انهى القاص والروائي (احمد الدويحي) روايته بعد روايته المكتوم الاولى اواني الورد والتي ستصدر قريبا عن المكتبة التراثية) وحول الرواية ذكر (الدويحي) انها تتناول الاسطورة على الصعيدين الزماني والمكاني من زمن بلقيس الى زرقاء اليمامة فعلى صعيد المكان تعامل مع ثلاثة امكنة قرية (العسلة) التي نشأ فيها وهي من قرى جنوب المملكة ومكةوالرياض. وتدور احداث الرواية حول رجل يريد الذهاب الى مكة ويرتبط بالجن، وتدور الحبكة حول بحثه عن المرأة وهي تقرر مصير بطلها. وعن تجاوز السيرة الذاتية في رواياته قال بان روايته الاولى (ريحانة) لم تخل من الاسئلة الذاتية بالنسبة له او لغيره ولا اقول سيرة ذاتية مطلقة لكن فيها جزءا يسيرا من السيرة او التاريخ السردي للحياة ولعل ابرز ما فيها مجموعة خيوط من نسيج اجتماعي متكامل يقرب فيها الكاتب من السيرة الذاتية لكن المتلقي عندنا لايزال يحاكم العمل الفني بمنظوره هو، اولنقل يبحث عن شخصية ليحاكمها في الكاتب. وحول تجربته الروائية من (ريحانة) مرورا ب(اواني الورد) الى روايته الاخيرة (المكتوم) قال ان المسافة والتجربة بين الروايات الثلاث كبيرة.. اكتسبت فيها خبرة في تعاملي مع العمل الفني والروائي والعوالم نفسها. فكلما تعمقت في عوالمك الفنية تكتشف اشياء جديدة على الصعيدين الفني والحياتي، فبداية الكتابة تختلف عن الرؤية الكتابية لان الرواية تحتاج لا خلاص وعمل يومي ومتابعة فلا بد ان تخلص للعالم. وعن رأيه في مستقبل القصة السعودية مع اتجاه تحول كتابها الى الرواية قال بان المراقب بشكل دقيق وحيوي ومن له اتصال بالحركة الادبية يعرف لماذا ساد الشعر، ولماذا كانت القصة لصيقة بالحركة الشعرية الحديثة التي مثلها (سعد الحميدين، علي الدميني، محمد الثبيتي) وبعدهم جاء الصيخان وفي نفس الفترة كان هناك اكثر من 200 قاص، لان جنس القصيدة كان اقرب للمتلقي. اما حول التحول لان القصة كتابة مكثفة والزمن فيها مأزوم ولان القصة في مرحلة الثمانينات والسبعينات تسمى قطار الرحيل، او الانتقال من عالم القرية الى المدينة ويقال ان الرواية تكتب في زمن الانهيارات الاخلاقية والاقتصادية، نجد ان الرواية تدخل فيها وتعيد صياغتها لتخلق عالما متوازنا. ويتفق الرويحي مع الدكتور حسين المناصرة في تسمية الرواية السعودية رواية مابعد التسعينات، فما كان يحدث قبل حرب الخليج غير ما يحدث الآن، مضيفا انه عندما كتب (ريحانة) كان مؤمنا بالسريالية حتى بعض القصص القصيرة تحشر عوالمها في نفس عوالم القصيدة. متسائلا لماذا الرواية. ويجيب لان الرواية لها خاصية اخرى وتضم كل الفنون ممكن ان تأخذ الرواية المسرحوالشعر والباليه والفلكلور الشعبي ويستطيع الروائي المتمكن توظيفها من خلال تداخل الاجناس. فالقصة اشبه ما تكون بالقصائد اذا لم تحمل هما مكثفا بينما الرواية تأخذ ازمنة وامكنة اكثر. القصة محطة او ومضة عن حالة او حادثة ما بينما الرواية نهر كبير يجرف كل شيء. القاص احمد الدويحي