دعت مجموعة من الخبراء البارزين امس الى اجراء جلسات قانونية كاملة لتحديد السبب في وفاة مفتش الاسلحة في الحكومة البريطانية ديفيد كيلي التي قيل انها نتيجة انتحار وتسببت في ازمة لرئيس الوزراء في ذلك الوقت توني بلير. وقالت المجموعة المؤلفة من ثمانية خبراء في رسالة الى صحيفة التايمز ان السبب الرسمي في الوفاة وهو النزيف "مستبعد تماما" في ضوء الادلة التي اعلنت منذ ذلك الوقت. وضمت المجموعة مسؤول مصلحة الطب الشرعي السابق مايكل باورز والنائبة السابقة لمسؤول مصلحة الطب الشرعي مارغريت بلوم والبروفيسور جوليان بيون استاذ طب العناية المركزة. وعثر على جثة كيلي في غابة قرب منزله في اوكسفوردشير جنوب انكلترا في عام 2003 بعد ان تم الكشف عن انه مصدر تقرير بثته البي بي سي بان حكومة بلير "تلاعبت" بمعلومات استخباراتية بشان امتلاك نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين اسلحة دمار شامل. وفي ذلك الوقت علق اللورد تشارلز فالكونر اجراء جلسات قانونية لتحديد سبب الوفاة حتى قبل البدء في التحقيق. وخلص التحقيق الذي اجراه اللورد هاتون الى ان "السبب الرئيسي في الوفاة هو النزيف الناتج عن جروح قطعية في الرسغ الايسر احدثها الدكتور كيلي بسكين عثر عليها بجانب الجثة". الا ان المجموعة الموقعة على الرسالة قالت ان النتيجة ليست اكيدة. واكدوا ان قطع الشريان في رسغ كيلي لا يشكل تهديدا على الحياة الا اذا كان يعاني من مشاكل في تخثر الدم. وجاء في الرسالة ان "كمية الدم التي فقدها غير كافية لتشكل تهديدا على حياته.. والمقارنة بين الدم الذي فقد والدم الذي بقي في الاوعية الكبرى تظهر ان تحديد سبب الوفاة بانها ناجمة عن النزيف غير اكيدة". وكان كيلي كبير الخبراء البريطانيين المشاركين في عمليات التفتيش التي كانت تقوم بها الاممالمتحدة في العراق بهدف منع صدام حسين من امتلاك اسلحة دمار شامل. وقبل غزو العراق في اذار/ مارس 2003 نشرت حكومة بلير معلومات استخباراتية عن امتلاك العراق اسلحة دمار شامل وذلك لتبرير الحرب على العراق. واغضب التقرير الذي نشرته البي بي سي الحكومة البريطانية التي سعت الى معرفة مصدره. وحامت الشبهات حول كيلي بعد ان قال مراسل الدفاع في البي بي سي في ذلك الوقت اندرو غليغان ان مسؤولا بريطانيا ابلغه ان الحكومة تلاعبت في المعلومات الاستخباراتية لتبرير الحرب. ولم يعثر على اي اسلحة دمار شامل في العراق.