اعترفت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاثنين بانها لم تحقق بعض الاهداف التي حددتها لنفسها لكنها اكدت انها واثقة من ان التاريخ سينصفها في نهاية المطاف. وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، اقرت رايس ان شعبية الولاياتالمتحدة "ليست ممتازة" في العالم العربي بعد ثماني سنوات من تولي جورج بوش الرئاسة. واضافت "ادرك ان العرب يعتبرون جزءا من علاقاتهم مع الولاياتالمتحدة فترة اهانة وقلة احترام"، موضحة ان "هذا لم يبدأ مع الرئيس بوش ولن ينتهي معه بالتأكيد". وتابعت رايس "لكن مع الوقت، اعتقد انه سيتم احترام واقع ان الولاياتالمتحدة دافعت عن العالم العربي وعن حق العرب في التمتع بالحقوق نفسها التي نتمتع بها نحن". وستتولى هيلاري كلينتون التي عينها الرئيس المنتخب باراك اوباما وزيرة للخارجية، مهامها خلفا لرايس في 20كانون الثاني - يناير. واكدت رايس ان التاريخ سيؤكد ان الرئيس بوش كان محقا عندما يكشف ان العراق الجديد المنبثق عن الحرب التي بدأت منذ خمس سنوات "سيغير وجه الشرق الاوسط"، مشيرة إلى انه "سيكون اول ديموقراطية متعددة الاتنيات ومتعددة الطوائف في العالم العربي". واشارت رايس إلى ان تحريك عملية السلام في انابوليس منذ اكثر من عام لم يؤد إلى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين، لكنها اكدت ان الوضع في الشرق الاوسط تحسن كثيرا بالمقارنة مع ما كان عليه في 2001عندما تسلم بوش السلطة. وقالت "صحيح اننا لم نتوصل إلى اقامة دولة فلسطينية. صحيح ان حماس تخرب في غزة. لكن اذا قارنا ذلك مع الوضع في 2001لا يمكننا الا الاعتراف باننا قطعنا طريقا طويلا". ولم تسمح الحرب على الارهاب التي بدأها بوش في 2001بالقضاء على تنظيم القاعدة ولا اعتقال زعيمه اسامة بن لادن ولا منع عناصره من التمركز في العراق، لكن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة والعراقيين "قريبون جدا" من الحاق "هزيمة نكراء" بهم في العراق، على حد قول رايس. اما حول حركة طالبان التي تعزز نفوذها في المناطق الحدودية بين افغانستان وباكستان، فقد قالت رايس "لا اعتقد انه يمكن القول انهم لا يواجهون اي مقاومة او انهم يتقدمون". وتابعت "نحن نكسب معارك عديدة لكن الحرب لم تنته". ولم تحقق العقوبات الدولية التي فرضت على ايران بمبادرة من الولاياتالمتحدة في اغلب الاحيان لاقناع نظام طهران بالتخلي عن برنامجها النووي، هدفها. لكن رايس ما زالت تراهن على الضغوط المالية. وقالت ان "الاقتصاد (الايراني) كان منهارا قبل انخفاض اسعار النفط". واضافت "نتساءل الان، كم من الوقت سيصمدون نظرا للظروف ولعزلتهم المتزايدة". وقررت رايس العودة إلى كاليفورنيا في نهاية كانون الثاني - يناير، إلى جامعة ستانفورد قرب سان فرانسيسكو حيث ستسترد وظفيتها في مركز الأبحاث "هوفر انستيتوشن" المتخصص بالعلاقات الدولية. وقالت "سأؤلف كتابا في السياسة الخارجية وهو امر يجب على كل وزير للخارجية فعله على ما اعتقد". واضافت "لا اعرف ما اذا كنت سافعل ذلك فورا او بعد بعض الوقت لان هذه الفترة شهدت اضطرابات شديدة كانت لها انعكاسات كبيرة وهذا يتطلب بعض التفكير".