انتشار المنتديات او الملتقيات او الصالونات الثقافية في الاحساء ماذا يعني؟ هل هي للوجاهة؟ ام لتزجية الوقت؟ ام لادعاء الثقافة؟ ام للتقليد فقط؟ علينا ان نقر بأن هذه الظاهرة ايجابية في شكلها العام لكن عند الدخول في التفاصيل تنكشف لنا اجابات مؤلمة عن تلك الاسئلة المطروحة ولكي لايكون الحكم عاما علينا ان نستثني احدية الشيخ احمد بن علي المبارك باعتبارها منبرا حرا للرأي واشعاعا مضيئا للثقافة، ومسيرة مظفرة في طريق تشجيع الشباب, يقودها رجل خبير بفنون الثقافة والادب مارس الادب شعرا ونثرا ونقدا، فأصبحت الاحدية المباركية مدرسة للجميع لكن ماذا عن غير الاحدية المباركية؟ ماذا عن تلك الملتقيات التي لاعلاقة لأصحابها بالادب والثقافة؟ لقائل ان يقول ان الادب خاصة والثقافة عامة ليست حكرا على احد وهذا صحيح لكن ماذا نقول عن تلك الامسية التي لايستطيع صاحبها تقديم ضيوفه, واذا تحدث عبث باللغة كما يعبث الطفل بلعبته, لانه لايمت للادب او الثقافة بأي صلة وماذا نقول عن تلك الامسية التي لن تجد احدا من الرواد ما لم تكن حافلة بأطايب الطعام. أليست هذه للوجاهة والبحث عن دور ثقافي وان يكن اعلاميا فقط؟ ان هذه المنتديات رغم كثرتها لاتشكل ظاهرة ايجابية لان هدفها غير واضح, مما يؤدي الى تكرار موضوعاتها هنا وهناك وهي في مجملها موضوعات معادة لاتحمل الجدة او الفائدة, ومعظم الرواد من الباحثين عن الشهرة عبر الصحافة ليظهر كلام احدهم او صورته في احدى الصحف فيتباهى بها بين بني جلدته، من هنا تأتي عبثية هذه الامسيات وعدم جدواها. اخي حمد البوعلي عندما ناقشته في هذا الامر باعتباره احد المهتمين بالشأن الثقافي في الاحساء قال: (من طق طبله قال انا قبله) وهو مثل احسائي يعبر عن حالة التنافس العشوائي على اي عمل حتى وان كان مجديا في الاصل لكنه بهذا التنافس العشوائي يفقد اهميته وجدواه وهذا حال الامسيات الثقافية في الاحساء التي كانت في السابق تحفل بمجالس العلم والادب واضحت تحفل بامسيات المفطحات والوجبات اللذيذة ولولاها لما وجدت لها روادا. ان هذه الظاهرة لاتضيف شيئا الى الثقافة في الاحساء بل تشكل عبئا عليها لانها تقدم صورة رديئة لمستوى هذه الثقافة والحل الامثل هو قيام ناد ادبي يلم شتات المثقفين ويوجه جهودهم الى الطريق الصحيح, فالاحساء فيها من الادباء والمثقفين مالا يمكن حصر عددهم بسهولة وهم جديرون بأن يكون لهم ناديهم الادبي الذي طال انتظاره وقيام هذا النادي كفيل بأن يفرز المهتمين بالادب الرصين من غيرهم ممن يبحثون عن الوجاهة او تزجية الوقت او ادعاء الثقافة او التقليد مع قناعتنا بأن حسن النوايا لا يكفي دائما للنجاح ما لم يكن ذلك مقرونا بالادوات التي تؤدي الى هذا النجاح المنشود.