات الجمعية ذاتها، ولذلك فإن بعض الجمعيات الخيرية الصغيرة تستفيد من الشباب المتخرج حديثاً من الجامعات الذي لديه تخصص أو خبرة في مجال التسويق، حيث يتاح له العمل في الجمعية في مجال التسويق بشكل تطوعي نظير حصوله على الخبرة حتى يتمكن من العمل في أحد القطاعات مستقبلاً. «إرساليات البريد» تكشف تواضع التسويق! مازال الكثير من الجمعيات الخيرية تعتمد في طرق تسويقها على الأساليب التقليدية من طباعة كتيبات، ومنشورات، وتوزيع "سيديهات"، ثم تغلفها، وترسلها إلى البريد السعودي مرفقة بقائمة طويلة من عناوين رجال الأعمال والمحسنين، ولحظة وصولها يكتشف الداعم أن مئات الجمعيات في جميع المناطق والمحافظات والقرى قد سبقت بعضها بعضاً، ثم يحتار في أمره، ومن له الأولوية، ووفق أي معايير، أو برامج أو خطط مستقبلية..كل تلك الأسئلة غير متوافر الإجابة عنها في الإرسالية؛ ليكتشف أن العمل غير منظم، ولا يستحق ربما الإطلاع عليه، أو الثقة به، وربما التوجس منه؛ ليظفر بالدعم من يتصل به، أو يقابله، أو ينقل له "وجاهة فلان" بهدف الاطمئنان على زكواته وصدقاته.. والسؤال: متى تدخل الجمعيات الخيرية في عصر التسويق الاحترافي لمشروعاتها وبرامجها بدلاً من لغة التوسل "التقليدية" التي حيّرت المحسنين، وأثقلت كاهل البريد، وربما جهات أخرى؟!!. جمعيات تعلّم المحتاجين التسول! أكد "د.سعد الناجم" على أن دور الجمعيات لا يقتصر على تعلم بذل الصدقة، وإنما تعليم ثقافة العفاف؛ لأن البعض يتخذ من الجمعيات وسيلة "للشحاذة"، فيحصل على إعانة من جمعية، ثم يلجأ لأخرى يطلب منها، وقد يبدي شكواه من عدم تعاون الجمعيات. وقال:"إن ما يحدث أن مديري الجمعيات يطلبون الصدقة من رجال الأعمال للجمعيات حتى أصبحوا يشعرون بالحرج من طلب الصدقة، وذلك ما يدعو لضرورة عمل (حملة الإحساس بالآخر) دون الحاجة لطلب بذل الصدقة"، مشيراً إلى أن بعض مديري الجمعيات حينما لا يجدون أن تلك المعونة تكفي لبعض المحتاجين يقدّم المساعدة المالية من ماله الخاص -ذلك يحدث حينما يجد نفسه ملتزما بجدولة محددة في الجمعية-، إلاّ أن هذا الفقير حاجته أكبر مما قُدم له، ولذلك فإن الكثير من القائمين على الجمعيات الخيرية ينفقون من جيوبهم أكثر مما ينفقون من الجمعيات أنفسها!. جمعية بر الفيصلية في الاحساء توزع «بطانيات» على أسرة متعففة «مصلحة الزكاة» تقطع الطريق على الجمعيات! قال "د.سعد الناجم" إن الجمعيات الخيرية تنشط في شهر رمضان المبارك؛ لأن هناك من المحسنين من يحدد زكواتهم في هذا الشهر، وهو ما يدفع الجمعيات لأن تنشط في حملاتها التسويقية في رمضان حتى تستفيد من هذه التبرعات التي تحولت إلى عادة سنوية. وأضاف أن السؤال الذي لابد أن يطرح هو: هل رجال الأعمال يخرجون زكواتهم كواجبات دينية أم واجبات رسمية؟، فما يحدث يتمثّل في أن معظم رجال الأعمال يخرجون الزكوات التي تحدد لهم في ميزانية أعمالهم كواجب رسمي يُدفع لمصلحة الزكاة والدخل-يخصص بعد ذلك للمسجلين في الضمان الاجتماعي- دون التفكير بالواجب الديني؛ لذلك فإن ثقافة الصدقة التي لا تنقطع طوال السنة، وغير المحددة بنصاب محدد بالميزانية غير موجودة غالباً، مشيراً إلى أن الكثير منهم يخرج مقدار الزكاة المحددة عليه لمصلحة الزكاة ويكتفي غالباً بذلك، دون تقديم دعم آخر للجمعيات للإنفاق على المحتاجين.