هبط انتاج اوبك من النفط الشهر الماضي مع توقف الانتاج العراقي، مما لا يجعل هناك حاجة تذكر لكي يخفض الاعضاء العشرة الذين يخضعون لنظام الحصص لخفض انتاجهم الفعلي الآن او في اجتماع يونيو. فكيف ترى وكالة الطاقة مستقبل الانتاج، وماذا تتوقع ان يصدر عن اجتماع منظمة أوبك القادم في الحادي عشر من الشهر القادم؟ ارتأت وكالة الطاقة الدولية في نشرتها الشهرية، ان موجة عملاقة من النفط كان البعض يخشى ان تغرق الدول المستوردة مما يدفع الاسعار للهبوط بشدة، لم تحدث ومع استمرار غياب النفط العراقي عن الاسواق، فمن المستبعد ان تصل هذه الموجة قريبا. واضافت الوكالة تقول ان الاعضاء العشرة في اوبك الملتزمين بحصص الانتاج انتجوا 25.9 مليون برميل يوميا في ابريل. ويزيد هذا الانتاج بشدة عن الحصص المتفق عليها في شهر فبراير الماضي اذ سعت الدول الاعضاء الى الانتاج أقصى طاقة ممكنة تقريبا للحيلولة دون ارتفاع كبير في الاسعار خلال حرب العراق. لكن الانتاج يقترب من السقف الجديد الذي اتفق عليه الشهر الماضي وهو 25.4 مليون برميل يوميا ويبدأ سريانه في أول يونيو المقبل. وفي الشهر الماضي قررت أوبك زيادة سقف الانتاج الكلي بمقدار 900 الف برميل يوميا الى 25.4 مليون برميل في اليوم لكنها قالت انها تخفض بذلك الانتاج الفعلي بنحو مليوني برميل في اليوم. وقالت الوكالة في تقريرها الجانب الاكبر من التخفيض الذي اقترحته أوبك حدث بالفعل بتوقف الامدادات العراقية. قرارات صعبة واضاف التقرير ان قرارات صعبة تنتظر أوبك عندما يعود الانتاج العراقي لكن اذا ظلت المخزونات منخفضة في فترة منتصف العام فقد يكون مدى أي تخفيضات أخرى تتطلبها دواعي أوبك في يونيو محدودا. وأشارت وكالة الطاقة الدولية الى ان انتاج النفط العالمي انخفض بمقدار 1.4 مليون برميل في اليوم الى 78.42 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي، وان المعروض النفطي من خارج أوبك انخفض بمقدار 475 الف برميل يوميا لاسباب اهمها عمليات الصيانة في حقول ببحر الشمال. وفي حين توقفت الصادرات العراقية بالكامل في شهر ابريل فان الوكالة قدرت ان انتاج العراق بلغ 165 الف برميل في اليوم للاستخدام الداخلي وضخ بعض النفط الى مرفأ جيهان التركي الخامل وصادرات غير قانونية الى سوريا قبل توقفها. وقدرت الوكالة ان انتاج السعودية بلغ نحو 9.3 مليون برميل في اليوم الشهر الماضي دون تغير يذكر عن الشهر السابق وذلك رغم انخفاضه مقتربا من مستوى تسعة ملايين برميل يوميا في نهاية الشهر. وواصلت فنزويلا زيادة انتاجها بعد اضراب عن العمل نظمته المعارضة في أواخر العام الماضي فارتفع انتاجها بمقدار 227 الف برميل في اليوم بينما زاد انتاج الكويت 103 الاف برميل يوميا. وارتفع انتاج نيجيريا من 1.55 مليون برميل في اليوم الى 2.1 مليون يوميا في المتوسط في ابريل. وقالت وكالة الطاقة الدولية ان المخزونات العالمية من منتجات النفط لدى مصافي التكرير انخفضت بشدة عن المتوقع في الربع الاول من العام الجاري مع اقبال الدول المستهلكة على تخزين الوقود قبل حرب العراق. انخفاض مخزونات منظمة التعاون وقالت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط ان مخزونات النفط التجارية في الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفضت بمقدار 1.43 مليون برميل يوميا الى 2.338 مليار بنهاية مارس الماضي. وأوضح التقرير ان المخزونات أصبحت بذلك أقل بمقدار 260 مليون برميل أي بنسبة 10% عن مستواها في نهاية الربع الاول من العام الماضي. وبلغ متوسط السحب من المخزون في الربع الاول في السنوات الخمس السابقة 280 الف برميل يوميا. وأشارت الى ان مخزونات المنتجات النفطية في الربع الاول انخفضت بمقدار 1.51 مليون برميل في اليوم بينما زادت مخزونات النفط الخام 130 ألف برميل في اليوم ليصبح العجز 1.43 مليون برميل. وعدلت الوكالة تقديرها للنمو السنوي في الطلب العالمي على النفط بالخفض بمقدار 90 الف برميل يوميا الى 1.03 مليون بسبب اثر انتشار فيروس سارس على الاستهلاك في آسيا. الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي واعلنت وزارة الطاقة الاميركية ان الاحتياطي الاستراتيجي الاميركي من النفط بلغ 600 مليون برميل، وهو اعلى مستوى يسجله منذ انشائه في العام 1977. وقال متحدث باسم وزارة الطاقة انه اعلى مستوى سجل على الاطلاق. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اعلن في نوفمبر 2001 انه يتوقع رفع هذا الاحتياطي الاستراتيجي الى اقصى قدرات التخزين في الولاياتالمتحدة، اي 700 مليون برميل. ويحفظ هذا الاحتياطي في مناجم ملح قديمة مهجورة على سواحل خليج المكسيك في لويزيانا وتكساس. ولا يمكن ان يعطى الامر باستخدام هذا الاحتياطي الا من قبل الحكومة وفي حال انقطاع خطير في امداد البلاد بالنفط. واوضح المتحدث الذي طلب عدم كشف اسمه صصكما قال الرئيس فان الاحتياطي يشكل عنصرا مهما لضمان امن الطاقة في بلادنا. ورغم الحرب على العراق لم تصدر الحكومة اية تعليمات للجوء الى هذا الاحتياطي. لكن الحكومة اخرت بين ديسمبر ومارس تسليم حوالي 15 مليون برميل من هذا الاحتياطي بسبب خفض الواردات الناجم عن الاضراب العام في فنزويلا والنزاعات الاتنية في نيجيريا والاستعداد لشن الحرب على العراق. ويتعين على شركات تكرير النفط التي سمح لها باللجوء الى الاحتياطي النفطي ان تعيد الكميات التي "افترضتها" اضافة الى نسبة مئوية اضافية كمقابل عن السماح لها باستخدام الاحتياطي الاستراتيجي. وينبغي اعادة البراميل المستعارة تدريجيا من الآن وحتى نهاية يناير 2004.