اجتاحت عشرات الدبابات والآليات العسكرية الاسرائيلية مدينة نابلس في الضفة الغربية من عدة محاور وفرضت منع التجول على بلدتها القديمة. وشن جنود الاحتلال حملة مداهمات وتفتيش في منازل الفلسطينيين بحثا عن مقاومي الاحتلال.كما استولى جيش الاحتلال على عدة مبان سكنية مرتفعة وحولها الى نقاط مراقبة لرصد حركة السكان. وأضاف الشهود أن الحواجز العسكرية المقامة على مداخل المدينة أطبقت الحصار المفروض عليها ومنعت الفلسطينيين من الدخول اليها أو الخروج منها وفي مدينة الخليل شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة النطاق في صفوف الفلسطينيين بعد مداهمة منازلهم. وتخضع الخليل لمنع تجول مشدد منذ عدة أيام عقب اغتيال وحدات خاصة اسرائيلية عبد القواسمي قائد الجناح العسكري في حركة حماس. وجاءت عملية الاجتياح في وقت مبكر من فجر امس الثلاثاء بعد ان انفضت دون نتيجة حاسمة محادثات امنية مع الفلسطينيين تهدف الى المضي قدما في تنفيذ خطة (خارطة الطريق) للسلام التي تساندها الولاياتالمتحدة. وقال شهود فلسطينيون ان الجنود طوقوا الحي القديم في مدينة نابلس تحت جنح الظلام بعد ان اشتبكوا مع مسلحين. ولم ترد انباء عن وقوع اصابات.وقال الجيش الاسرائيلي انه يريد اعتقال مواطنين محليين مطلوبين لتنفيذهم تفجيرات انتحارية وهجمات اخرى. وتقول السلطة الفلسطينية ان مثل هذه الاعمال التي تهدف لقمع الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ 32 شهرا ضد الاحتلال الاسرائيلي تقوض جهودها للتوصل الى هدنة مع المنظمات الفلسطينية وهي خطوة مهمة باتجاه اقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005 حسبما تقضي خارطة الطريق. وتقول سلطات الاحتلال التي تحظى ممارساتها بدعم معلن من الولاياتالمتحدة انها تحتفظ بحقها في الرد حتى يظهر دليل على قدرة الفلسطينيين على كبح جماح جماعات النشطاء وعلى رأسها حركة المقاومة الاسلامية حماس. وفي احدث جولة من المحادثات الامنية يوم الاثنين بحث الميجر جنرال عاموس جلعاد وزير الامن الفلسطيني محمد دحلان تولي السلطة الفلسطينية السيطرة الامنية على قطاع غزة ومدينة بيت لحم في الضفة الغربية مقابل انسحاب القوات الاسرائيلية. ورفعت الجلسة بعد ان طلب الفلسطينيون ان يحد الجيش الاسرائيلي من ممارساته وكان من بين مطالبهم كذلك انهاء الاغتيالات الاسرائيلية للفدائيين . وحرية المرور على الطريق السريع الرئيسي في غزة واطلاق سراح الاف الفلسطينيين المعتقلين. وقال مسؤول فلسطيني لرويترز اسرائيل يجب ان تدرك انها بتراجعها فقط تترك لنا الفرصة التي نحتاجها للتوصل الى الهدنة. واشار مسؤول اسرائيلي بارز الى ان المناطق المقترحة للتسليم تعد حالات اختبار لاتفاقات مستقبلية وقال المصدر فليحصل الفلسطينيون على الهدنة التي يريدونها ثم نتحدث. واعرب وزير الخارجية الامريكي كولن باول عن تفاؤله بشأن افاق خارطة الطريق. وقال باول على هامش اجتماع المنتدي الاقتصادي العالمي في الاردن اعلم ان السلطة الفلسطينية تبذل جهدا كبيرا في محاولة التوصل الى وقف للعنف من جانب النشطاء وهو المسمى الذي تطلقه اسرائيل والولاياتالمتحدة على الفلسطينيين الذين يقاومون الاحتلال. وتدعوا خارطة الطريق التي اكد مضمونها الرئيس الامريكي جورج بوش في قمته يوم الرابع من يونيو حزيران الجاري مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ورئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس الى انهاء العنف وتفكيك بعض مواقع الاستيطان اليهودية بالضفة الغربية لتمهيد الطريق امام اقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005. ولم تظهر اي دلائل على انحسار موجة عنف اعقبت القمة. ويوم السبت الماضي قتلت قوات خاصة اسرائيلية احد قادة حماس في الخليل بالضفة الغربية مما اثار توعد بالانتقام. ويوم الاثنين قتلت اربعة فلسطينيين وزعمت انه انفجار سابق لاوانه لقنبلة كانوا يزرعونها. وقال جلعاد لراديو اسرائيل لا يجب تعليق اي امل على الهدنة وأضاف فيما يتعلق بحماس فان الغرض من الهدنة هو اعادة تنظيم صفوفها حتى يمكنها ان تنفذ مزيدا من القتل الاكثر وحشية.