شهدت اسعار النفط العالمية استقرارا ملحوظا خلال الاسابيع القليلة الماضية فاقت تصورات الكثير من المختصين النفطيين والمحللين لاسيما ان اسبابها ربما لاتتعلق بعوامل السوق الفنية (العرض والطلب) التي أصبح تأثيرها على الاسعار غير متوقع. وارتفعت اسعار النفط خلال الفترة السابقة ووصلت الى مستويات جيدة فقد سجل مزيج برنت مستوى 97ر27 دولار للبرميل الواحد بينما تعدى نفط تكساس مستوى 30 دولارا وايضا سعر سلة اوبك التي وصلت الى اكثر من8ر26 دولار للبرميل الواحد. وارتفعت اسعار النفط الاسبوع الماضي بعد ان اغلقت احدى الوحدات في مصفاة نفطية في تكساس مما تسبب في اثارة المخاوف من نقص امدادات البنزين. وعزا بعض خبراء النفط هذا الارتفاع ايضا الى عدة عوامل مثل اضراب العمال في نيجيريا وتأخر الصادرات العراقية وانخفاض مخزون النفط الامريكي والتزام اوبك بالية مستوى انتاجها ونجاحها في ذلك. وقال الخبراء: ان اضراب العمال في نيجيريا يعد مؤشرا مهما على عدم استقرار الاوضاع النفطية في تلك الدولة الافريقية التي تعد من الدول النفطية المهمة وهي عضو فعال في منظمة اوبك. وكان اضراب عام قد بدأ في نيجيريا في 30 يونيو الماضي احتجاجا على قرار الحكومة برفع اسعار المحروقات بنسبة تتجاوز 50 بالمائة. ويبلغ الانتاج النفطي لنيجيريا التي تعد ثامن اكبر مصدر للنفط في العالم حوالي 2ر2 مليون برميل يوميا، غير انها تعاني مشكلة نقص المحروقات محليا وجاء رفع الدعم عن البنزين والكيروسين والديزل من قبل الحكومة ليدفع العمال ومن كل القطاعات الى اعلان اضراب عام كورقة ضغط عليها لتعيد الدعم من جديد. -وتوقع هؤلاء الخبراء ان تستمر اسعار النفط في الصعود ما دامت ازمة الاضراب النيجيري مستمرة وغير واضحة الرؤية الا انهم استدركوا قائلين ان الاعلان عن وقف الاضراب سيدفع مستوى الاسعار الى الانخفاض. وكانت نقابات العمال في نيجيريا قد اعلنت الاسبوع الماضي انهاء الاضراب العام احتجاجا على اسعار الوقود بعد التوصل الى اتفاق مع الحكومة. وقال خبير يعمل في احدى شركات القطاع الخاص الكبرى لكونا: ان تاخر تصدير النفط العراقي لعب دورا كبيرا خلال الفترة الحالية في رفع اسعار النفط مرجعا سبب التأخر الى عدم وجود الامن في العراق وايضا الى ماتتعرض له انابيب النفط من تفجيرات وتخريب والى الاوضاع غير المستقرة بشكل عام. يذكر ان حجم الانتاج العراقي وصل حاليا الى حوالي 900 الف برميل في اليوم وهي كميات تنتج من البصرة وكركوك كما ان الصادرات العراقية تتراوح حاليا مابين 300 الف و400 الف برميل في اليوم مع الاخذ بعين الاعتبار الاستهلاك المحلي. واكد الخبراء ان حجم مخزون النفط الامريكي يلعب ايضا دورا مهما في التاثير على مستويات اسعار النفط العالمية وان انخفاضه سيؤدي بالضرورة الى ارتفاعها. وتوقع هؤلاء ان ينخفض مخزون الخام الامريكي بمقدار مليون برميل او اكثر. وبينوا ان انضباط منظمة اوبك في الحفاظ على مستويات انتاجها والتزامها بان تتراوح اسعار النفط ضمن الية 22 و28 دولارا اعطى هذه الاسعار نوعا من الاستقرار خلال الفترة الماضية متوقعين استمرار ذلك. كما توقعوا ان تتمسك المنظمة بهذا المنهج خلال الربع المقبل من العام الحالي مادام يخدم مصالحها ويجعل سعر البرميل يدور في فلك 25 دولارا وهوالسعر المناسب لها. يذكر ان سقف الانتاج الرسمي لمنظمة اوبك هو 4ر25 مليون برميل يوميا وتتبع المنظمة حاليا نظام تخفيض ملحوظ لتفي بتعهداتها التي قطعتها في اجتماعاتها الاخيرة التي عقدتها بعد الحرب على العراق.