استمرت الليلة قبل الماضية الاحتجاجات الطلابية في ايران علي الحكومة و رجال الدين لليوم الثالث علي التوالي الا ان عدد المتظاهرين انخفض الى بضع مئات. ونادي بضع عشرات من الطلبة ب (الحرية) و(الديمقراطية) في الوقت الذي تجمع فيه نحو 300 اخرين من المحتجين في الشوارع بالقرب من نزل طلابي لجامعة طهران. وكثف رجال الشرطة السرية الذين يرتدون ملابس مدنية ورجال ميليشيا اسلامية يركبون الدرجات النارية حضورا كبيرا بين المتظاهرين اذ فاقوا المتظاهرين عددا ومنعوهم من الاقتراب من حرم الجامعة. وعلى مقربة جلس أفراد شرطة مكافحة الشغب في مركبات سوداء. وقال شهود عيان ان الطلاب ورجال الميليشيا الاسلامية تراشقوا بالحجارة الا انه لم تقع مناوشات كبيرة. وجاءت الاحتجاجات الموجهة ضد الرئيس محمد خاتمي المؤيد للاصلاح و رجال الدين المتشددين الذين يعوقون جهوده لادخال تحسينات على الديمقراطية والعدل والحريات الاجتماعية عقب ضغط متواصل على ايران تمارسه واشنطن التي صعدت من نقدها لطهران منذ الحرب على العراق. ويتهم مسؤولون أمريكيون إيران بالسعي للحصول على أسلحة نووية والتدخل في شؤون العراق، بينما تنفي ايران هذه الاتهامات. وقال كولن باول وزير الخارجية الامريكي ان واشنطن تأمل ان الايرانيين قد يحرضون على التغيير من الداخل لجعل ايران عضو اقل ازعاجا في المجتمع الدولي. واتهم الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي واشنطن باثارة الاضطراب في البلاد وحذر من ان السلطات لن تبدي رأفة بمرتزقة العدو المأجورين. والقي القبض على 80 شخصا على الاقل منذ بداية الاحتجاجات يوم الاربعاء لكن العديد منهم اطلق سراحه في وقت لاحق، وجرت العادة ان تبدأ المظاهرات في كل مرة قرب منتصف الليل، ومظاهرتي الاربعاء والخميس استمرت كل واحدة منها نحو ثلاث ساعات. ويقول المحللون ان الاحتجاجات على الرغم من قلتها الا انها تعكس استياء واسع النطاق في ايران حيث يوجد 70 % من السكان البالغ عددهم 65 مليونا تحت الثلاثين عاما وليس لديهم ذكريات عن الثورة الاسلامية عام 1979 التي تزعمها الامام الخميني. وقال علي انصاري وهو خبير في الشئون الايرانية في جامعة ديرهام في انجلترا الشئ الاساسي الذي علينا ملاحظته هو هل سينتشر هذا الى المدن الاخرى وهل ستزداد اعداد المحتجين.مضيفا اذا ما شعرت الغالبية الصامتة بان هناك تغيرا في الجو وان ميزان القوة يتغير فانهم سيشتركون.