السامية (Semitism) حسب موسوعة السياسة مشتقة من سام بن نوح.. ويتسع المصطلح الآن حتى يشمل العرب, الاكاديين من قدماء البابليين, الاشوريين, الكنعانيين, القبائل الآرامية المختلفة وفيها العبرانيون اليهود, وجزء كبير من سكان أثيوبيا.. تلك الشعوب جميعا يشملها (الساميون) خصوصا لان لغاتها قاطبة انحدرت من أصل واحد وهو اللغة السامية.. وتضيف الموسوعة: (هناك نطرية تقول ان جزيرة العرب هي الموطن الأصلي للساميين ومنها تمت هجرات متتالية الى بلاد ما بين النهرين, ومنطقة شرقي البحر المتوسط, ودلتا النيل, ونتج عن هذه الهجرات خلال فترات زمنية مختلفة خليط متباين من القبائل التي كلما انتقلت من مكان الى آخر اتصلت وامتزجت باسلاف الساميين وغير الساميين..) ويرى احمد سوسة في كتابه (العرب واليهود في التاريخ) ان اللغة العربية هي اللغة الأم لجميع لهجات الأقوام السامية وان جزيرة العرب هي مهد الحضارات السامية.. ويعترض سوسة على اطلاق تسمية (السامية) على الشعوب التي انحدرت من سام بن نوح لانها (لا تستند الى واقع تاريخي او الى أسس علمية صحيحة او وجهة نظر لغوية اذ تعتبر أكثر ما تعتبر الحدود الجغرافية والعلاقات السياسية) لكن كان يتعين على الغرب قبول النقاء العرقي لليهود كي يتمكنوا من فرض اصطلاح (الإبادة الجماعية Genocide) الذي يعني إبادة عرق او جنس تحديدا. @ يدعي اليهود انهم (شعب الله المختار).. و(شعب العهد) ويزعمون النقاء العرقي.. وانهم (قومية مميزة وخاصة).. عن هذه المزاعم يقول جاك تني.. عضو مجلس الشيوخ الأمريكي في كتابه (الأخوة الزائفة): (انه محور احلام هتلر بالرايخ الثالث في تجمع أخوة الدم.. وحماية وتحرير الأقليات الألمانية.. وهل طلب هتلر او ادعى للشعب الألماني أكثر مما طلبه وادعاه سيمون وهرتزل وهيس وبرانديس لليهود). @ استمرت اكذوبة النقاء العرقي لليهود تفعل فعلها مدعومة اعلاميا.. وماليا.. وسياسيا من المنظمات اليهودية والصهيونية وبعض حكومات الغرب حتى اصبحت عند الغالبية العظمى من الرأي العام العالمي من المسلمات مع ان الحقائق الانثروبولوجية تؤكد كما يقول عالم الانثروبولوجي جيمس فانتوب ان 95% من يهود إسرائيل التوراة أجانب متحولون.. وخليط صنعته موجات الشتات صهرت اليهود في المجتمات الأخرى.. وليسوا جنسا نقيا كما يزعمون خاصة مع عدم وجود صفات تشريحية مميزة لأن فيهم الأشقر والأبيض والأصفر والأسود ويؤيد هذا الرأي كل من المؤرخ اليهودي ابن ميمون, و(جوزفيتيش) استاذ علم الإنسان في الجامعة العبرية في إسرائيل الذي اثبت ان نسبة ضئيلة جدا من يهود الدول العربية هم فقط من نسل اسحق ويعقوب عليهما السلام!! @ ويذكر بنيامين فريدمان, في كتابه (يهود اليوم ليسوا يهودا) ان عددا كبيرا من اليهود هم من أصل مغولي فنلندي, عرفوا باسم شعب الخزر الذي تحول عن وثنيته الى اليهودية في أوائل القرن الثامن للميلاد, وبذلك فان يهود أوروبا الشرقية لا يحق لهم ادعاء هذه (السامية).. ويقول: (من الملاحظ ان ثمة اغفالا متعمدا لتاريخ شعب الخزر الذي لا تذكره كتب التاريخ في المدارس والمعاهد التعليمية, اما يهود الولاياتالمتحدةالأمريكية الوافدون من أوروبا الشرقية فيحرصون على اخفاء هذه الحقيقة عن أصلهم غير السامي ويشنون حملات شعواء على كل من يجرؤ من الباحثين على كشف هذه الحقيقة التاريخية)!! * كان أول من استخدم تعبير معاداة السامية Anti-semitism الصحفي الألماني اليهودي (فيلهيلم مار) في كتابه (انتصار اليهودية على الألمانية) الذي أصدره عام 1879م متكئا على (وجود مشاعر عدائية ضد اليهود دون سواهم من الجماعات.. والشعوب حتى اولئك الذين يعتبرون ساميين) ومن ثم اصبحت اللاسامية من ابشع وأخطر الجرائم بعد الحرب العالمية الثانية.. وسلاحا ماضيا تستخدمه الصهيونية العالمية لتحقيق أهدافها.. وابتزاز الحكومات والشعوب ماليا وسياسيا وفكريا لصالح المشروع الصهيوني.. وعلى وجه الخصوص بعد (المحرقة النازية Holocaust) التي يزعم اليهود ان ضحاياها بلغوا ستة ملايين يهودي. @ أخذت الصهيونية العالمية تشهر سلاح العداء للسامية في وجه كل من يحاول تصريحا.. او تلميحا انتقاد إسرائيل واليهود.. او التشكيك في الإبادة الجماعية لليهود وحادثة المحرقة.. وعدد الضحايا الذين تصدى لهم كتاب وباحثون غربيون اثبتوا عبر دراسات.. واحصاءات موثقة ومناهج بحثية علمية الحادثة واجمعوا على ان العدد الحقيقي يقل بكثير عن المعلن رافضين الاستغلال السياسي للمحرقة (من دولة لم تكن موجودة أصلا عندما حدثت هذه الجرائم).. ومن أبرزهم البريطاني دوجلاس ريد.. والامريكي ديفيد ايرفنج. والفرنسي روجيه جارودي فكان جزاء الأول الاختطاف واخفاء أثره الى الأبد.. والثاني الاعتداء الجسدي والافلاس المالي والثالث المحاكمة والسجن بعد ان طبق عليه في وطنه فرنسا القانون الفرنسي سيىء الذكر (جيسو) نسبة الى النائب الشيوعي الذي تبنى مشروع القانون الذي صدر في مايو عام 1990م ليعاقب كل من انكر وجود جريمة او أكثر من الجرائم ضد الإنسانية ويعيد كما يقول جارودي الى فرنسا (جريمة الرأي) التي سادت في عصر الامبراطورية الثانية وبذلك يتوارى ضعف الحجة وراء قانون قمعي!! @ من الأسباب الواهية لمعاداة السامية يقول تني: نظرية تزعم ان اليهود (كبش الفداء) دائما ويضيف: (يفسرون معاداة السامية بانها نتاج نظم اجتماعية بالية).. ومحض افتراء وليس له دليل تاريخي.. وإهانة للعالم المسيحي مدثرة بتعليل نفسي شرير!! وقد ظهرت نظرية يهودية أخرى تدعي ان العداء للسامية (مرض عقلي) لقد ندر ان ظهر في التاريخ تصور أكثر زيفا وعجرفة من هذا التعريف!! ان معاداة السامية اصطلاح من صنع الشيوعية والصهيونية.. وهو طلاء تمويه لحصان طروادة الصهيوني. @ لماذا استخدم الصهاينة مصطلح (معاداة السامية) وليس (معاداة اليهود)؟ يجيب احد المفكرين: (لأن ذلك يمنحهم تمايزا عن الشعوب الغربية فهي شعوب غير سامية.. ولو انهم استخدموا مصطلح (معاداة اليهود) لما كان لهذا المصطلح وقع التقديس الذي يتمتع به الآن مصطلح (معاداة السامية) بل يفتح عليهم صفحات التراث والتاريخ والعقل الباطن الأوروبي الذي يربط اليهود بكل شرور ويضعهم في صورة اقبح من صورة الشيطان)!! @ ان النقد في إطاره الصحيح.. ومعاييره الموضوعية.. ومعناه الحقيقي يسهم في تصحيح مغالطات وأكاذيب إسرائيل التي يشهد لها ومنظماتها بالمهارة في لي الحقائق وقلبها رأسا على عقب.. وجعل الضحايا جناة.. الأمر الذي يستوجب الالتزام الأخلاقي من الكاتب ازاء نشر الحقيقة والدفاع عنها حتى لو كان الثمن الصمت والتجاهل او الملاحقة والقمع والاضطهاد.. والاستمرار في هذا الاتجاه.. والثبات عليه الى ان يقف التاريخ عن الحركة.. او تفرض الحقيقة نفسها في آخر المطاف!! @ ومع ان المعروف سلفا ان كل من يسير في هذا الاتجاه سوف يتهم تلقائيا بالعداء للسامية إلا ان ذلك يجعل الكتاب والمفكرين الشرفاء لا يعبأون او يكترثون بتجريمهم تحت هذا الستار.. وعندما قالت الكاتبة العملاقة (فرانسواز جيرو) في صحيفة (لوموند) الفرنسية: (ان اسرائيل أصبحت العدو رقم واحد للشعب الفرنسي وعلى الأخص المفكرين والمثقفين بسبب جرائمها ضد الفلسطينيين) جاء قولها تصحيحا للتاريخ وليس معاديا للسامية!! @ ومن الحقائق التي يطرحها باسكال بونيفاس في كتابه (هل يسمح لنا انتقاد إسرائيل؟) (إن البشاعات التي يتعرض لها الفلسطينيون تدفع الكثيرين الى اتخاذ مواقف ضد الحكومة الإسرائيلية وبعض اليهود أمثال الكاتبة اليهودية (استر بن باس) الى القول: (كيف يمكننا نحن اليهود ان نظل لا نسمع ولا نرى ما يحدث للفلسطينيين؟!)