فيما اذا افترضنا ان قمتي شرم الشيخ والعقبة كانا بمثابة مراجل احراق ضرورية لتطبيق الخارطة الامريكية على ارضية فعلية للطريق, فمن المهم جدا لواشنطن ان لا تبالغ في مطالبها من الرياض والقاهرة, والشكل والوضح الذي ستكون عليه الدولة الفلسطينية على كف عفريت في ضوء التحفظات الاسرائيلية التي احيطت علما بها ادارة الرئيس بوش وابدت تفهما كاملا لها.. هذا الجانب غير المطمئن وبالاخص المستوطنات وحق العودة والمبادرة السعودية التي تم تبنيها في قمة بيروت وتنص على ارض مقابل سلام انطلاقا من وضع 4 من يونيو 1967م.. واشنطن ان ارادت ان تكون براجماتية في خارطة طريق بنهايات شبه مفتوحة لتلاعبات حكومة اسرائيل حالية او قادمة في غضون العامين كجدول زمني لقيام الدولة الفلسطينية, عليها ان توقف املاء الارادات والاستخدام للقوة الامريكية في تصفية حسابات من قبل الحكومات الاسرائيلية, التي ما انفكت منذ 11 من سبتمبر عن شحن رؤوس النافذين في الادارة الامريكية بملفات امنية عالية السرية عن التحولات في معادلات القوى من داخل المجتمعات العربية وعلى رأسها مصر والمملكةبطبيعة الحال.. دول ثقل في النظام العربي كالرياض والقاعدة من المهم جدا لواشنطن ان لا تفكر في الضغط على القيادات السياسية بالحسابات الاسرائيلية قبل ان تدور عجلة التطبيق للخارطة ويجد الفلسطينيون انفسهم محررين من الحصار والردع والمزاجية وقتما وكيفما تشاء اسرائيل تحت ذرائع الامن والانتقام لاعمال مقاومة يلجأ لها ابناء الشعب الفلسطيني كلما تمادت تل ابيب في سياساتها الاستئصالية واللا انسانية تجاه الشعب الفلسطيني.. ولابد لواشنطن من تفهم حقيقة واحدة الا وهي ان الفلسطينيين وحدهم وبقناعاتهم وبما يحققونه على الارض فعليا مع اسرائيل هو من سيدفع بالعرب ان عاجلا او اجلا للاقرار لاسرائيل بحقها في الوجود والتعايش مثل بقية دول المنطقة.. واي شيء غير هذا لن يكون ممكنا بل ومستحيلا بعبارة أدق.