أخيراً ودون اكتراث لأي تهديدات إسرائيلية أو أمريكية أعلن الرئيس أبو مازن و رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الاتفاق النهائي على جملة من الأمور كانت تعيق البدء في تطبيق اتفاق المصالحة على الأرض لإحداث مشاركة سياسية فلسطينية حقيقية من خلال الوحدة الوطنية والاتفاق على أساليب إدارة الصراع والتهدئة بالضفة والقطاع مع إسرائيل,فقد اتفق الطرفان على اسم رئيس الوزراء الجديد والحكومة الفلسطينية الجديدة والتي تعتبر حكومة تنفيذية وحكومة تسير أعمال ,واتفقوا على ترتيب وتنظيم أوراق المصالحة وملفاتها بالقالب الوحدوي ,واتفقوا على إنهاء ملف الاعتقال السياسي بالكامل ,واتفقوا على البدء فورا بانجاز ملف منظمة التحرير الفلسطينية واندماج كافة الفصائل الفلسطينية تحت مظلتها هذا بشرى إلى أبناء الوطن ليبقي اكبر من أي فصيل ولن يكون إلا هكذا مهما اختلف الأخوة وتباينت أرائهم السياسية . سعي الجميع لتسريع المصالحة الفلسطينية وإعادة بوصلة العمل الوطني من أجل بناء الدولة الحديثة وتقوية عناصرها , وسعي الكل العربي لتقريب وجهات النظر والفكر السياسي لخلق برنامجا سياسيا فلسطينيا واحدا قويا ثابتا مقاوما يرتقي لمستوي التحديات التي تفرضها إسرائيل كدولة احتلال تبقي الوحيدة بالعالم وأمريكا من خلفها , وبالفعل استطاع المخلصين من أبناء هذا الوطن والأمة العربية دون استثناء تطويق الخلاف الفلسطيني الفلسطيني حتى لا يتسع وتتسع معه رقعة الخلافات العربية وتظهر فئات تبيع وتشتري بالفلسطينيين لصالح أجندات غير فلسطينية , وفي هذه الأثناء كانت إسرائيل وأمريكا وأجهزة استخباراتهما ومؤسساتهما السياسية والأمنية تزكي نار الفتنة وتحاول بالتهديد مرة و بالوعيد مرة أخري أن تعميق الشق بين الأخوة الفلسطينيين ليبقي الانقسام وتبتعد أجزاء الوطن عن بعضها وبالتالي تكون غنيمة لإسرائيلي ليبقي احتلالها وتهويدها للأرض الفلسطينية دون عوائق ودون موانع إيديولوجية قومية عربية فلسطينية, وقد ظهرت اعتراضات إسرائيل وأمريكا خلال سنوات الانقسام المخيف أكثر من مرة , فقد حوصرت السلطة الفلسطينية بالكامل في أول حكومة وحدة وطنية ومنعت عنها أي أشكال الدعم المادي وحتى المعنوي وقاسي الفلسطينيين طويلا, وعادت إسرائيل لمستوي تفكيرها العنصري مرة أخري كلما التقي الرئيس وفدا فتح وحماس لاستكمال ملفات الوحدة الوطنية ,وتواصل التهديد حتى وصلت إسرائيل لتهديدها باحتلال أجزاء كبيرة من الضفة الغربية إن اتفق الرئيس أبو مازن مع حماس على حكومة وحدة وطنية. إن عداء إسرائيل للفلسطينيين ليس عداء بسبب الوحدة الفلسطينية ولكنه عداء أخلاقي, فكري ايدولوجي, سياسي ,تاريخي طويل, استغل الانقسام لتقويته وهذا ما أثبته الاحتلال عبر تصريحات نتنياهو المتكررة باعتبار أي تقارب لابو مازن وحماس سيعيق الوصول إلى سلام وهذا ما يثبت أن إسرائيل لا تريد سلام ولا تريد للفلسطينيين أن يعيشوا في سلام ,وتمادت إسرائيل في كشف وجهها الحاقد بعدما اتخذت قرار بتجميد العائدات الضريبية الفلسطينية والتضييق على السلطة الفلسطينية بكافة الوسائل لتتراجع عن لم الشمل الفلسطيني , وكانت إسرائيل و واشنطن قد وجهتا تحذيرات شديدة اللهجة للرئيس أبو مازن لتثنية عن لقاء خالد مشعل والسعي في تطبيق فعلى للمصالحة وطالب اغلب وزراء الثمانية العنصريون نتنياهو باتخاذ إجراءات عقابية أكثر صرامة من تجميد الضرائب لأنه إجراء لا يكفي حسب وجهة نظرهم بحق الرئيس محمود عباس و طالبوا بقطع كامل للعلاقات مع السلطة وتطبيق عقوبات جديدة كالمنع من السفر لبعض قياداتها وتحديد تحركاتهم في الضفة واليوم اعتبر نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيألون أن لقاء المصالحة بين الرئيس وخالد مشعل في القاهرة مساساً خطيراً قد يستحيل التعويض عنه بفرص تحقيق تسوية سلمية مع الفلسطينيين", و كشف عن أن إسرائيل تدرس حاليا قطع البني التحية عن قطاع غزة بالكامل عقابا على حالة التوافق الوطني الفلسطيني التي أحدثها الرئيس أبو مازن مؤخرا وتمادت أجهزة إسرائيلية استخباراتية في عدائها لمساعي الرئيس أبو مازن وهددت باغتياله على طريقة الرئيس ياسر عرفات لأنه لم يستجيب للتحذيرات الأمريكية والإسرائيلية التي لا ترغب للفلسطينيين أن يتوحدوا ويؤسسوا لمرحلة جديدة تمارس فيها الديمقراطية بوعي وطني حقيقي. إن حرب التهديدات الإسرائيلية تظهر إسرائيل ككيان عنصري بامتياز لا يسعي لتحقيق امن واستقرار في المنطقة يمكن شعوب المنطقة من العيش بسلام لتنمو نموا طبيعيا , وأن حرب التهديدات الأخيرة التي شنتها إسرائيل لن تثني الرئيس أبو مازن عن عزمه إتمام المصالحة الفلسطينية لان إسرائيل لن ترضي عن أي فلسطيني يقوم بالدور الذي يقوم به الرئيس أبو مازن , والحقيقة أن الرئيس أبو مازن بخطته هذه للمصالحة وتحقيق شراكة كاملة مع الكل الفلسطيني أصبح الرجل الذي كسب ود الكل الفلسطيني والكل العربي في زمن يبحث فيه العرب عن ديمقراطية حقيقية وتغيير نحو حريات حقيقية وفي زمن تستقوي فيه إسرائيل و تتبجح باستخدام أساليبها الحمقاء والعنصرية لتدمير الوحدة الوطنية الفلسطينية ,وهنا لا يستبعد أن تلجأ إسرائيل لأساليب أكثر حماقة كأساليب الاغتيالات المدسوسة والعلنية لإشغال الفلسطينيين وثنيهم عن استكمال طريق الوحدة والشراكة السياسية الحقيقية . [email protected]