لندن - يو بي أي - جدد ثمانية خبراء بريطانيين في مجال الطب الشرعي المطالبة بفتح تحقيق رسمي حول ملابسات وفاة العالم الحكومي ديفيد كيلي عام 2003 الذي شكك في مبررات غزو العراق. وقال الخبراء في رسالة نشرتها صحيفة التايمز الصادرة اليوم إن السبب الرسمي لوفاة العالم كيلي جراء نزيف غير مرجحة للغاية في ضوء بروز أدلة جديدة. وعُثر على جثة كيلي، المفتش السابق لأسلحة الدمار الشامل لدى الأممالمتحدة، في غابة بالقرب من منزله في مقاطعة أوكسفوردشاير عام 2003 بعد فترة وجيزة من الكشف عن أنه كان مصدر تقرير شكك بالمبررات التي ساقتها حكومة توني بلير وقتها لتبرير اشراك بريطانيا في غزو العراق. وأمر بلير وقتها اللورد هاتون بدلاً من قاضي الوفيات المشتبه فيها بفتح تحقيق، خلص لاحقاً بأن العالم كيلي (59 عاماً) انتحر بقطع رسغه بسكين حادة. واضاف الخبراء البريطانيون في رسالتهم أن النتيجة التي خلص إليها تحقيق هاتون غير دقيقة، وجادلوا بأن الجرح على رسغ العالم كيلي "من غير المرجح أن يكون مهدداً للحياة ما لم يكن الفرد أُصيب بتخثر في الدم". وشددوا على "أن غياب أي تقييم كمي للدم الذي فقده العالم كيلي والدم المتبقي في أوعيته الدموية الكبرى يجعل الاستنتاج بأن وفاته حدثت نتيجة نزيف غير آمن". وكان ثلاثة عشر طبيباً بريطانياً اعلنوا مطلع العام الحالي أنهم سيلجأون إلى القضاء لإبطال حكم الإنتحار في قضية وفاة العالم الحكومي كيلي، واعدوا ملفاً من المعلومات الطبية يرفض الحكم الذي خلصت إليه لجنة هاتون بأن وفاته كانت ناجمة عن اقدامه على قطع شريان زنده بسبب صغر حجمه وصعوبة الوصول إليه. كما اوردت تقارير صحفية مؤخراً أن العالم كيلي كان يعكف قبل وفاته في ظروف غامضة على وضع كتاب لفضح اسرار حكومة بلاده عن حرب العراق، والكشف عن قيامه بتحذير رئيس الوزراء البريطاني وقتها بلير من خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل قبل أسابيع من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة وشاركت فيه بريطانيا.