اختتم المنتدى الاقتصادي العالمي مؤتمره الاستثنائي في الشونة على ساحل البحر الميت بعد مناقشات استمرت ثلاثة ايام بين وفود 65 دولة، تركزت على تشجيع السلام بين اسرائيل والفلسطينيين واعلان مبادرات تتعلق بالعراق وتطوير اقتصادات الشرق الاوسط.واعتبر عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني الذي رعى المؤتمر بحضور أقل من ألفي مشارك، أن هذا اللقاء يشكل بداية جديدة للشعب الفلسطيني، حياة جديدة من السلام للاسرائيليين، مستقبل جديد لأطفال العراق وامل جديد لشعوب المنطقة والعالم.وقال في الحفل الختامي، إن الاجتماع نجح في جمع الفلسطينيين والاسرائيليين ليتحاوروا حول السلام والمصالحة واكد الاسس التي اتفق عليها في قمة العقبة وهي إنهاء النزاع وتجديد الامل وضمان الامن وتحقيق قيام دولة فلسطينية. وأشار الى أن العالم العربي يواجه عاصفة من التحديات السياسية والاقتصادية. وفي هذا الصدد ناقش المشاركون تقريرا الأممالمتحدة حول التنمية البشرية في العالم العربي، مؤكدا أن الاسلام هو المثال الأفضل للتسامح واحترام الحياة الانسانية والحوار بين الشعوب. كما دعا الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان في ختام الاجتماع الاسرة الدولية الى العمل لانهاء معاناة الفلسطينيين والعراقيين الجمة من الصراعات والجزاءات والانتهاكات الشنيعة لحقوق الانسان. ودعا الاسرة الدولية الى التعهد بان تكفل ان تتاح لهم فرصة حقيقية لالقاء الماضي الاليم وراء ظهورهم وتحديد مستقبلهم السياسي والسيطرة على مواردهم الطبيعية. وقد شكلت قضايا العراق والنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين واقتصادات الشرق الاوسط المحاور الكبرى في هذا المؤتمر الذي طغى عليه الجانب السياسي الى حد كبير. فحول العراق، اعلن الامين العام للأمم المتحدة عن عقد مؤتمر دولي في نيويورك الاسبوع المقبل بحضور وفد عراقي للبحث في احتياجات العراق، معبرا عن أمله في أن يدفع هذا المؤتمر الدول المانحة الى السخاء، بينما صرح وزير الخارجية الامريكي كولن باول ان الحاكم المدني الاعلى في العراق بول بريمر يعتزم تشكيل لجنة سياسية في العراق في يوليو المقبل. كما أسست الملكة رانيا العبدالله قرينة عاهل الأردن صندوقا لجمع التبرعات لأطفال العراق المصابين بسرطان الدم. وقالت الملكة رانيا عضو المجلس التأسيسي للمنتدى الاقتصادي العالمي ان هذا لصندوق يهدف الى تحديد الاطفال الذين يحتاجون الى مساعدة فورية والمساعدة على نقلهم الى الدول المجاورة التي تملك التسهيلات المطلوبة لمعالجتهم. أما الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ومسألة تطبيق خريطة الطريق، فقد بقي محور اللقاءات التي عقدت بين مختلف الاطراف المعنية في المؤتمر الذي جرى تحت شعار المصالحة الشاملة. وكان المشاركون في الاجتماع الذي يعقد للمرة الاولى في الشرق الاوسط رغم استمرار التوتر في الاراضي الفلسطينية وغياب الاستقرار السياسي والامني في العراق، عبروا الاحد عن دعمهم لمبادرة اطلقها دعاة سلام فلسطينيون واسرائيليون لاصدار اعلان مبادىء للمصالحة. وشارك نشطاء في حركة تحمل اسم صوت واحد أسسها محمد دراوشة الذي ينتمي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية، والاسرائيلي دانيال لوبتسكي، وتهدف الى جمع اكثر من عشرة آلاف توقيع من الجانبين لاصدار اعلانها في نهاية الصيف الجاري، في مناقشات المؤتمر، مركزين في مداخلاتهم على التسامح والمصالحة. كما توصل الاردنيون والفلسطينيون والاسرائيليون الاحد الى اتفاق مبدئي حول اعداد دراسة تفصيلية لجدوى انشاء قناة يفترض ان تربط بين البحر الميت والبحر الاحمر. وقال وزير المياه والري الاردني حازم الناصر بعد لقاء مع وزير البنية التحتية الاسرائيلي يوسف بتراسكي ووزير التخطيط الفلسطيني نبيل قسيس انه تم التوصل الى اتفاق من حيث المبدأ على الشروط المرجعية لاعداد دراسة الجدوى التفصيلية للمشروع وجوانبه البيئية والاجتماعية. من جهته والى جانب مساعدة العراق في اعادة الاعمار، ركز الوفد الاميركي على مبادرة اقامة منطقة للتجارة الحرة بين الولاياتالمتحدة والشرق الاوسط حيث عقد وزير الخارجية الامريكي كولن باول والممثل الامريكي للتجارة روبرت زوليك اجتماعا مع عدد من الوزراء العرب لتشجيع هذه المبادرة. وفي ختام هذا المؤتمر الذي يعقد للمرة الثانية خارج مدينة دافوس السويسرية منذ اجتماعه في يناير 2002 في نيويورك تعبيرا عن دعم الاسرة الدولية للولايات المتحدة بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر، أعلنت مبادرة جديدة. وقال المنتدى في بيان انه وعددا من كبار رجال الاعمال في الشرق الاوسط قرروا تشكيل مجلس عربي للاعمال يضم اكثر من خمسين عضوا وهدفه تشجيع التعاون بينهم في القطاع لخاص ودعم قدرة النطقة العربية على المنافسة في الاسواق العالمية. واوضح رئيس اللجنة التنفيذية للمجلس شفيق جبر ان المنطقة تعاني حاليا بطء النمو وضعف تدفق الاستثمارات وعدم الاستقرار، مشيرا الى التحديات الكبيرة التي تفرضها العولمة. واضاف ان قرار تأسيس المجلس يهدف الى مواجهة هذه التحديات، مؤكدا استعداد رجال الاعمال للعمل مع حكوماتهم لتعزيز قدرتنا على المنافسة وتمكين المنطقة من احتلال المكانة التي تستحقها في الاقتصاد العالمي. كما شهد المنتدى الاقتصادي العالمي اطلاق مجلس المئة زعيم الذي يضم شخصيات بارزة من العالمين الاسلامي والغربي ومن الديانات الاسلامية والمسيحية واليهودية من اجل ارساء الفهم الصحيح للثقافات وتصحيح المفاهيم الخاطئة لهذه الثقافات. وقد عقد المجلس الذي ولدت فكرة انشائه في منتدى دافوس، اجتماعا في هذا المؤتمر لارساء اسس عمله قبل ان يشهد اطلاقه رسميا في المنتدى المقبل. وخص المنتدى الاقتصادي العالمي الاردن بمبادرة حول التعليم تهدف الى تطوير قطاع التعليم في المملكة تم اختيار 96 مدرسة للبدء في تطبيقها. وقال المنتدى في بيان ان المشروع يهدف الى اعتماد انظمة جديدة تعود بالفائدة على المدارس والطلاب .. وتأمين فرصة لتنمية مستدامة لصنعة تقنية المعلومات عبر بنية تحتية ملائمة. وقام اكثر من 550 صحافيا من جميع انحاء العالم بتغطية اعمال المنتدى الذي أسس في 1971 لتمكين المسؤولين من مختلف القطاعات من مناقشة استراتيجية لقطاع الاعمال الاوروبي لمواجهة تحدي نمو الاسواق الدولية. وقد تحول تدريجيا من منتدى اوروبي الى منظمة عالمية تعقد سنويا مؤتمرها في دافوس في سويسرا في يناير. ويرأس المنتدى الاقتصادي العالمي حاليا كلاوس شواب الذي أعرب عن سعادته بنجاح اجتماعات الشونة. جانب عن المشاركين في لقاء الشونة يتحدثون للصحفيين