أكدت صحيفة نمساوية بارزة أمس ان سقوط نظام صدام حسين وتعيين رئيس وزراء فلسطيني جديد فتح الطريق لامكانية تحقيق تسوية سلمية في الشرق الاوسط بين الاسرائيليين و الفلسطينيين. وقالت صحيفة (كورير) في تعليق لها ان الرئيس الأمريكي جورج بوش وضع هدفا من وراء جولته الحالية في الشرق الاوسط يتمحور حول وضع الأسس لاقامة دولة فلسطينية مستقلة بحلول عام 2005 تعيش بسلام الى جانب اسرائيل. واشارت الى صعوبة المهمة التي تنتظر بوش مؤكدة ان الرئيس الامريكي يقوم بمهمته الحالية في المنطقة رغم اخفاق محاولات مماثلة قام بها سلفه بيل كلينتون وقالت انه على الرغم من ترتيب الرئيس السابق كلينتون اربعة مؤتمرات قمة وست جولات وساطة في الشرق الاوسط الا ان جميع هذه المبادرات باءت بالفشل. ووصفت الصحيفة جولة بوش الحالية في المنطقة بانها مهمة دبلوماسية في حقل الغام الشرق الاوسط نظرا للحقد و الكراهية التي تأصلت في نفوس طرفي النزاع بحيث باتت كل خطوة تنذر بوقوع كارثة جديدة. وجاء في التعليق ان قمة شرم الشيخ تمخضت عن رفض كافة اشكال الارهاب بعدما طالب بوش نظراءه العرب بدعم خطة السلام . واضافت ان بوش اراد التأكيد في شرم الشيخ على انه قادر ايضا على ممارسة العمل الدبلوماسي بعد الانتقادات الشديدة التي تعرض لها في السابق بسبب اصراره على الاطاحة بنظام صدام حسين. لكن كاتب التعليق اضاف انه لا يتوقع ان يتخلى المتطرفون من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بشكل سريع عن نهجهم الرامي الى نسف مسيرة السلام. واشار الى ان الكثيرين من العرب يعتبرون احتلال العراق والتهديدات الامريكية ضد سوريا جزءا من سلسلة من الاجراءات تهدف الى اذلالهم. وقال ان العرب يتهمون واشنطن بتفضيل طرف على اخر لغرض خدمة إسرائيل الامر الذي يجعلهم يتشككون في الجهود الأمريكية لاحلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وأكد الكاتب انه يتعين على الرئيس بوش ان يقنع هؤلاء المتشككين بجديته والضغط على رئيس الحكومة الاسرائيلية للتقيد بشكل كامل بما ورد في خارطة الطريق. وخلص الكاتب الى القول بان على الرئيس الامريكي ان يقرن أقواله بالافعال وعدم التشبث باظهار موقف القوة فقط لان ذلك سيؤدي في النهاية الى نفس المصير الذي انتهى اليه الرئيس السابق كلينتون عندما اخفق في مساعيه السلمية في الشرق الاوسط.