يقدم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على خطوة نادرة بالمثول امام لجنة تحقيق قضائية عندما تبدأ التحقيق في انتحار دافيد كيلي خبير الاسلحة العراقية في وقت لاحق من هذا الشهر. وقال اللورد هوتون رئيس لجنة التحقيق امس الجمعة انا وانا فقط الذي يقرر من من الشهود سيستدعى ورفض تلميحات عن تدخل من الخارج.واضاف في مرحلة ما... اقترح مطالبة رئيس الوزراء والسيد جيف هون وزير الدفاع بتقديم ادلة. ووافق بلير بالفعل على المثول امام لجنة التحقيق بل عرض قطع اجازته في منطقة الكاريبي اذا كانت هناك ضرورة لتقديم ادلة. وكيلي مفتش اسلحة سابق بالامم المتحدة وعالم في الحكومة البريطانية وجد نفسه في وسط اكبر ازمة سياسية لحكومة بلير التي تولت قبل ست سنوات بعد ان قدم تقريرا سريا لمحطة بي بي سي في مايو ايار الماضي. وعثر على جثة كيلي في حقل وبها قطع في الرسغ قبل اسبوعين.وتراجعت مستويات الثقة في بلير فيما احتدم الجدل حول دوافع الحرب ولم يعثر على اي اسلحة محظورة في العراق. والتحقيق الذي يمس شخصيات بارزة في حكومته ويستمر لشهور امر غير مريح بشدة لبلير. واستخدمت بي بي سي كيلي كمصدر رئيسي لم يكشف عنه لتقريرها المثير الذي اشار الى ان الحكومة البريطانية غالت في دفاعها عن الحرب في العراق باعطاء اهمية دون وجه حق لتقرير مخابرات قال ان في مقدور صدام حسين نشر اسلحة محظورة في غضون 45 دقيقة. وعندما تفجر خلاف ساخن بين مكتب بلير وهيئة الاذاعة العامة اصبح اسم كيلي معروفا وتعرض لانتقادات لاذعة من لجنة برلمانية. ثم عثر عليه ميتا بعد ايام. وقال هوتون محددا شروط التحقيق الذي سيجريه انه تلقى بالفعل مواد من الحكومة عن مناقشات تفصيلية بين مسؤولين ووزراء في وزارة الدفاع وفي ادارات حكومية بعد اعتراف كيلي بانه تحدث الى بي بي سي. وقال هوتون انوي الاستماع الى ادلة تفصيلية لها صلة بتلك المناقشات... في التاسع من يوليو ظهر اسم الدكتور كيلي واصبح معروفا لكثير من الصحفيين. انوي النظر في ادلة تتعلق بكيف حدث هذا ولماذا. وقالت الحكومة ان التحقيق الذي يجريه هوتون سيركز بشدة على الاحداث التي ادت الى وفاة كيلي. لكن السياسيين في المعارضة يريدون تحقيقا اوسع يبحث في المبرر الاساسي الذي استند اليه قرار بلير بالانضمام للولايات المتحدة في غزو العراق.