أعلنت الهند أمس الاثنين انها لن ترسل قوات حفظ سلام الى العراق منهية بذلك شهورا من التردد بشأن المطلب الامريكي. وأوضح ياشوانت سينها وزيرالخارجية الهندي للصحفيين بعد اجتماع استغرق ساعتين للجنة الامنية التابعة لمجلس الوزراء ان بلاده لن ترسل قوات الى العراق الا بتفويض واضح من الاممالمتحدة. وقال: اذا كان هناك تفويض صريح من الاممالمتحدة بهذا الشأن فان الحكومة الهندية يمكن ان تفكر في نشر قواتنا في العراق. وجاء قرار أمس بعد عدم تمكن الحكومة الائتلافية التي يرأسها اتال بيهاري فاجبايي من التوصل لاجماع اراء لتأييد قرار ارسال قوات للعراق وهو صديق قديم للهند. وكانت الهند قد عارضت الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد العراق . وذكرت الاحزاب السياسية ومن بينها احزاب مشاركة في الائتلاف الحاكم ان اي قوات هندية ترسل الى العراق ستصبح جزءا من قوة الاحتلال اذا لم يشملها تفويض من الاممالمتحدة. ووضعت الحكومة بهذا القرار حدا لجدال مستمر منذ اشهر حول هذه المسألة التي يدور حولها خلاف سياسي. ولا يمثل القرار أي مفاجأة حيث قال مسئولون كبار في الحكومة مؤخرا إن مجلس الوزراء اتخذ قراره بالفعل بشأن نشر القوات. وأرجع مراقبون قرارعدم إرسال جنود أساسا إلى عدم قدرة الحكومة على التوصل إلى إجماع وطني بشأن المسألة. ويعارض كل من أحزاب المعارضة وأعضاء الائتلاف الحاكم نشر القوات. كما ارتأت الحكومة أنها ستتعرض لخسائر سياسية إذا أرسلت قوات إلى العراق حيث من المقرر إجراء انتخابات على مستوى الولايات في نهاية العام تتبعها انتخابات برلمانية عام 2004.. وتملك الهند رابع اكبر جيش في العالم وبه قوات برية تضم اكثر من مليون جندي وشاركت في عمليات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة في دول مثل انجولا وكمبوديا والصومال. وكانت الولاياتالمتحدة قد طلبت من الهند ارسال فرقة قوامها ما بين15 الفا و20 الف جندي لقيادة قطاع في شمال العراق يحيط بمدينة الموصل ولتصبح ثاني أكبر قوة أجنبية هناك. وما زالت القوات الامريكية تتعرض لهجمات يومية في العراق وقتل اكثر من 30 جنديا امريكيا منذ اعلان الرئيس جورج بوش انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق في الاول من مايو. وتصدرت هذه القضية جدول أعمال اجتماع لم يعلن عنه مسبقا بين نائب رئيس الوزراء الهندي إل.كي ادفاني والرئيس الامريكي جورج بوش في البيت الابيض الشهر الماضي. وذكرت صحيفة هندو أن ادفاني ووزير الدفاع جورج فيرنانديز ومستشار الامن القومي براجيش ميشرا يعارضون إرسال قوات إلى العراق في حين يتردد أن وزير الشئون الخارجية ياشوانت سينها مت ذبذب الرأي وأن وزير المالية جاسوانت سنج يؤيد هذه الخطوة.