رغم التصريحات الشديدة اللهجة التي تصدر عن واشنطن حول احتمال شن عمل عسكري ضد ايران اذا لم تضع حداً لتطلعاتها النووية، يقول المحللون انه من شبه المؤكد ان بريطانيا التي حالفت واشنطن في حربها على العراق، لن تدعمها هذه المرة. وقال الرئيس الاميركي جورج بوش الاثنين انه لا يستبعد استخدام القوة اذا لم تستطع واشنطن اقناع طهران بالتخلي عن برنامجها للطاقة النووية الذي تقول واشنطن انه يستخدم لانتاج اسلحة نووية، فيما دعت وزيرة الخارجية الجديدة كوندوليزا رايس العالم الى التحرك بهذا الشان. وجاء في تقرير نشرته مجلة «نيويوركر» الاميركية هذا الاسبوع ان قوات اميركية خاصة تعمل داخل ايران منذ منتصف العام الماضي للبحث عن اهداف محتملة لشن هجمات عليها. وقال غاري سامور المختص بشؤون ايران في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولي في لندن انه بشكل عام فان ادارة بوش «تدرك ان شن اي عمل عسكري ضد المنشات الايرانية ليس خيارا محببا». واضاف في مقابلة مع وكالة فرانس برس «هناك العديد من الجوانب السلبية العملية والسياسية لذلك« مضيفا ان البنتاغون «سيدرس بدون شك الخيارات لشن ضربة عسكرية وقائية ضد منشات ايران النووية والصاروخية». واوضح ان واشنطن تمارس لعبة دبلوماسية اذ انها تأمل في ان يشكل التهديد بشن عمل عسكري على طهران عامل ضغط على بريطانيا وغيرها من دول الاتحاد الاوروبي لكي تتفاوض بشكل اقوى مع ايران التي ستشعر بالقلق، من اجل الحيلولة دون وقوع حرب. وتابع انه «بطريقة ما فان التهديد الاميركي بقصف ايران هو ضغط غير مباشر على اوروبا لتبذل كل ما بوسعها للتوصل الى حل دبلوماسي» مضيفا ان بوش سيجد صعوبة بالغة في الحصول على تاييد اوروبي لشن عمل عسكري ضد طهران. واكد انه «رغم ان المسؤولين البريطانيين يدركون ان التهديد بشن عمل عسكري ربما يساعد جهودهم الدبلوماسية مع ايران، الا انني لم اجد مسؤولا بريطانياً واحدا، او حتى فرنسياً او المانياً، يعتقد ان شن هجوم عسكري هو امر معقول». واضاف «اعتقد ان الحكومة البريطانية ستلتزم الصمت في احسن الاحوال او انها ستعارض ذلك في اسوأ الاحوال». واعرب سامور عن اعتقاده ان الامر يعتمد بشكل كبير على «من تحمله الحكومة البريطانية مسؤولية فشل الجهود الدبلوماسية». واضاف «اذا شعر البريطانيون ان الولاياتالمتحدة لم تكن منطقية بشأن الجهود الدبلوماسية البريطانية ولم تؤيد تلك الجهود، فمن الواضح اذن ان لندن ستكون اقل ميلا لدعم الولاياتالمتحدة». اما كاتارينا دلاكورا من قسم العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد فترى ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي تضررت شعبيته بسبب قراره دعم الولاياتالمتحدة في غزوها العراق، سيكون حذرا جدا بشان ادخال بلاده في نزاع ثان. وقالت لفرانس برس «سيكون من غير المنطقي ان تقوم الحكومة البريطانية بذلك خاصة بعد كل الانعكاسات التي واجهتها بسبب العراق». واوضحت ان «الاتحاد الاوروبي ليس لديه سياسة بشان ايران، واتخذ خطوات محددة لاحتواء المسالة النووية والتوصل الى اتفاق». واضافت «اعتقد انه اذا اتفق البريطانيون مع الاميركيين في هذا الامر فان ذلك سيضر بالعلاقات بين بريطانيا وشركائها الاوروبيين بشكل بالغ (...) واعتقد ان بلير سيتوقف عن تاييد بوش رغم انه لن يفعل ذلك علنا بالطبع». وكان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو اعرب عن تحفظ بريطانيا على احتمال شن حرب ضد ايران وقال في تشرين الثاني/نوفمبر ان ذلك امر «غير معقول». وصرح لإذاعة البي بي سي «لا أرى اية ظروف تبرر شن عمل عسكري على ايران».