ماذا عسانا ان نأكل ما دامت السالمونيلا (ابنة عم التيفوئيد) التي نستقبلها من البيض والالبان والدجاج تهددنا بالصداع الذي يصعب اكتشافه مبكرا في حالة المضاعفات الخطيرة، وماذا عسانا ان نأكل ما دام العلماء ينصحون بالابتعاد عن (السكرين) الذي يتناوله ملايين الاصحاء وملايين المصابين بمرض السكر يوميا وينصحون بالعودة الى السكر، لأن السكرين يسبب سرطان المثانة عند (فئران التجارب). الغريب في امرنا اننا نهتم بان تكون اللحوم المستوردة مذبوحة على الطريقة الاسلامية، وليست مخنوقة بالطرق غير الاسلامية، لكن هل نحن نهتم بما اذا كانت لحوم الماشية معلوفة بالعشب الاخضر على الطريقة الاسلامية؟ أم هي معلوفة بطرق لا انسانية متوحشة، ومحشوة امعاؤها ببقايا الملوثات المسؤولة عن جنون البقر والدجاج.. ونهتم فقط بأنها مذبوحة على الطريقة الاسلامية؟ هناك في العالم مليار جائع، لايجدون ما يسد رمقهم، ويعيشون تحت خط الفقر وحالهم يقول لابد ان نأكل والا متنا جوعا، لكن ماذا يأكلون؟.. هل يأكلون كما يأكل اهالي مدينة (تيانجين الصينية)، حيث يتم هناك يوميا ذبح اعداد كبيرة من القطط، وتقدمها بعض المطاعم للزبائن، والغريب في الامر ان تلك المطاعم مكتظة للغاية بالزبائن، وسكان مقاطعة (قواندونج) يفضلون تناول لحوم القطط، وفي هذه المقاطعة التي تقع جنوبالصين يشتري واحد من التجار اكثر من 20 الف قطة شهريا. ويعتقد السكان هناك ان أكل لحوم القطط مغذ ويدعم الجسم بالطاقة خاصة في ايام الشتاء القارص، واقول هنا: لماذا لانصطاد تلك القطط التي ترتع في بلادنا ونصدرها لهم؟.. ربما انها تجارة مربحة، وللمعلومية هنا ان كل شيئا في الصين يؤكل، فالعامة هناك يرددون مثلا شعبيا مشهورا وهو: (نحن نأكل كل شيء يطير في السماء، ما عدا الطائرة، وكل شيء يمشي على الأرض، ما عدا الانسان، وكل شيء في البحر، ما عدا السفينة). وما دام الصينيون يأكلون كل شيء على الأرض، ما عدا الانسان، فالكوريون يؤكدون ذلك فعلا، فالطبق المفضل لدى الزعيم الكوري الشمالي (كيم جونغ ايل) هو لحم الحمير المشوي، أما الأمريكيون فقد تجاوزوا كل شيء محظور، فهم اليوم يتناولون لحوما بشرية بنكهات ووصفات مختلفة، تقدمها لهم شركة لا اخلاقية، تنعدم لديها الأحاسيس الانسانية، تسمى (مان بيف الامريكية للحوم الانسانية) وموقعها على الانترنت (.MANBEEF. COM) وهي تعمل لصالح عملاء سريين، لايمكن لاحد معرفتهم، هذا ما نقلته صحيفة الوطن في عددها 365 بتاريخ 12/7/1422ه واضافت: تحصل الشركة التي تمارس نشاطها في الولاياتالمتحدةالامريكية على لحم الانسان من خلال اشخاص يبيعون اجسادهم للطبخ بعد الوفاة، وعندما يموت الشخص، تتسلم الشركة جثته، وتقوم باجراء فحوصات مخبرية على الدم والكبد والرئة، وذلك لتحديد سعر الكيلو وفق الحالة الصحية، بعد ذلك يتم (الذبح)، وهناك انواع لطبخات لحم الانسان، فمثلا هناك قلب الانسان المحشو، وعموده الفقري بالصلصة الحارة، او سجق الاكتاف، أو (ستيك) الافخاذ بالثوم، او الذراع بالقصدير.. فماذا عسانا ان نأكل مستقبلا؟