زعم رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أن لديه أدلة "لا تقبل التأويل" على أن حركة حماس هي التي تقف وراء خطف المستوطنين اليهود الثلاثة، وقال: إن إسرائيل "تقوم بنقل هذه المعلومات إلى عدة دول في العالم". ونقلت إذاعة إسرائيل عنه مستهلا الاجتماع الأسبوعي لحكومة الاحتلال: إنه سيتم قريبا نشر هذه المعلومات. وقال: إن قوات الجيش تواصل جهودها للعثور على الشبان المخطوفين وإلقاء القبض على الخاطفين، مشيرا إلى أن هذه العمليات الأمنية العسكرية للعثور على "المخطوفين" والتي أطلقت عليها إسرائيل "عودة الأخوة" تستلزم "قدرا معينا من الاحتكاك مع السكان المدنيين في الضفة الغربية.. فتقع أحيانا إصابات نتيجة قيام الجنود بالدفاع عن أنفسهم". وفي آخر ضحايا الحملة العسكرية الأمنية، استشهد شابان برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية. وقال مصدر طبي في رام الله: إن محمد الطريفي (30 عاما) قتل ليل السبت الاحد في رام الله، خلال مواجهات أصيب فيها 5 فلسطينيين. وقال مصدر أمني فلسطيني: إن أحمد سعيد الفحماوي (27 عاما) قتل بينما كان متوجها الى المسجد لصلاة فجر الأحد في مخيم العين غرب مدينة نابلس، حيث كانت تدور مواجهات بسبب حملة مداهمات وتفتيش إسرائيلية للمنازل. وزعم الجيش الاسرائيلي أنه أطلق النار على الشاب في نابلس؛ لأنه "اقترب من الجنود بشكل خطير"، وذكر أفراد من عائلته أنه كان مضطربا عقليا. وقال جيش الاحتلال: ان الشاب لم يستجب لعبارات تحذيرية أطلقها الجنود، فأردوه وتبين لاحقا أنه "بحسب المعلومات الأولية لم يكن سليما عقليا". وقال مصدر طبي: إنه قتل برصاصة في الصدر. وأعلن الإسعاف الفلسطيني أنه عثر صباحا على جثمان الشاب محمد عطا الله (31 عاما) مقتولا بالرصاص وسط مدينة رام الله، في منطقة شهدت مواجهات مع الجيش الاسرائيلي. وذكرت مصادر محلية فلسطينية ان علان اعتقل اكثر من مرة على ايدي الجيش الاسرائيلي لانتمائه لحركة الجهاد الاسلامي. وتحدثت مصادر فلسطينية عن 10 جرحى في مواجهات أخرى متفرقة في مدن الضفة الغربية، نتجت عن حملة أمنية مكثفة تشنها إسرائيل بذريعة البحث عن "مفقودين أو مخطوفين" فقدت آثارهم في 12 من الشهر الجاري قرب الخليل في جنوبالضفة الغربية، بينما كانوا في طريقهم إلى القدس. وأعلن جيش الاحتلال أنه اعتقل فجر الأحد تسعة فلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية، ليبلغ عدد المعتقلين حتى الآن نحو 400 معتقل، بينهم نحو 250 ينتمون لحركة حماس، منذ بدء الحملة الأمنية للأسبوع الثاني على التوالي، والتي يشتكي إزاءها الأهالي الفلسطينيون من تصرفات جنود الاحتلال، بروايات عن قيامهم بسرقة للأموال والمجوهرات خلال "عمليات التفتيش". وفيما بدا انعكاسا للحملة الأمنية الاسرائيلية على السلطة الفلسطينية، شهدت مدينة رام الله مواجهات بين الشرطة الفلسطينية ومواطنين من الشبان رشقوها بالحجارة بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من وسط المدينة. وقال شهود عيان: ان عشرات الشبان حطموا سيارت للشرطة الفلسطينية وسط المدينة، وقد رد أفراد الشرطة الفلسطينية بإطلاق الرصاص الحي. وفي نابلس توفي رجل في السبعينيات من عمره بذبحة صدرية عندما اقتحم الجيش منزله، يوم الجمعة. وفي سلسلة لقاءات أجرتها التلفزة العبرية مع مسؤولين سابقين في جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، قال وزير المالية يائير لابيد: إن أهداف الحملة الأمنية تتركز في إعادة المختطفين إلى منازلهم، وتدمير البنية التحتية لحركة حماس، مضيفا: "إسرائيل لا تريد أن تصل إلى انتفاضة ثالثة، ولكن يجب الاستمرار في العملية المقعدة السائرة الآن، دون الدخول في أي مواجهات مع الفلسطينيين، خصوصا في شهر رمضان". لكن منسق شؤون المناطق الجنرال يؤاف مردخاي توعد الفلسطينيين بقضاء رمضان "مختلف" هذا العام، ووصف الحملة الأمنية ضدهم ب "الإجراءات المؤلمة"، وفقا لصحيفة "إسرائيل اليوم". وقال: إن قواته ستعيد النظر فيما أسماه "التسهيلات" التي تقدمها خلال شهر رمضان، وتفكر بعدم منحهم تصاريح لدخول القدس وحرمانهم من أداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك. وأجمع ضباط قادوا الشاباك إبان خطف الجندي ناخشون فاكسمان عام 1994، والجندي جلعاد شاليط عام 2006، على أن حركة حماس تعلمت من تجاربها السابقة في عمليات اختطاف الإسرائيليين. وقال رئيس الجهاز السابق "آفي ديختر": إن أجهزة الأمن في إسرائيل لم تفهم ما جرى، وإنه لا توجد أي معلومات بشأن العملية، وأن الجيش والاستخبارات يحاولان الوصول لأي معلومات من خلال العملية العسكرية التي تقوم بها في الضفة الغربية. وأضاف: "حماس تعمل بسياسة مماثلة لسياسة حزب الله، وإسرائيل تحاول الوصول لأية معلومات، وربما العملية تستغرق عدة سنوات للوصول لمعلومات دقيقة.. وحماس تعلمت من تجاربها واكتسبت خبرة، وقد تمضي سنوات دون أن تمنح إسرائيل أي معلومة عن المخطوفين.. في حين أن أصحاب القرار في إسرائيل يحاولون فهم ما جرى، وما هو ممكن أن يحصل مع المستوطنين الثلاثة".