بعد عامين من تحسن سريع في العلاقات الثنائية تواجه الولاياتالمتحدةوالهند قرارات هامة وجديدة يمكن أن تؤثر بقوة في العلاقات بين أكبر ديمقراطيتين في العالم. وتفجر هذه القرارات ومنها طلب الولاياتالمتحدة من الهند ارسال قوات حفظ سلام الى العراق واهتمام الهند بشراء نظام أرو المضاد للصواريخ من اسرائيل وتكنولوجيا متقدمة من امريكا نقاشا قويا في العاصمتين. ونظرا لتعرض القوات الامريكية لمزيد من الهجمات في العراق يأمل المسؤولون الامريكيون أن توافق الهند على مطلب ارسال القوات سريعا. ويقول مسؤولون امريكيون انهم طلبوا من نيودلهي ارسال فرقة تضم بين 15 الفا و20 ألفا من الجنود يمكن أن تتولى قيادة قطاع بشمال العراق حول مدينة الموصل. وقال مسؤول عسكري امريكي بارز: ستكون خطوة رئيسية تعني الكثير في العلاقات الامريكيةالهندية. انه دور مهم يجعل الهند ضمن اللاعبين الرئيسيين على الارض. وفي محاولة لاقناع الهند بالقيام بدور في حفظ السلام بالعراق زار نيودلهي مؤخرا وفد امريكي رفيع المستوى لشرح سياسة واشنطن. وفي عهد الحرب الباردة كان يستحيل مجرد التفكير في مطلب كهذا. بدأ تقارب واشنطن من نيودلهي في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون وتسارعت خطاه في عهد جورج بوش وكان الحافز الاشتراك في القيم الديمقراطية والرغبة في تقوية العلاقات التجارية كثقل مضاد للصين. وأثمر المزيد من التعاون بين الهندوالولاياتالمتحدة وشمل تبادل المعلومات الاستخبارية وسبعة تدريبات عسكرية مشتركة وزيارات قام بها للهند أكثر من100 مسؤول في ادارة بوش. وزار واشنطن في الاونة الاخيرة نائب رئيس الوزراء الهندي ل. ك. أدفاني الرجل الثاني في حكومة نيودلهي. وفي ظل علاقات قائمة منذ زمن بعيد بين الهند وبغداد والتي ازدادت قوة بقيام الهنود بتدريب العراقيين عسكريا وشراء النفط العراقي تكون نيودلهي شريكا مناسبا للولايات المتحدة في العراق. لكن بينما تحاول نيودلهي تأكيد وجودها في الخليج لا يثق عدد كبير من الهنود في الولاياتالمتحدة وعارضوا حرب العراق. وقال ستيفن كوهين من معهد بروكينجز ان الادارة الامريكية التي طلبت من باكستان ايضا ارسال قوات سلام الى العراق تريد الجمع بين القوتين النوويتين المتنافستين. وقال كوهين انه ما لم توفر واشنطن (غطاء سياسيا) للهند وباكستان مثل تفويض من الاممالمتحدة أو حلف شمال الاطلسي فانهما قد ترفضان طلب الولاياتالمتحدة. وأضاف انه قد تكون هناك حاجة لمزيد من الحوافز. ومن القضايا المهمة لنيودلهي اهتمامها بنظام أرو المضاد للصواريخ العابرة وهو نظام تتشارك فيه اسرائيل وشركة بوينج الامريكية ويتطلب بيعه موافقة امريكا التي مولت تطويره. كما وافقت مؤخرا الادارة الامريكية التي اوقفت من قبل بيع أنظمة متقدمة للهند حتي تخف حدة التوتر مع باكستان على ان تبيع اسرائيل للهند نظام فالكون للمراقبة والانذار المبكر المحمول جوا.وانقسم المسؤولون الامريكيون حول بيع نظام أرو الذي يقولون انه يتجاوز قواعد نظام دولي للحد من انتشارالصواريخ ويرى مسؤولون عسكريون يوافقون على صفقة نظام أرو ان الهند لها سجل جيد في الهيمنة على التكنولوجيا المتقدمة وانها قدمت تأكيدات بعدم نقل الخبرة الامريكية الى ايران التي تتهمها واشنطن بتطوير أسلحة نووية. اما المعارضون فلا يريدون ان يبدو الامر كما لو كان مكافأة للهند التي مثلها مثل باكستان اجرت تجارب على الاسلحة النووية عام 1998واستمرت في تطوير برنامجها النووي رغم التنديد العالمي.