صحيح ان الضرب بيد من حديد على من يقوم بتنفيذ أي عمل ارهابي في العالم مهمة أساسية من مهمات رجالات الأمن في أي مكان، غير أن الأهم من ذلك هو تعقب الرؤوس الكبيرة أو من يطلق عليهم (المعلمين) بلغة الروايات التمثيلية، أولئك الخفافيش الذين لا يحلو لهم العيش إلا في الظلام، وترقب نتائج ما زرعته أياديهم الملطخة بدماء الأبرياء من خلال تحريض من تجد في نفوسهم القابلية للتغرير، وهذا ما يدفع للتأكيد على ضرورة مواجهة التحديات عن طريق تحالف دولي لابد من تشكيله لمكافحة تلك الرؤوس المخربة واجتثاث جذورها من الأرض، لاسيما بعد أن ثبت بما لا يقبل الجدل أو الشك أن أحدا لم يعد في مأمن من خطر تلك الشبكات الارهابية، أو أن بلدا بعينه أو بلدانا بعينها قد تنجو من حبائل الارهاب وفكها المفترس الوحشي، فهذه الظاهرة الخطيرة لا دين لها ولا وطن ولا جنس، ومن أفدح الأخطاء ترويج مقولة (الإرهاب الإسلامي) فعقيدة الاسلام بريئة من تلك الأعمال الإرهابية وأصحابها، وليس من العدل والانصاف إلصاق تهمة الارهاب بالمسلمين، بدليل أن ما حدث من عمليات ارهابية في اوكلاهوما وايرلندا وايطاليا وألمانيا والباسك نفذت من جماعات لا تمت الى الاسلام بصلة، وحتى الجرائم الارهابية التي حدثت في الحادي عشر من سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة نفذت من قبل أناس حاقدين على الاسلام والمسلمين رغم انتمائهم الشكلي لهذه العقيدة السمحة التي لا تجيز القتل والتخريب والتدمير وترويع الآمنين، فالارهابيون في حقيقة الأمر يشوهون كل رسالة وفكر ويسيئون إساءة بالغة للأديان والأعراف والأخلاق والانسانية، وازاء ذلك فإن المعركة القادمة ضد هذه الظاهرة الاخطبوطية يجب أن توجه الى تلك الرؤوس (المخططة) لكل عمل اجرامي، فملاحقة أولئك الأشرار وتعقبهم أهم بكثير من القصاص من المنفذين، فهم أدوات بأيادي أولئك العابثين المارقين، فلابد للتخلص من ظاهرة الارهاب بشكل جذري وحاسم من قطع رأس الثعبان قبل ذيله.